نشرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية تقريرا تحدث فيه عن الفوضى التي خلفها رئيس فنزويلا السابق هوغو تشافيز، والتي جعلت الأوضاع أكثر تعقيدا بالنسبة لنيكولاس مادورو.
وقالت في تقرير إنه كلما زادت الأزمة حدة في فنزويلا، واصل مادورو إنكار جميع الحقائق، إذ لم تعد الكلمات والأرقام تعني أي شيء بالنسبة له. وفي الوقت الذي تقبع فيه آلاف الحافلات في مواقف السيارات بعد أن أصبحت غير صالحة للاستعمال بسبب نقص قطع الغيار، يعد مادورو بأن تتكفل الصناعة الوطنية بإنتاج حوالي 2.500 حافلة في غضون ثلاثة أشهر.
وبينت الصحيفة أنه في وقت سابق، عندما توقفت صناعة الأدوية عمليا عن الإنتاج، أعلن مادورو أن البلاد ستستجيب «لنسبة 100 بالمئة من احتياجاتها في غضون ستة أشهر».
وعندما تراجع الإنتاج المحلي للنفط خلال فترة ولايته من 3.2 ملايين برميل في اليوم إلى أقل من مليون برميل، قال مادورو إن البلاد ستنتج ما يعادل أربعة ملايين برميل يوميا خلال سنة 2022.
وأضافت الصحيفة أن السياسة الاقتصادية وخاصة الفساد، الذي ميّز فترة هوغو تشافيز، قد جعلت الفوضى الحالية التي تعيشها فنزويلا أمرا حتميا. من جهة أخرى، كان الإرث الملعون الذي خلفه هوغو شافيز لمادور أصعب من توليه للرئاسة.
في وقت سابق، عندما ظهر تشافيز بعد إعادة انتخابه أمام كاميرات التلفزيون في الثامن من ديسمبر سنة 2012، بحضور السياسي ديوسدادو كابيو، العضو النشط في القوات المسلحة وعضو في الجمعية الوطنية، إلى جانب نيكولاس مادورو، الذي كان يشغل منصب وزير الشؤون الخارجية، كانت اللحظة حاسمة للغاية.
وبعد إصابته بمرض السرطان خلال سنة 2011، كان يعلم جيدا أن الفحوصات التي أجراها في كوبا كانت عديمة الفائدة، على عكس ما صرح به أمام الناخبين، حيث وعدهم بأنه «شفي من مرضه تماما».
وتجدر الإشارة إلى أن ديوسدادو كابيلو ونيكولاس مادورو هما المرشحان لخلافة تشافيز في ذلك الوقت. وكان الأول حاد الطبع واندفاعيا وكثيرا ما يؤيد التصريحات الصادمة لتشافيز.
وقد كان كابيلو جنديا في نظام اتخذت فيه السلطة العسكرية العليا مكانا بارزا منذ وصول هوغو تشافيز إلى كرسي الرئاسة في سنة 1999. في المقابل، يتمتع نيكولاس مادورو بصورة أقل جذبا للانتباه من كابيلو، فلأكثر من خمس سنوات، كان يظهر دائما إلى جانب هوغو تشافيز ويتبَعه كظله.
ونقلت الصحيفة أنه، في ذلك اليوم، أعلن هوغو تشافيز أنه إذا كان هناك شخص ما يستحق خلافته سيكون نيكولاس مادورو. لقد كان خبرا مفاجئا حقا، لكن له تفسير. كان مادور، برجاحة عقله وأنشطته السياسية المبكرة أفضل وأكثر قدرة على المناورة بين التيارات المختلفة للتشافزية، إضافة إلى ذلك، يتمتع مادورو بميزة أخرى، وهي علاقاته الممتازة مع القادة الكوبيين، الذين لا يروق لهم كثيرا الجانب الحاد لديوسدادو كابيلو.
وأشارت الصحيفة إلى أن نيكولاس مادورو انضم إلى الحركات اليسارية في وقت مبكر من العمر، وكانت اهتماماته تركز على الموسيقى والسياسية أكثر من الدراسة.
كان يبيع المثلجات لتمويل أدواته الموسيقية والمشاركة في فرقة موسيقى الروك. وخلال سنة 1985، أرسله الحزب الشيوعي الفنزويلي في دورة تدريب إلى كوبا، حيث قضى سنتين في المدرسة الوطنية للتكوين.
