استمرار هجرة حوالي 600 طبيب في السنة وتسجيل ضعف في الإقبال على مباريات التوظيف

تقاسم المشاركون في أشغال المناظرة الوطنية للصحة في دورتها التاسعة التي انعقدت نهاية الأسبوع المنصرم في تغازوت بأكادير معطيات مقلقة عن واقع الموارد البشرية، حيث تمت الإشارة إلى أن هناك عجزا يقدّر بـ 95 ألف مهني في تخصصات صحية مختلفة. وأكد البروفيسور رضوان السملالي رئيس الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، الجهة المنظمة لهذا الحدث العلمي، في مداخلة له على أن هجرة الأطباء حرمت المغرب من ثمانية آلاف طبيب، مبرزا في هذا الإطار أن 600 طبيب يغادرون البلاد كل سنة، في الوقت الذي يسجّل فيه عزوف عن الإقبال عن المشاركة في عدد من مباريات التوظيف، مما يعتبر أمرا مقلقا، ويطرح أكثر من علامة استفهام لا تقف عند حدود هذا الأمر بل تمتد لتشمل حصيلة التكوين الطبي وما يتعلق بالمهن الصحية بشكل عام؟
وتوقف السملالي عند جملة التدابير التي تم اتخاذها في علاقة بورش إصلاح وتجويد المنظومة الصحية، بما في ذلك الشق المتعلق بمجال التكوين، مستعرضا أبرز ملامحها، ومنها تقليص سنوات التكوين، والانفتاح على الكفاءات الأجنبية، وخلق كليات عمومية جديدة للطب والصيدلة، وكذا سياسات تحفيز الموارد البشرية، من أجل تقوية القطاع ومحاولة تمنيعه حتى يستجيب للاحتياجات الصحية لكل المواطنين المغاربة، مشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل تقوية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتجويد العرض الصحي، وتطوير البعد الجهوي، ووضع سياسات بين – قطاعية تشمل مجموع المتدخلين الذين لهم صلة بالقطاع.
وكان رئيس الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة قد قدّم عرضا مستفيضا، شخّص من خلاله مجموعة من الأعطاب التي تشكّل تحديات وإكراهات تعترض المنظومة الصحية، متوقفا عند مساهمة القطاع الخاص في التكفل بصحة المواطنين المغاربة، مشيرا في نفس الوقت إلى التباين في توزيع المصحات الخاصة ونفس الأمر بالنسبة للأطباء بشكل عام، إذ تحتضن جهات الدارالبيضاء سطات، والرباط سلا القنيطرة، ومراكش أسفي 48 في المئة من مجموع الطاقة السريرية الاستشفائية الوطنية بالمستشفيات العمومية، بعدد أطباء يقدّر بـ 14 ألفا و 510 طبيب وطبيبة، نسبة 42 في المئة منهم تتمركز بجهتي الدارالبيضاء سطات والرباط سلا القنيطرة، وترتفع هذه النسبة إلى 68 في المئة إذا ما تم احتساب جهة مراكش أسفي.
هذا التباين في العرض الصحي، أوضح السملالي بأنه لا يقتصر على القطاع العام بل يطال كذلك القطاع الخاص، إذ أن 80 في المئة من المصحات والمؤسسات الصحية المشابهة الخصوصية تتمركز بخمس جهات، إذ تحتضن جهة الدارالبيضاء سطات 142 مرفقا صحيا خاصا، متبوعة بجهة الرباط سلا القنيطرة بـ 68 مؤسسة، فمراكش أسفي بـ 49، ويتراجع العدد بشكل كبير ليتوقف عند أربع مصحات في جهة درعة تافيلالت، ومصحة واحدة في جهة العيون الساقية الحمراء، ونفس الأمر بالنسبة لجهة كلميم، بينما على مستوى الداخلة وادي الذهب لا توجد أي مؤسسة صحية خاصة، حسب العرض، الذي قدمه رئيس الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، الذي شدّد في المقابل على ضرورة أن تبذل كل الجهود ليكون القطاع العام رياديا وقاطرة للصحة في المغرب.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 03/12/2024