جرى يوم السبت، بمقر وكالة بيت مال القدس الشريف بالرباط، افتتاح المعرض الدائم للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وذلك تزامنا مع تخليد الذكرى الـ25 لعيد العرش المجيد.
وتضم محتويات المعرض الدائم ركنا مغربيا وآخر فلسطينيا، كما تتوزع فضاءاته على ثلاثة معارض للصور توثق للمحطات التاريخية للجنة القدس، ولحصيلة منجزات وكالة بيت مال القدس الشريف، إلى جانب صور تؤرخ للزيارة التاريخية التي قام بها جلالة المغفور له محمد الخامس إلى الأردن وفلسطين والقدس عام 1960.
كما يضم المعرض رسائل ملكية إلى إدارة وكالة بيت مال القدس ووثائق ومقتنيات مهمة قدمتها إدارات ومؤسسات وطنية وأفراد للوكالة مساهمة منها في إثراء محتويات المعرض.
ويضم هذا المعرض كذلك جناحا خاصا بالتراث الفلسطيني يعرف أساسا بالزي الفلسطيني النسائي ومنتجات الفخار والنحاس من أدوات منزلية وأخرى للزينة، والحلي والمجوهرات والمطرزات التي تشكل رمزا للهوية الفلسطينية، كما يضم لوحات خزفية وفنية تعكس تاريخ وحضارة فلسطين وشعبها.
وأكد المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، في كلمة بالمناسبة، أن «عمل وكالة بيت مال القدس، يتواصل تحت الإشراف المباشر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، رئيس لجنة القدس، بمنهجية تستمد روحها من حكمة جلالة الملك ورؤيته المتبصرة التي تقوم على الجدية، والواقعية، والالتزام بمواصلة العمل حتى بلوغ الأهداف، بعيدا عن الشعارات والمزايدات العقيمة».
وذكر الشرقاوي في هذا الصدد بأن المملكة كانت «أول من سير المساعدات الإنسانية برا إلى غزة في شهر رمضان الفضيل شملت غزة والقدس، ثم في شهر يونيو كذلك من خلال المساعدات الطبية التي وصلت إلى المستشفيات في القطاع، بتعليمات كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله».
من جهتها، قالت المستشارة بسفارة دولة فلسطين بالمغرب، غادة الطيراوي، إن «أهمية المعرض الدائم للجنة القدس تكمن في كونه يجمع بين الماضي والحاضر»، حيث يعرض على سبيل المثال لأثواب ومقتنيات فلسطينية يعود تاريخها لما قبل سنة 1948.
وأضافت الطيراوي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المعرض يتضمن أيضا مجموعة من التفاصيل التراثية التي تعبر عن التاريخ والثقافة الفلسطينيين، مبرزة أنه يوثق كذلك لبداية عمل وكالة بيت مال القدس الشريف، ويعرض وثائق قيمة عن مسارها ومنجزاتها.
وتم بهذه المناسبة تكريم السفير مولاي المهدي العلوي، المستشار الدبلوماسي لوكالة بيت مال القدس الشريف، وتسليم درع تذكاري لعائلته. كما تمت قراءة الفاتحة على روح السيد رضا عطا عباس المدير العام المساعد للوكالة الذي توفي في 14 يوليوز الجاري.
وتميز هذا الحفل أيضا بعرض شريط فيديو قصير يسلط الضوء على نشاطات وكالة بيت مال القدس الشريف، وإنجازاتها خلال 25 عاما.
حضر حفل افتتاح المعرض، على الخصوص، المندوب السامي لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، وعدد من السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين بالمملكة وممثلي المنظمات الدولية، الذين قاموا بجولة في أجنحة المعرض بعد قص الشريط الرمزي للافتتاح.
من جهة أخرى، أعلنت وكالة بيت مال القدس الشريف، الجمعة بالدار البيضاء، عن تسليم حزمة منصة التعليم عن بعد الخاصة بجامعة الأزهر في غزة، بهدف ضمان الاستمرارية البيداغوجية رغم الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.
وتم الإعلان عن هذه المبادرة بمناسبة اختتام برنامج الفوج الأول لحاضنة المقاولات الناشئة الموجهة لشباب القدس في مجال الابتكار (BMAQ Innovation HUB).
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، أن هذا الدعم المهم الموجه لجامعة الأزهر في غزة، يندرج في إطار الجهود المتميزة المتواصلة والثابتة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بهدف مساعدة الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن «هذه الحزمة ستساهم في تنفيذ مشروع تطوير منصة متكاملة للتعليم الإلكتروني لتمكين طلبة جامعة الأزهر بغزة من استكمال دراستهم». ويتضمن هذا الدعم أيضا، حسب السيد الشرقاوي، تسديد الرسوم الجامعية المستحقة على خريجي الجامعة التابعين لكلية الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية (التابعة لجامعة الأزهر بغزة)، والمساهمة في تسديد التكلفة المالية لفائدة طلبة الكلية المسجلين في الفصل الدراسي الأول 2024/2023 عبر التعليم الإلكتروني منذ فاتح يونيو 2024.
من جهته، قال خليل أبو فول رئيس جامعة الأزهر بغزة، وهي مؤسسة للتعليم العالي تأسست عام 1991 وتضم 12 كلية، «باسم الشعب الفلسطيني، وخاصة سكان غزة الذين يعانون حاليا من العدوان الإسرائيلي الذي دمر كافة جوانب الحياة وأدى إلى العديد من الشهداء والجرحى، أود أن أعرب عن عميق امتناننا»، مضيفا أن «جامعة الأزهر في غزة، على غرار العديد من المؤسسات، تأثرت بشكل كبير وتم تدمير معظم مبانيها». وأبرز السيد أبو فول، في تصريح للصحافة، أنه «في هذه الظروف الصعبة، نحن ممتنون للمملكة المغربية ولصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذين يقفون دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني». وتم بهذه المناسبة، عرض حل التعليم الإلكتروني المقدم من طرف وكالة بيت مال القدس، والذي يشمل إنشاء الخوادم وإدخال بيانات الطلاب والجامعة، مما يجعل أنظمة التعليم عبر الإنترنت تعمل بشكل موثوق وآمن ويضمن استمرارية عملية التعليم دون انقطاع.
من جهة أخرى، تميز هذا الحفل بتقديم المنح المالية للمقاولات الناشئة التي شاركت في الفوج الأول، بالإضافة إلى الإعلان عن انطلاق الفوج الثاني من برنامج الحاضنة. وفي هذا السياق، قال الشرقاوي، إنه «لمن دواعي سرورنا أن نرى ثمار جهود هؤلاء الشباب الفلسطينيين الطموحين الذين عملوا بجد وتفان طوال فترة البرنامج»، مبرزا أن «برنامج حاضنة مشاريع الشباب في مجالات التجديد والابتكار يروم دعم الابتكار وريادة الأعمال في مجالات التكنولوجيا والرقمنة، من خلال تعزيز مهارات الشباب وتوفير الفرص الكفيلة بتطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع ناجحة».
وتندرج هذه المبادرة في إطار الاستراتيجية الرقمية 2024 – 2027 للوكالة، التي تم إطلاقها بالدار البيضاء يوم 27 ماي الماضي، تحت شعار: «التنمية الرقمية في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالقدس».
افتتاح المعرض الدائم للجنة القدس بالرباط .. وكالة بيت مال القدس تقدم حزمة منصة التعليم الإلكتروني لجامعة الأزهر في غزة
بتاريخ : 29/07/2024