الأساتذة يوقفون أشكالهم النضالية مؤقتا ويستأنفون التدريس

مسؤول بالمديرية الإقليمية ينفي خبر إلغاء العطلة البينية

 

بعد أشهر عديدة من الإضرابات والاحتجاجات والمسيرات التي طبعت الموسم الدراسي الحالي، وبعد ضياع زمن دراسي مهم للتلاميذ المغاربة وتوقف الدروس وارتباك وضبابية حول مآل السنة الدراسية، قرر الأساتذة المضربون إيقاف أشكالهم الاحتجاجية المختلفة التي خاضوها على مدى زاد عن الثلاثة أشهر، والتي عرفت شدا وجذبا بينهم وبين الحكومة التي صادقت على نظام أساسي لم ترقهم مضامينه مما أشعل فتيل احتجاجات لم يعرف قطاع التعليم مثيلا لها من قبل، كان آخر فصل فيها لجوء الوزارة إلى مسطرة التوقيفات المؤقتة عن العمل وتوقيف الأجرة الشهرية للأساتذة مما زاد من الاحتقان داخل الجسم التعليمي.
البيانات التي أعلنت تعليق الاحتجاجات تواصلت من تنسيقيات التعليم المختلفة ومن بينها بيان التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي الذي حذر الوزارة الوصية عن القطاع من «مغبة تحويل قضية الموقوفين و الموقوفات بشكل تعسفي إلى ورقة مساومة لنساء ورجال التعليم أو صيغة لمقايضة التعسف بالتنازل عن الحقوق»، وأعرب ذات التنسيق عن تنديده بكل «محاولات تشويه صورة نساء ورجال التعليم، مؤكدا استعداده الدخول في حوار بناء ومسؤول لمناقشة كافة عناصر الملف بغاية تقريب وجهات النظر، لما فيه مصلحة أستاذات وأساتذة التعليم الثانوي والتأهيلي والمصلحة الفضلى للتلاميذ و التلميذات «، ولم يفت التنسيق الإشادة في بيانه بكل «الوساطات الحقوقية و المدنية والسياسية والنقابية سواء بهدف الإلغاء أو السحب الفوري للتوقيفات التعسفية التي طالت مجموعة من نساء ورجال التعليم أو بهدف استرجاع الاقتطاعات الجائرة من أجور الشغيلة التعليمية»، مبديا أمله في «أهمية أن تلتقط وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لهذه الإشارة الإيجابية للمساهمة في إعادة بناء جسور الثقة بين كافة المكونات التربوية والإدارية»، معلنا في ذات البيان «قراره المسؤول بالتعليق المؤقت لكافة الأشكال النضالية وصيغ المقاطعة الواردة في البيانات السابقة».
ذات البيان أكد تعليق الأشكال النضالية ابتداء من أمس الجمعة 12 يناير 2024، وخلال ما تبقى من هذا الأسبوع والأسبوع القادم، وذلك تفعيلا حسب ما جاء في ذات البيان لمبدأ إتاحة الفرصة لتوفير مناخ إيجابي يضمن عودة الحياة للفصول الدراسية.
البيان حمل في طياته تهديدا بالعودة إلى تجسيد برنامج نضالي جديد إن لم تقم الوزارة الوصية بالاستجابة لمطالب أساتذة الثانوي التأهيلي، وقال في هذا الصدد «كل تجاهل لقرار تعليق الأشكال النضالية وفق الغلاف الزمني المقترح وما يتصل به من مطالب سينتج عنه لا محالة عودة أكيدة لتجسيد برنامج نضالي يتدرج من اعتصامات جزئية إلى إنزال وطني وصولا إلى مبيت ليلي وإضراب مفتوح عن الطعام .»
من جهتها، أعلنت التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم بالمغرب، عن تعليق البرنامج النضالي ليوم أمس الجمعة واليوم السبت 12 و 13 يناير 2024، وبشكل مؤقت لكافة الأشكال النضالية، مؤكدة أن هذه الخطوة جاءت، «في إطار تفاعله الإيجابي والمسؤول وإبداء حسن النية مع المبادرات النقابية والسياسية والحقوقية والدعوات التي تلقتها التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم في شأن التزامها بالانخراط في إنهاء الأزمة لإعادة الثقة في المؤسسات، وفي نضالات هيئة التدريس وأطر الدعم بصيغة متوازنة ومنصفة تستحضر مصلحة جميع مكونات المدرسة العمومية، وينتصر فيها الجميع لمصلحة الوطن».
وعلى صعيد آخر وبعد الأخبار التي راجت حول إلغاء العطلة البينية للأسدوس الأول اتصلت الجريدة بعبد العالي خلاد مدير المديرية الإقليمية للتعليم بالحي المحمدي عين السبع الذي نفى الخبر مؤكدا أن المديريات لم تتوصل بأي مذكرة حول الموضوع وأن المديريات الإقليمية مازالت ملتزمة بمذكرة تكييف تنظيف السنة الدراسية2024/2023 التي أصدرتها الوزارة في يوم 2 يناير 2024 .


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 13/01/2024