استئناف القتال بين اسرائيل وحماس بعد نهاية الهدنة ومجهودات الوساطة تتعقد

بلينكن يأمل في تمديد الهدنة مع تبرير حرب اسرائيل على جنوب غزة..

 

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس سقوط ما لا يقل عن 29 قتيلا بينهم أطفال في قطاع غزة مع استئناف الأعمال العسكرية بعد انتهاء الهدنة بين إسرائيل والحركة صباح أمس الجمعة.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة وكالة فرانس برس عن سقوط سبعة قتلى في جباليا ومدينة غزة بشمال القطاع و12 في خان يونس ورفح في الجنوب وعشرة في المغازي في الوسط.
وذلك قبل ساعات من انتهاء الهدنة التي أتاحت خلال الليل إطلاق رهائن لدى حركة حماس وأسرى في سجون إسرائيل…
وكان الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة أنه اعترض صاروخا أطل ق من قطاع غزة قبيل انتهاء الهدنة مع حماس. وقال الجيش على تلغرام إن نظام الدفاع الجوي «اعترض بنجاح عملية إطلاق» صاروخية من غزة.
في أعقاب ذلك تحدث شهود عيان لوكالة فرانس برس عن تحليق كثيف لطائرات عسكرية ومسي رات في المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزة. ولم تتبن أي جهة حتى الآن عملية الإطلاق الصاروخية.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن 6 رهائن إسرائيليين لدى حماس قد أطل ق سراحهم ليل الخميس في أعقاب الإفراج عن رهينتين في وقت سابق من اليوم نفسه.
في أعقاب ذلك أطلقت إسرائيل سراح ثلاثين فلسطينيا جميعهم من النساء والقاصرين، بموجب اتفاق الهدنة …
وكانت حماس قد أبدت استعدادها الخميس لتمديد الهدنة في قطاع غزة بعد دعوة في هذا الاتجاه وجهها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وقال مصدر قريب من حماس لوكالة فرانس برس «الوسطاء يبذلون جهودا قوية ومكثفة ومتواصلة حاليا من أجل يوم إضافي في الهدنة ومن ثم العمل على تمديدها مرة أخرى لأيام أخرى».
سبق أن مددت الهدنة مرتين منذ 24نوفمبر ووضعت حدا لسبعة أسابيع من القصف الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة ردا على الهجوم الذي شنته حماس في 7أكتوبر… وإضافة إلى الرهائن والأسرى المفرج عنهم أتاحت الهدنة أيضا دخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمدمر.
في مؤشر إلى هشاشة الوضع، أعلنت حماس مسؤوليتها عن هجوم دام الخميس في القدس أسفر عن ثلاثة قتلى إسرائيليين بينهم امرأتان.
وأتاحت الهدنة حتى الآن إطلاق سراح 80 رهينة إسرائيلية و240 أسيرا فلسطينيا. كذلك أطلق سراح أجانب معظمهم تايلانديون يعملون في إسرائيل، من خارج إطار اتفاق الهدنة.
واحتجزت حماس خلال هجومها غير المسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية 240 رهينة اقتادتهم إلى غزة حسب الجيش الإسرائيلي. وقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم مدنيون قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم وفق السلطات الإسرائيلية.

