بعد التقارير التي تم إنجازها حول الشغب، الذي رافق مجموعة من مباريات سدس عشر نهائي كأس العرش، أصدرت اللجنة التأديبية، التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عقب اجتماعها مساء أول أمس الثلاثاء، 14 قرارا تأديبيا ، تىشمل الغرامات المالية المترتبة عن تصرفات بعض الجماهير، إضافة إلى توقيف منير الجعواني، المدرب السابق لنهضة بركان، ونبيل نكيز، مدرب فريق اتحاد طنجة، لمباراة واحدة وغرامة مالية بقيمة 4000 درهم، بعد تطبيق المادة 86 من قانون العقوبات، وكلاهما تلقى البطاقة الحمراء.
وحسب بلاغ عممته الجامعة على موقعها الرمسي، فقد تم إصدار عقوبات ضد مجموعة من اللاعبين، تراوحت بين التوقيف لمباراة واحدة، كما هو الحال بالنسبة للاعب يوسفية برشيد محمد الشيخي، ولاعب شباب أطلس خنيفرة عثمان الجبوري، في حين تم توقيف لاعب جمعية سلا عبد الرزاق اليوسفي لمبارتين.
ومن أبرز حالات الشغب، التي أثارت الكثير من الجدل والنقاش، ما وقع بين بدر بانون، لاعب المنتخب الوطني وفريق الرجاء، وياسين الحواصلي، حارس مرمى فريق أتلتيك نهضة الزمامرة، وهما وجهان لعملة واحدة اسمها الشغب والحركات اللارياضية، التي كانا بطلاها في العديد من مباريات الموسم السابق.
وحتى تقف اللجنة المركزية للتأديب على كل تفاصيل ماجرى بين لحواصلي وبانون، فقد تم استدعاؤهما للاستماع إليهما مباشرة، إلى جانب اللاعب سفيان رحيمي، الذي عليه أن لا يسيء لموهبته بحركات لا رياضية قد تؤثر سلبا على مستقبله الكروي، خاصة وأن النقل التلفزي المباشر للمباريات بات يفضح كل التصرفات البعيدة عن الروح الرياضية.
ولم يستفد الحارس ياسين لحواصلي من دروس الماضي، حيث كثيرا ما جرت عليه حركاته الصبيانية غضب الجماهير الرياضية، حتى تلك التي ينتمي إليها فريقه، كما حصل مع جماهير الجيش الملكي في أكثر من مرة. ونفس الشيء ينطبق على بدر بانون، الذي بقي وفيا لسلوكه الطائش الذي جر عليه الكثير من المصائب، والتي يمكن أن تؤثر على مستقبله صحبة الرجاء الرياضي والمنتخب الوطني، كما حصل له مع الناخب الوطني السابق «هيرفي رونار».
وإلى جانب طيش اللاعبين والمدربين، وجدت بعض الأندية نفسها مطالبة بدفع غرامات مالية، بسبب تصرفات جماهيرها، وهي الغرامات التي تدخل ضمن عقوبات المادة 105، هذه المادة التي يتحكم في مبلغ غراماتها المادية حالات العود، وقد تابع كل المهتمين بكرة القدم كيف أن تطبيق هذه المادة فرض على بعض الأندية أداء عشرات الملايين خلال الموسم الماضي، خاصة الجيش الملكي والرجاء الرياضي وأولمبيك آسفي والكوكب المراكشي والمغرب التطواني ومجموعة أخرى من الأندية، وهناك أندية أدت مبالغ تفوق ما جنته من تذاكر المباريات.
وإلى جانب العقوبات التي تدخل ضمن المادة 105 من قانون العقوبات، هناك مجموعة من الأندية التي تجد نفسها مضطرة لأداء ثمن تهور لاعبيها بعد جمع الإنذارات والبطاقات الحمراء.
وتبقى القرارات التأديبية التي أصدرتها اللجنة التأديبية، مؤشرا سلبيا على غياب الروح الرياضية داخل الأندية المغربية، سواء في القسم الوطني الاحترافي الأول أو الثاني، وهو ما يستدعي الكثير من الحزم والصرامة، في حق كل من يسيء إلى كرة القدم، مهما كان دوره في المنظومة الكروية.
وهنا لابد من تشديد العقوبات على المسيرين والمدربين ولاعبي المنتخب الوطني، حتى لا يشحنوا الجماهير بالعنف بسبب حركاتهم غير المحسوبة العواقب.