وأضافت الصحيفة أنه عندما عاد نيكولاس مادورو إلى البلاد في سنة 1987، تم التعاقد معه من قبل شركة النقل العام في كراكاس، وأصبح سائق حافلة وأنشأ نقابة. وفي الأثناء، غادر هوغو تشافيز السجن في 26 ماي من سنة 1994، بعد أن قضى سنتين خلف القضبان على خلفية الانقلاب الفاشل في الرابع من فبراير من سنة 1992.
ومنذ ذلك الوقت، لم يترك نيكولاس أبدا هوغو تشافيز. وبعد وصول هوغو إلى السلطة في سنة 1999، أصبح مادورو نائبا ورئيسا للجمعية الوطنية ثم وزيرا للعلاقات الخارجية.
وفي الختام، أوردت الصحيفة أنه على خلفية تهديد ترامب بشن عملية عسكرية، أطلق مادورو خطابا لاذعا ومبهما نوعا ما. وجاء في هذا الخطاب «أن العالم يتصرف وكأن فنزويلا دون وطن أو قوات مسلحة. إن معركة فنزويلا هي المعركة من أجل الإنسانية ومن أجل احترام القانون الدولي، وقيم عالم متعدد الأقطاب. إنها معركة من أجل الكرامة والبشرية. وفي حال سقطت فنزويلا فسوف تسقط كل شعوب العالم معها».
غوايدو» الزعيم المعارض
وكان خوان غوايدو، الزعيم المعارض الذي نصّب نفسه رئيساً بالوكالة في فنزويلا، قد أعلن في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أنّه مستعدّ، إذا اقتضت الضرورة، للموافقة على تدخّل عسكري أمريكي في بلاده للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو وإنهاء الأزمة الإنسانية.
وردّاً على سؤال حول ما إذا كان ينوي استخدام سلطاته كرئيس للجمهورية بالوكالة ورئيس للبرلمان للموافقة على تدخّل عسكري خارجي في بلاده، قال غوايدو «سنفعل كل ما تقتضيه الضرورة، من الواضح أنّ المسألة مثيرة للجدل، لكن في ممارستنا لسيادتنا ولسلطاتنا، سنفعل ما هو ضروري».
وأضاف «سنبذل قصارى جهدنا بطريقة مستقلة وسيادية لإنهاء حالة اغتصاب السلطة وإقامة حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرّة».
وقال مادورو إن «واشنطن اختلقت» الأزمة الإنسانية في فنزويلا لتبرير «التدخل» في بلاده.
واشنطن والجيش الفنزويلي
وفي سياق متصل، كشف مسؤول رفيع في البيت الأبيض، لوكالة رويترز، أن الولايات المتحدة تجري اتصالات مباشرة مع أفراد من الجيش الفنزويلي لحثهم على الانشقاق.
وأوضح المسؤول أن أمريكا تسعى إلى أن يتخلى عناصر في الجيش عن الرئيس نيكولاس مادورو، موضحة أن واشنطن تعد أيضا عقوبات جديدة تستهدف زيادة الضغط عليه.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن إدارة ترامب تتوقع مزيدا من عمليات الانشقاق في الجيش والتخلي عن مادورو، مشيرا إلى أن عددا محدودا من كبار الضباط فعل ذلك منذ أعلن زعيم المعارضة خوان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا الشهر الماضي، واعترفت أمريكا وعشرات الدول الأخرى به.
وكشف مسؤول رفيع في البيت الأبيض، لوكالة رويترز أن الولايات المتحدة تجري اتصالات مباشرة مع أفراد من الجيش الفنزويلي لحثهم على الانشقاق.
وأوضح المسؤول أن أمريكا تسعى إلى أن يتخلى عناصر في الجيش عن الرئيس نيكولاس مادورو، موضحة أن واشنطن تعد أيضا عقوبات جديدة تستهدف زيادة الضغط عليه.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن إدارة ترامب تتوقع مزيدا من عمليات الانشقاق في الجيش والتخلي عن مادورو، مشيرا إلى أن عددا محدودا من كبار الضباط فعل ذلك منذ أعلن زعيم المعارضة خوان جوايدو نفسه رئيسا مؤقتا الشهر الماضي، وأمريكا وعشرات الدول الأخرى به.
وقال: «مازلنا نجري مناقشات مع أفراد من نظام مادورو السابق ومع عسكريين على الرغم من أن هذه المناقشات محدودة جدا جدا».
ورفض المسؤول تقديم تفاصيل عن المناقشات أو المستوى الذي تجري عليه.
