احتج عدد من المرضى الذين يخضعون للعلاج ضد الإدمان بكل من تطوان وطنجة في الشارع العام بسبب الوضع الصحي الذي يمرون منه نتيجة للآلام التي تنخر أجسادهم صباح مساء، بعدما تعذر عليهم التوصل بالجرعات الضرورية من دواء «الميثادون» من طرف القائمين على مراكز طب الإدمان، التي يتابعون فيها علاجهم، بسبب «انقراض» هذا الدواء، الذي رغم الاحتجاجات والمطالب من طرف عدد من الجهات والفعاليات الصحية والمدنية، لم تتدخل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية من أجل توفيره لحدّ الساعة.
وعلاقة بالموضوع، أكد مصدر صحي لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن مراكز طب الإدمان بشكل عام، وعلى مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة، تعيش حالة احتقان وقلق بالغين بسبب انقطاع دواء «الميثادون»، إذ يشتغل مهنيو الصحة في هذه المرافق الصحية تحت تأثير تهديد التعرض للعنف اللفظي والجسدي، بالنظر لحالة الهيجان التي يكون عليها عدد من المرضى الذين يعانون من آلام شديدة بسبب عدم تمكينهم من الجرعات المطلوبة من الدواء حسب الوصفات التي تم تحريرها لهم.
وفي سياق ذي صلة، سجل المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل، بسخط واستياء شديدين، تفاقم أوضاع العاملين بالمراكز الخمس لطب الإدمان بجهة طنجة تطوان الحسيمة، معتبرا بأنه «تمّ تركهم لوحدهم في مواجهة مفتوحة مع المرضى الهائجين، عرضة لمخاطر الاعتداء والتهجم والضرب والتنكيل، من قبل مرضى في وضعية هشاشة اجتماعية واضطراب نفسي، لا حيلة لهم، أمام حالة الفطام الطبي الشديد التي تسبب فيها انقطاع التزود بدواء «الميثادون» وعدم تناولهم للجرعة الطبية اليومية للأسبوع الثالث على التوالي».
وأدان فيدراليو الصحة في الجهة، الأوضاع المهنية المسجلة بمركزي طب الإدمان بتطوان و «بئر الشفاء» بطنجة، «رغم تدخل الإدارة إقليميا وجهويا، ورغم المجهودات الجبارة لمهنيي الصحة لمواكبة وتتبع الحالات، ومحاولتهم التخفيف عن المرضى من عبء ووطأة هذا الوضع بوسائل علاج كلاسيكية محدودة الفعالية»، مسجلين بأن «الأطر الصحية باتت تعيش خطرا حقيقيا ومحدقا بأمنهم وسلامتهم الجسدية»، مشددين على أن هذا الأمر «تنتفي معه ضمانات وشروط استمرارية العمل والحضور الفعلي بأوساط العمل، وفق مضامين القانون الأساسي للوظيفة العمومية».
ودعا نقابيو الفيدرالية الديمقراطية للشغل في قطاع الصحة الوزارة الوصية على القطاع للتدخل من أجل «توفير وتزويد المراكز بالدواء عوض الاكتفاء بالتفرج في هذا الوضع»، مستنكرين ما وصفوه بـ «تعاطيها السلبي مع غياب الدواء للأسبوع الثالث على التوالي»، مشيدين بالمقابل بجهود «مهنيي الصحة بمختلف فئاتهم بالمراكز الخمس»، معلنين في نفس الوقت عن «تضامنهم الشامل والكلي واللامشروط معهم». كما أكد فيدراليو الصحة كذلك على ضرورة «تحمّل السلطات العمومية المسؤولية في اتخاذ جميع التدابير اللازمة التي من شأنها ضمان حماية وسلامة الأطر الصحية والمرفق العمومي والمرضى داخل فضاءات العمل».