تألق جديد بصمت عليه فرقة ثفسوين للمسرح بالحسيمة عبر عرضها الأول لمسرحية ” اشاوشاون ” الذي قدم بقاعة العروض للمركز الثقافي مولاي الحسن بالحسيمة بحضور لجنة الدعم التابعة لوزارة الشباب و الثقافة و التواصل -قطاع الثقافة . هذه المغامرة ، كما وصفها، مدير الفرقة فؤاد البنوضي ، كانت فرصة أخرى لإثبات احترافية عالية لدى كل أعضاء الفريق،تعالج الصراعات الذاتية والبينية الأفقية داخل مجموعة مكونة من 3 مرضى حميمد، حميدو، وعالية، يجدون أنفسهم في مارستان … وتحت إمرة مدير ، يمارس عليهم مختلف أنواع التسلط و يحاول تدجينهم وإخضاعهم في انتظار بيعهم لسماسرة الرقيق الحديث عبر العالم .” المرضى المستعبدين” من جهة والصراعات العمودية المعبر عنها من طرف بعضهم تجاه المدير من جهة ثانية. تتطور الأحداث بإحضار مريض رابع يحور الصراعات ويستثمرها لصالحه، بهدف التخلص من المدير والتربع على كرسي السلطة والتسلط مرة أخرى . ليبقى الثلاثة رهيني نفس بنية التحكم والتدجين والاستعباد في انتظار سماسرة جدد .
عرض أول متميز على كل المستويات كما أكده العديد من المتتبعين و المهتمين الذين حجوا بكثافة إلى دار الثقافة مولاي الحسن بالحسيمة ، إن على مستوى النص ، بحواراته المختارة بعناية للاستفزاز تارة و المأزقة تارة ثانية و خلق التواطؤات الممكنة تارة أخرى . أو على مستوى اللوحات السينوغرافية بكوداتها العامة و الخاصة المتتالية في تناغم مبهر، أو على مستوى الأداء الرائع لشخصيات المسرحية المنسجم و جعل من العمل إضافة نوعية للريبيرطوار المسرحي المغربي عامة و الامازيغي بشكل خاص.
تجدر الإشارة إلى أن مسرحية “اشاوشاون” لمؤلفها سعيد ابرنوص، حسب ما أكده رئيس جمعية ثفسوين للمسرح بالحسيمة أحمد سمار،تدخل في إطار برنامج توطين فرقة ثفسوين للمسرح بالمركز الثقافي الأمير مولاي الحسن بالحسيمة بدعم من وزارة الشباب و الثقافة و التواصل – قطاع الثقافة ، و هي ثمرة مجهود فريق عمل مكون من كل من شيماء العلاوي و رشاد كوكوح و محمد افقير و سليمان اكلطي و محمد المكنوزي في التشخيص،عبد الحي السغروشني في السينوغرافيا ، إسماعيل الزراد في تنفيذ السينوغرافيا، أحمد سمار في المحافظة العامة، صباح لزعر مصممة الملابس،عمر ايت شعيب في تقنيات الصوت ،كريم اوعمو في وتصميم و تنفيذ الإنارة و فؤاد البنوضي في التواصل و الإدارة العامة للإنتاج . فيما عمل شعيب المسعودي على إخراج العمل المسرحي، و يواصل المتحدث في حديثه، أن المسرحية هي خطوة جديدة في إطار مشروع بحث مسرحي جديد يؤطره فريق عمل جديد مختلف عن السنوات الماضية ، بهدف التأسيس لممكنات ركحية جديدة ، مترابطة حينا و منفصلة أحيانا أخرى.