أما الموقف الرسمي من الجيش الفنزويلي، فجاء على لسان وزير الدفاع فلاديمير بادرينو، بدعم جيش بلاده للرئيس نيكولاس مادورو، باعتباره الرئيس الشرعي.
يشار إلى أن فنزويلا تعاني أزمة سياسية، بعد أن أعلن رئيس مجلس البرلمان المعارض خوان غوايدو نفسه رئيسا انتقاليا للبلاد، متحديا سلطة مادورو، في حين لقي دعما من أمريكا ودول عدة، ومعارضة دول أخرى.
مادورو يعلن استعداده للحوار
أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو،الجمعة، أنه سيمنع دخول المساعدات الإنسانية التي بدأت تصل إلى كولومبيا عند الحدود مع بلاده، والتي وصفها بـ»الاستعراض»، في الوقت الذي أعلن فيه عن استعداده دعم «آلية مونتيفيديو» الخاصة بتسوية الأزمة التي تمر بها فنزويلا، متهما الولايات المتحدة بالسعي للقضاء على سيادة بلاده.
وقال مادورو في مؤتمر صحافي إن «فنزويلا لن تقبل استعراض المساعدات الإنسانية المزعومة لأننا لسنا متسوّلين».
وقال في خطاب متلفز ألقاه الجمعة: «آلية مونتيفيديو تطلق الحوار بين الفنزويليين في جو من الاحترام بمساعدة أشقائنا في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. إننا مستعدون للدعم الفوري لأي إجراء يقود نحو الحوار والتفاهم بين الفنزويليين».
ولفت مادورو مع ذلك إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يستمع لما تقوله السلطات الفنزويلية، معربا عن رغبته في أن يتوقف عن اتباع المواقف المتطرفة للوبي اليميني.
ورفض مادورو مع ذلك التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر دول مجموعة الاتصال، حول الأزمة الفنزويلية الذي عقد ، الخميس، في عاصمة الأوروغواي مونتيفيديو، مشددا على أن الأجهزة الحكومية في فنزويلا تحتفظ بكامل سلطتها.
واعتبر أن «استقلال البلاد وسيادتها يتعرضان لمحاولة تدميرهما بذريعة إيصال المساعدات الإنسانية»، متهما الولايات المتحدة ورئيسها، دونالد ترامب، بالوقوف وراء هذه الخطة.
وتابع مادورو موضحا: «إن الخطة الخاصة بفنزويلا تشبه بدرجة أو بأخرى ما تم القيام به في ليبيا للاستيلاء على مواردها الطبيعية».
وأضاف الرئيس الفنزويلي: «هناك محاولة لزعزعة الاستقرار في بلادنا، لكنها لم تعد إليهم بنجاح».
وشدد على أن «الولايات المتحدة لا إمكانية لديها لتبرير عدوان محتمل ضد فنزويلا»، مشيرا إلى أنه تم للتو جمع حوالي مليوني توقيع ضد التدخل العسكري الأمريكي في البلاد في إطار مبادرة مناسبة أطلقها مؤخرا.
وأكد مادورو أنه لا يرى أي سبب لإطلاق سباق رئاسي مبكر في بلاده، إلا أنه جدد دعمه لتنظيم انتخابات تشريعية في وقت قريب.
وتقدمت الأوروغواي والمكسيك ودول «مجموعة الكاريبي»، الخميس، خلال مؤتمر ما يسمى بمجموعة الاتصال حول حل الأزمة الفنزويلية والتي أطلقها الاتحاد الأوروبي، في مدينة مونتفيديو، بمبادرة تنص على اتخاذ 4 إجراءات لتسوية النزاع.
وهذه المبادرة تشمل الإطلاق الفوري للحوار الخاص بتسوية الوضع الداخلي في فنزويلا، وبدء العملية التفاوضية، ووضع اتفاق مناسب واتخاذ الخطوات الضرورية لتطبيقه.
وكان مادورو اتهم الرئيس الفنزويلي دونالد ترامب بتقويض مبادرات الحوار التي بدأتها المكسيك والأوروغوي بغية حل الأزمة السياسية في البلاد.
جاء ذلك في خطاب له بميدان «بوليفار» وسط العاصمة كاراكاس، الذي يشهد حملة تواقيع ضد التدخلات العسكرية والسياسية للولايات المتحدة وبلدان المنطقة، حملت عنوان «اسحبوا أيديكم من فنزويلا»، حيث تدفق الناس من المدن كافة إلى الميدان.