اسرائيل كانت على
علم بالهجوم؟

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الخميس استنادا إلى وثائق سرية أن مسؤولين إسرائيليين حصلوا قبل أكثر من عام على خطة لحماس تهدف إلى تنفيذ هجوم غير مسبوق ضد إسرائيل، لكنهم اعتبروا هذا السيناريو غير واقعي.
ردا على هجوم الحركة، توعدت إسرائيل بـ»القضاء» على حماس وشنت قصفا مكثفا على غزة ترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع ما تسبب بمقتل أكثر من 15 ألف شخص معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من ستة آلاف طفل…
ودعت آدام أدار حفيدة يافا أدار (85 عاما) التي أطلقت حماس سراحها في 24 نوفمبر «السلطات الإسرائيلية والأسرة الدولة إلى عدم التوقف طالما لم يعد الجميع إلى ديارهم».
ولم تتلق آدام أخبارا عن ابن عمها تمير وقالت لفرانس برس «لا نعرف إذا أصيب وإذا كان يتلقى علاجا»، مبدية أسفها لأن «لا أحد يتحدث عن اتفاق لإعادة الرجال» الرهائن في غزة.
أتاح اتفاق الهدنة تسريع وصول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، حيث دخلت قوافل طويلة من الشاحنات الخميس من مصر.
وباتت الاحتياجات هائلة في القطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا جويا وبريا وبحريا منذ تولي حركة حماس السلطة فيه عام 2007، وقد شددته في 9 /أكتوبر مانعة دخول المياه والوقود والأغذية إليه.
ونزح 1,7 مليون شخص من سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة من الشمال، المنطقة الأكثر دمارا، إلى الجنوب، فيما تضررت أكثر من 50 % من المساكن أو دمرت بالكامل جراء الحرب وفق الأمم المتحدة.
واستغل آلاف السكان الهدنة للعودة إلى منازلهم في الشمال متجاهلين المنع الذي فرضه الجيش الإسرائيلي. وتمثل الهدنة أيضا لسكان غزة فرصة للتوجه إلى الشاطئ للاستحمام والاغتسال وغسل الملابس وصيد السمك.

بلينكن : الدفاع عن الهدنة وتبرير الحرب!

