تمكنت عناصر مصلحة الأبحاث والتدخلات التابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، مساء الجمعة، من توقيف مواطن فرنسي يبلغ من العمر 34 سنة، وذلك لكونه يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض صادر عن السلطات الفرنسية في قضايا مرتبطة بتكوين شبكات إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات.
وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أنه تم توقيف المشتبه به في سياق عملية أمنية دقيقة، استهدفت رصد وتحديد جميع الأماكن المحتملة لاختفاء المعني بالأمر بعدة مدن مغربية، قبل أن يتم ضبطه بمدينة الدار البيضاء.
وأضاف البلاغ أن المعطيات الأولية المتوفرة تشير إلى أن المواطن الفرنسي الموقوف كان مبحوثا عنه على الصعيد الدولي بموجب نشرة حمراء صادرة عن المنظمة الدولية للشرطة الجنائية أنتربول، بطلب من السلطات القضائية الفرنسية، وذلك للاشتباه في تسييره لعدة شبكات إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات وتبييض العائدات الإجرامية.
وأشار المصدر نفسه، إلى أنه تم إخضاع المشتبه فيه الفرنسي لتدبير الحراسة النظرية، قبل عرضه على النيابة العامة المختصة بمدينة الدار البيضاء، صبيحة يومه السبت 9 مارس الجاري، وذلك على ذمة إجراءات مسطرة التسليم.
وتابع البلاغ أن توقيف المشتبه به جاء تتويجا لعلاقات التعاون الأمني وتبادل المعلومات بين مصالح المديرية العامة للأمن الوطني والشرطة الوطنية الفرنسية، وذلك في إطار آليات التعاون الدولي في المجال الأمني.
وقد أعلنت السلطات الفرنسية بدورها، السبت، أن القائد المفترض لإحدى عصابات المخدرات الرئيسية في مرسيليا، المتهم بالتسبب بحرب دامية بين تجار المخدرات في ثاني كبرى المدن الفرنسية، أوقف الجمعة في المغرب.
وكتب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان عبر منصة إكس، «لقد قبض في المغرب على أحد أكبر تجار المخدرات في مرسيليا. تحية للشرطيين الذين يواصلون بلا كلل مكافحة تهريب المخدرات»، وذلك في تأكيد لمعلومات نشرتها أولا صحيفة «لو باريزيان».
وأضاف الوزير «لقد و جهت اليوم ضربة كبيرة لعصابات المخدرات بفضل تعاوننا مع السلطات المغربية، التي أشكرها».
كما أكد المدعي العام في مرسيليا نيكولا بيسون لوكالة فرانس برس توقيف المطلوب فيليكس بينغي (33 عاما) في الدار البيضاء.
وكان قاضي تحقيق في مرسيليا قد أصدر بحقه مذكرة توقيف بتهمة «استيراد مخدرات ضمن عصابة منظمة، ونقلها، وحيازتها، والاستحواذ عليها وبيعها، وتشكيل عصابة أشرار (…) وغسل الأموال وعدم تبرير الموارد»، بحسب ما أوضحت النيابة العامة في بيان.
وأسفرت حرب العصابات من أجل السيطرة على نقاط الاتجار المربحة بالمخدرات (حيث يصل حجم التداول اليومي في أماكن معينة إلى 80 ألف يورو)، بين عصابة «يودا» بزعامة فيليكس بينغي ومجموعة منافسة تسمى «دي زد مافيا» («DZ Mafia»)، عن سقوط قتلى في مدينة مرسيليا، خصوصا العام الماضي.
فقد كان 2023 العام الأكثر دموية في مرسيليا حيث قتل 49 شخصا، من بينهم أربعة ضحايا جانبيين، وأصيب 123 آخرون، في أعمال عنف مرتبطة بالاتجار بالمخدرات.
وأشار نائب الشرطة القضائية في جنوب فرنسا باسكال بونيه، في يناير الماضي، إلى أن حوالي 35 من جرائم القتل المتصلة بعصابات المخدرات هذه كانت مرتبطة بشكل مباشر بهذه المنافسات بين العصابتين.
كما أطلق القضاة الرئيسيون في ثاني أكبر مدينة في فرنسا صرخة إنذار في وقت سابق من الأسبوع، أمام لجنة التحقيق بمجلس الشيوخ المخصصة لمكافحة تهريب المخدرات في فرنسا.
وبتوقيف بينغي، ألقي القبض على 19 شخصا على قائمة «الأفراد المطلوبين بشدة»، لدورهم الكبير في تهريب المخدرات في مرسيليا، وكان بعضهم في الخارج، وفق أرقام شرطة منطقة بوش دو رون التي تتبع لها مرسيليا.