وقال مادورو: «وقعت من أجل السلام، والدفاع عن حق فنزويلا في سيادتها المقدسة، وتحديد مصيرها بيدها، فأظهروا الاحترام لفنزويلا».
فات الأوان للحوار
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن «الأوان قد فات» للحوار مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي تشهد بلاده احتجاجات واسعة وتنصيب رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.
وكان جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، حث قيادات الجيش الفنزويلي على دعم زعيم خوان جوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، على أساس أن فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية ثانية تم بالتزوير.
وقال بولتون في تغريدة له على تويتر: «سوف تنظر الولايات المتحدة في رفع العقوبات عن أي ضابط عسكري فنزويلي كبير يدافع عن الديمقراطية ويعترف بالحكومة الدستورية للرئيس خوان غوايدو».
وأضاف: «إذا لم يكن الأمر كذلك، فسيتم إغلاق الدائرة المالية الدولية بالكامل. اتخذ الاختيار الصحيح!».
روسيا تعلق على تهديد ترامب
علقت موسكو على تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باللجوء إلى الخيار العسكري، لإنهاء حكم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بعد إعلان زعيم المعارضة اخوان غوايدو تنصيب نفسه رئيسا للبلاد.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابوكوف، بحسب موقع «روسيا اليوم» إن «النتائج المترتبة عن التدخل العسكري المحتمل في فنزويلا ستؤثر على خارج البلاد أيضا».
وأضاف: «من الصعب التنبؤ بعواقبه (التدخل العسكري)، لكن من الواضح أن الاستخدام المحتمل للقوة في هذه الحالة سيؤدي إلى إراقة الدماء وإلى عواقب ستمتد أيضا إلى خارج فنزويلا».
وشدد على أن بلاده تأمل في أن يساهم اجتماع مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بفنزويلا، والتي انعقدت بعاصمة الأوروغواي مونتيفيديو في إيجاد حل للأزمة.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قد رد على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي عبر فيها عن استعداد بلاده للتدخل عسكريا في فنزويلا.
ووصف مادورو فكرة ترامب بإرسال قوات عسكرية إلى فنزويلا بـ»الأمر الجنوني»، مؤكدا «استعداد بلاده للدفاع عن أراضيها وسيادتها ضد أي غزو أجنبي».
وبحسب وكالة «نوفوستي» الروسية، فإن مادورو قال: «هذا جنون.. يتحدث ترامب عن الحرب في القرن الحادي والعشرين… هذا جنون يا سيد دونالد ترامب… يعتقد أن بإمكانه إرسال قوات إلى هذه الأرض التي ستدافع عن نفسها».
وأكد الرئيس الفنزويلي أن «النفط هو السبب الرئيس لمثل هذه الهجمات الأمريكية».
اعتقال ألف شخص منذ الأمة
اعتقلت السلطات في فنزويلا، نحو ألف شخص منذ بداية الاحتجاجات ضدّ الرئيس نيكولاس مادورو، بحسب ما أعلنته منظّمة «فورو بينال» الحقوقية، غير الحكومية.
وقال مدير المنظّمة المدافعة عن السجناء السياسيّين، ألفريدو روميرو، إنّه في الفترة «ما بين 21 و31 يناير الماضي، حصلت 966 عمليّة اعتقال أثناء المظاهرات».
ومن بين الأشخاص الذين اعتُقلوا، لا يزال هناك 700 في السجن، وفق تقرير المنظمة.
وأضاف روميرو: «نحن نتحدّث عن أكبر عدد من السجناء السياسيّين المعروفين لدى فورو بينال منذ 18 عاماً»، مشيراً إلى وجود 82 عسكريّاً بين المعتقلين.
ووفقاً للمنظّمة غير الحكوميّة، فإنّ العدد الأكبر من الاعتقالات حصل في 23 كانون/ يناير، عندما احتشد عشرات الآلاف من أنصار خوان غوايدو في تظاهرةٍ أعلن الأخير خلالها نفسه رئيساً بالوكالة لفنزويلا.
وندّدت المنظّمة بـ»القمع» الذي يستهدف أولاً الأحياء الفقيرة.
يذكر أن فنزويلا تعاني من أزمة سياسية، بعدما أعلن رئيس البرلمان المعارض خوان غوايديو نفسه رئيسا انتقاليا للبلاد، متحديا حكم الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، في حين لقي إعلان غوايدو تأييدا أمريكيا إلى جانب دول أوروبية عدة، إلا أن دولا أخرى رفضت ذلك، وفضلت دول الوقوف على الحياد.