الألكسو تحتفي بالشاعر محمد بنيس والفنان يحيى الفخراني

 

كرمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، يوم الجمعة 18 أبريل الجاري، ضمن فعاليات الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، شخصيات بارزة تنتمي إلى مشارب فنية وأدبية مختلفة، يأتي في طليعتها الشاعر المغربي محمد بنيس والفنان المصري يحيى الفخراني.
الحضور العربي الكثيف، الذي ميز الاحتفالية، شكل لحظة تأمل في جدوى الإبداع كمجال لتجاوز الحدود الجغرافية، وتأكيدا على قدرة الكلمة والصورة والأداء على إعادة تشكيل الوعي الجمعي للأمة
الشاعر محمد بنيس وهو يتسلم درع التكريم من وزير الثقافة المهدي بنسعيد، أكد أن القصيدة الحديثة لم تعد تكتب لمدح السلطان أو الترف الذهني، بل صارت صرخة ضد الانكسار، معتبار أن الشعر، في زمن الانهيار، هو آخر قلاع المقاومة، ومشيرا إلى أن اللغة لا تنتمي فقط إلى اللسان بل إلى الجسد والذاكرة الجماعية. وقد شكل درع الألكسو الذي قدم له، اعترافا صريحا بدوره الطليعي في تأصيل الحداثة الشعرية عربيا، وفي الدفاع عن الثقافة بوصفها ممارسة وجودية.
من جهته عبر الفنان يحيى الفخراني في كلمته خلال حفل التكريم، عن أن المغرب جزء من ذاكرته، مستعيدا لقاءه الأول بالجمهور المغربي حين قدم مسرحية في الثمانينيات حضرها الملك محمد السادس وكان حينها وليا للعهد، وأضاف أن هذا التكريم يعيد التأكيد على الروابط الأزلية بين مصر والمغرب، وأن الفن في جوهره رسالة وحدة وسلام . وقد جسد الفخراني في تجربته الممتدة منذ سبعينيات القرن الماضي صورة الفنان الملتزم، الذي حافظ على رصانة الأداء وعمق المضمون، واستطاع أن يمزج بين الدراما والتاريخ والأسطورة ليصنع من كل عمل فني وثيقة إنسانية، من ليالي الحلمية إلى الخواجة عبد القادر، ومن ونوس إلى ع»باس الأبيض في اليوم الأسود»، ظل الفخراني ينهل من الواقع ويمنحه أبعادا فكرية وإنسانية، مؤمنا بأن التمثيل فعل أخلاقي قبل أن يكون مهنة.
وقد تفاعل الجمهور بحرارة مع الشريط الوثائقي الذي عرض تكريما له، واصفين إياه بـ»العبقري الذي جعل التمثيل رسالة إنسانية».
التكريم شمل أسماء عربية أخرى، من بينها الشاعر الكويتي أحمد العدواني، والشاعر العراقي ياسين طه حافظ، فضلا عن الشاعرين الراحلين عبد الله البردوني وسليم النفار، الأخير الذي استشهد تحت القصف الإسرائيلي في غزة.
و شهد المعرض لحظات مؤثرة خصصت لدعم القضية الفلسطينية، من خلال ندوات وعروض شعرية أظهرت التزام المثقف العربي بواجب التضامن.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 21/04/2025