يعتبر الأستاذ هشام زلواش، المدير الجهوي لجهة سوس ماسة، شخصية تربوية ذات وزن ثقيل في مجال التربية والشباب، وذات مسار مضيء في العمل المدني عامة، كما يعد من أطر قطاع الشباب الذي يحملون مشروعا جهويا واضحا.
في ما يلي نص الحوار:
بادرت وزارة الشباب إلى خلق نقلة نوعية وكمية في القطاع، وخصوصا في قطاع الطفولة والمخيمات، ما هي تجليات هذه النقلة وآفاقها؟
مما لاشك فيه أن قطاع الشباب قد عرف نقلة نوعية خلال المرحلة الحالية من خلال رسم سياسة قطاعية تتوخى تجويد الخدمات وتنويعها وجعل برامج ومرافق القطاع في خدمة الطفولة والشباب، ولعل أحد المجالات المهمة في برامج القطاع التي تحضى بأهمية كبرى هو البرنامج الوطني للتخييم لذلك تم إعطاء أهمية كبرى لهذا البرنامج الوطني الكبير، الذي يحضى أولا بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد نصره الله وأيده، ثانيا هذا البرنامج حقق تراكما تاريخيا جعل منه أهم برنامج وطني عمومي موجه للطفولة المغربية بعد المدرسة العمومية، ثالثا أن هذا البرنامج يشكل فرصة حقيقية لأبناء الفئات الهشة من الاستفادة من عطلة مريحة وفي إطار تربوي ولهذا الغرض فإن القطاع عمل خلال السنتين الأخيرتين وبعد التعافي من وضعية تداعيات كورونا على أن يجعل من البرنامج الوطني للتخييم قادرا على تحقيق العدالة المجالية في الاستفادة من مكوناته وفي أن تستفيد منه الطفولة المغربية في ظروف تحقيق الجودة ولقد تجلى ذلك من خلال :
•إطلاق مشاريع بناء مخيمات من الجيل الجديد تتوفر على مواصفات حديثة وباستثمارات عملاقة.
•الرفع من منحة التغذية بشكل يمكن الأطفال والجمعيات المستفيدة من تغذية متوازنة ومتنوعة خلال المرحلة التخييمية.
•اتخاذ مجموعة من الإجراءات الإدارية والمهيكلة لإعطاء مجال المخيمات أهمية كبرى(خلق قسم بالمخيمات).
•التركيز على تجويد المضامين التربوية وإعطائها بعدا أساسيا خلال فترة التخييم بشكل يجعل المخيم فضاءا للتنمية الذاتية والإبداع والمبادة.
على مستوى جهة سوس ماسة التي أسهر على تدبيرها فقد عملنا على تنزيل هذه الإجراءات وفي هذا الصدد أشير إلى :
•إتمام أشغال بناء المركز الوطني للتخييم أكلو والذي ينتمي إلى الجيل الجديد من المخيمات بتكلفة تصل إلى 31 000 000.00 مليون درهم وبحمولة تصل إلى 250مستفيد.
•إطلاق مشاريع إعادة بناء المركز الوطني للتخييم تغازوت بحمولة تصل إلى 720 مستفيد وباستثمار مالي 60 000 000.00 مليون درهم والذي سيصبح جاهزا للإستغلال سنة 2024.
•إطلاق الدراسات الخاصة بإنجاز مشروع المركز الوطني للتخييم أنزا.
•إعتماد مجموعة من الفضاءات الخاصة المتوفرة على شروط التخييم (داخليات، دور الطالب)حتى تتمكن من تلبية طلبات التخييم الراغبة في الاستفادة من مدينة أكادير التي كانت وستظل قبلة للمخيمات وللطفولة المغربية.
•توفير كل الظروف الضرورية لكي يمر موسم التخييم في أحسن الشروط ويمكن في هذا الصدد الرجوع إلى آراء الجمعيات والأطفال المستفيدين من مخيمات أكادير على الخصوص وجهة سوس ماسة على العموم في هذا الموضوع والمنشورة في صفحات التواصل الإجتماعي بحيث أنه لم تصل وإلى حدود هذه اللحظة أية شكاية في الموضوع.
وبالعودة إلى موضوع المضامين فإننا قمنا خلال هذه السنة وفي إطار تمكين الجهة من أطر تربوية مكونة وبشراكة مع المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم سوس ماسة بفتح 16 مركزا لتكوين أطر المخيمات التربوية خلال العطلة البينية لشهر ماي منتشرة على امتداد كل أقاليم الجهة ساهمت في تمكين 800 إطارا تربويا من تقوية قدراتهم في مجال العمل التنشيطي والتربوي داخل المخيمات.
هل للوزارة قطاع الشباب آليات قانونية وافتحاصية للحد من استفادة الجمعيات شبه الوهمية من المخيمات ووضع حد للأضرار التربوية… وأنتم جهويا هل تمتلكون منهجية لتطهير القطاع؟
بطبيعة الحال يمكن للقطاع أن يلعب دورا أساسيا في محاربة الجمعيات التي بممارستها البعيدة عن حقل التربية والعمل الجاد تسيئ لصورة التخييم من خلال تفعيل المرسوم الخاص بمراكز التخييم واعتماده كآلية قانونية لردع هذه الجمعيات ومنعها من الاستفادة من البرنامج الوطني للتخييم، وذلك عبر انجاز تقارير عن كل الممارسات السلبية داخل مراكز التخييم واعتماد هذه التقارير واتخاذ القرارات الزجرية . والوزارة انطلقت في تفعيل هذه الاجراءات من خلال توجيهات السيد وزير الشباب والثقافة والتواصل. كما أنه من المفروض أن تعود الجمعيات للسلوكيات التي كانت معروفة وهي أن المخيم الصيفي هو تتويج لعمل الجمعيات التربوية داخل فضاءات دور الشباب على مدار السنة واعتماد هذا المعيار كمرتكز أساسي لمنح الجمعيات الحق في الاستفادة من العرض الوطني للتخييم، وقد تم هذه السنة اعتماد وثيقة الحضور التربوي كآلية لتنزيل هذا المعيار في انتظار تطويره وحفظه بشكل دقيق لإبعاد كل الجمعيات المشبوهة عن مجال التخييم.
على مستوى جهتكم، ما هو الجديد على مستوى العرض والبنيات التحتية… وهل تنسجم مع الانتظارات والتطلعات..؟
تنزيلا لتوجيهات وزير الشباب والثقافة والتواصل عملت المديرية الجهوية على تفعيل كل المقتضيات الخاصة بالبرنامج الوطني للتخييم مباشرة بعد إطلاق العرض الوطني للتخييم، حيث تم تنظيم لقاء تواصلي مع الجمعيات بتنسيق مع المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم لشرح مقتضيات العرض الوطني للتخييم حيث كان هذا اللقاء مناسبة لتحسيس الجمعيات المحلية بأهمية المشاركة و الانخراط في هذا البرنامج.كما تم تنظيم لقاء لمكوني أطر المخيمات التربوية كان إعداديا لتنظيم الدورة الربيعية لتأهيل اطر المخيمات، والتي تم تنظيمها في 16 مركز تم فتحه على امتداد كل أقاليم الجهة حيث استفاد أكثر من 800 إطارا تربويا على مستوى المرحلة الصيفية فإن المديرية الجهوية عملت على فتح مخيم أكلو بإقليم تزنيت كما عملت وبتنسيق مع مجموعة من القطاعات الشريكة على فتح مجموعة من الفضاءات بمدينة أكادير في وجه الجمعيات الراغبة في الإستفادة من البرنامج الوطني للتخييم.