وكان أمل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المعلن خلال زيارته إسرائيل الخميس في تمديد الهدنة مع حركة حماس الفلسطينية والتي أتاحت إطلاق سراح رهائن وأسرى وتكثيف إيصال مساعدات إلى قطاع غزة، موجها تحذيرا إلى الإسرائيليين في حال استئناف المعارك.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إن بلينكن «شدد خلال اجتماعه مع (رئيس الوزراء بنيامين) نتانياهو على ضرورة مراعاة الاحتياجات الإنسانية وحماية المدنيين في جنوب القطاع قبل أي عملية عسكرية هناك».
وجدد وزير الخارجية دعم الولايات المتحدة «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد العنف الإرهابي في إطار احترام القانون الإنساني الدولي»، داعيا الدولة العبرية «إلى اتخاذ جميع التدابير الممكنة لمنع تضرر المدنيين».
وطالب بلينكن الخميس إسرائيل بضمان إقامة مناطق «آمنة» للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة قبل استئناف «العمليات العسكرية الكبيرة»، داعيا الى تمديد الهدنة التي من المقرر أن تنتهي صباح الجمعة.
وشدد بلينكن خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب على وجوب أن تضع إسرائيل «موضع التنفيذ خططا لحماية المدنيين تساهم في التقليل بشكل إضافي من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء».
وأكد أن ذلك «يشمل بوضوح ودقة تخصيص مناطق وأماكن في جنوب (قطاع) غزة ووسطه، حيث يمكنهم أن يكونوا آمنين وبعيدا من مرمى النيران».
وأوضح أن خطط حماية المدنيين تتطلب تفادي «نزوح (إضافي) مهم للمدنيين داخل قطاع غزة»، إضافة الى الحؤول «دون الإضرار بالحياة والبنى التحتية المحورية مثل المستشفيات ومحطات الكهرباء ومنشآت المياه».
وأوضح أن ذلك يعني أيضا «منح المدنيين الذين نزحوا الى جنوب غزة، خيار العودة الى الشمال ما إن تسمح الظروف بذلك»، مشددا على وجوب عدم حصول «نزوح داخلي مستمر».
واعتبر أن إسرائيل «قادرة على تحييد الخطر الذي تشكله حماس مع التقليل من الأذى بحق الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الى حده الأدنى. وعليها واجب القيام بذلك»، مشددا على موقف الولايات المتحدة بأن «الخسارة الهائلة لحياة المدنيين والنزوح بالحجم الذي رأيناه في شمال غزة، يجب ألا يتكرر في الجنوب».
تخشى الولايات المتحدة، الحليف الثابت لإسرائيل والتي تدعم ردها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من أن يؤدي استئناف القتال وخاصة امتداده إلى جنوب قطاع غزة، إلى تضرر مئات آلاف المدنيين الذين نزحوا عن منازلهم من شمال القطاع نحو جنوبه.
ولا يخفي الدبلوماسيون الأميركيون في محادثاتهم الخاصة حقيقة أن زيارات بلينكن المتعاقبة إلى إسرائيل تهدف جزئيا إلى مواصلة الضغط على الحليف الإسرائيلي، دون إملاء سلوك معين في الحرب.
وأتت تصريحات بلينكن في سابع أيام الهدنة الموقتة بين إسرائيل وحماس.
وقال بلينكن للصحافيين «واضح أننا نريد لهذا المسار أن يمضي قدما… نريد يوما ثامنا وأكثر».
كما حض وزير الخارجية الأميركي القضاء الإسرائيلي على محاسبة «المستوطنين المتطرفين الذين يرتكبون أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية» المحتلة حيث سج ل تصاعد في مستوى العنف منذ بدء الحرب في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وتوجه بلينكن إلى رام الله بالضفة الغربية للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وناقش المسؤولان «الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات لتحسين الأمن والحرية للفلسطينيين في الضفة الغربية»، حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية لفت أيضا إلى تأكيد بلينكن التزام الولايات المتحدة اتخاذ «تدابير ملموسة» في سبيل قيام دولة فلسطينية.
وشدد عباس من جهته على «الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار في قطاع غزة»، داعيا إلى «إيصال مساعدات إنسانية إضافية» إلى هناك، ومذكرا بأن هذه المنطقة «جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين»، حسب ما أفادت وكالة وفا الرسمية.
وقال وزير الخارجية الأميركي في وقت سابق إن الهدنة بين إسرائيل وحماس، المصحوبة بمبادلة رهائن لدى الحركة بمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، «تؤتي نتائج»، معربا عن أمله في أن «تستمر».
وصرح في تل أبيب أثناء لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ «لقد عاد رهائن إلى ديارهم، والتأم شملهم مع عائلاتهم»، كما أتاحت الهدنة «وصول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى مدنيين أبرياء في غزة هم في أمس الحاجة إليها».
وأضاف «هذه العملية تؤتي ثمارها ونأمل بأن تستمر».
وهذه الزيارة الثالثة لبلينكن إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية وخلف أكثر من 1200 قتيل، معظمهم مدنيون، قضت غالبيتهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتزامنت زيارة وزير الخارجية الأميركي لإسرائيل مع هجوم مسلح صباح الخميس نفذه فلسطينيان في القدس وأسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة آخرين، بحسب الشرطة الإسرائيلية.
وقال بلينكن إن الهجوم يذكر بـ»التهديد الذي يمثله الإرهاب الذي تواجهه إسرائيل والإسرائيليون كل يوم».
وأجرى بلينكن أيضا محادثات مع وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت وزعيم المعارضة يائير لبيد.

الوسيط القطري
يوجه نداء التدخل

وحثت قطر التي تقود الوساطة الى جانب مصر وامريكا ، الجمعة المجتمع الدولي على التحرك لوقف أعمال العنف في قطاع غزة عقب تجدد الأعمال العسكرية مع انتهاء الهدنة بين الدولة العبرية وحركة حماس والتي توسطت فيها الدولة الخليجية.
وشددت وزارة الخارجية القطرية في بيان على أن «استمرار القصف على قطاع غزة في الساعات الأولى بعد انتهاء الهدنة يعقد جهود الوساطة ويفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع» داعية «المجتمع الدولي إلى سرعة التحرك لوقف القتال».