اختناق الواد الحار بدرب جميلة بالحي الحسني: كارثة صامتة تهدد الساكنة والمباني

 

تعيش ساكنة درب جميلة، بلوك د، زنقة مولاي بوشعيب الرداد بالحي الحسني، الدار البيضاء، وضعا بيئيا وصحيا خطيرا منذ عدة شهور، بسبب اختناق وانفجار قنوات الصرف الصحي «الواد الحار». هذه الأزمة المزمنة لم تعد تُهدد فقط صحة السكان، بل تجاوزت ذلك إلى احتمال انهيار البنايات التي تسربت وتتسرب إليها المياه العادمة بشكل متواصل.
وسط الروائح الكريهة والتسربات الملوثة، تُغمر المنازل السفلية والمحلات التجارية بالمياه العادمة، ما تسبب في أضرار صحية ونفسية جسيمة، خاصة للأطفال والمسنين. وتكمن الخطورة الكبرى في أن الخزان الكبير الذي تتجمع فيه المياه يقع مباشرة أمام صيدلية سيدي الخدير، التي تضررت بدورها بفعل امتلاء الخزان واختناق القنوات، مما أدى إلى توقف حركة الصرف وانتشار التلوث في محيطها.
ورغم توالي الشكايات الشفوية والمكتوبة، لم يلمس السكان أي تدخل فعال، بل وُوجهوا بسلسلة من الوعود المتكررة التي لم تتجاوز حدود الزيارات الميدانية الشكلية. كل هذا في مدينة اقتصادية كبرى مثل الدار البيضاء، التي تتوفر على مجالس منتخبة ومقاطعات ذات ميزانيات ضخمة وكفاءات متعددة، من المفترض أن تسهر على حياة المواطنين وحقهم في العيش بكرامة.
وفي محاولة لإيصال صوتهم بطرق رسمية، قامت مجموعة من السكان المتضررين بمراسلة رئيس مقاطعة الحي الحسني بتاريخ 13 نونبر 2024، في شكاية تطالب برفع الضرر. وقد استعرضت المراسلة حجم المعاناة، وطالبت بتدخل عاجل لتغيير شامل لقنوات الصرف الصحي، تفاديًا لكارثة عمرانية وصحية.
وقد أعقبت الشكاية زيارة للشرطة الإدارية يوم 21 نونبر 2024، حيث عاينت الوضع ميدانيا وأكدت في محضرها الرسمي – الذي نتوفر على نسخة منه – وجود تسربات خارجية واختناق في قنوات الصرف أدى إلى انفجار المياه العادمة. وأوصت الشرطة الإدارية بمراسلة الشركة الجهوية متعددة الاختصاصات قصد تسريح القنوات الباطنية ورفع الضرر عن الساكنة والتجار والمؤسسات المجاورة.
ومع ذلك، ورغم مرور أكثر من سبعة أشهر على هذه المعاينة الرسمية، لم تحرك لا المقاطعة ولا الشركة المتعاقدة ولا الشركة الجهوية ساكنا، في استمرار مقلق لتجاهل الخطر المحدق.
إننا، كمواطنين وفاعلين، نرفع صوتنا عاليا للمطالبة بتدخل فوري ومسؤول من الجهات المعنية محليا وجهويا ومركزيا، من أجل صيانة حياة السكان وضمان سلامة ممتلكاتهم، قبل أن تقع الكارثة التي لا تُحمد عقباها.


الكاتب : محمد مستاوي

  

بتاريخ : 21/05/2025