الأندية تميل للمدرب الأجنبي وعشرات الأطر المغربية في عطالة

 

تنطلق البطولة الاحترافية الأولى خلال الأيام القليلة المقبلة، ونصف الأندية الوطنية وضعت ثقتها في مدربين قادمين من خارج أرض الوطن.
ثمانية مدربين أجانب سيقودون الأطقم التقنية في البطولة الاحترافية للموسم الجديد، بونسي في الرجاء ،جنوب إفريقي في الوداد،تونسي في النادي المكناسي ،بولوني في الجيش الملكي ،وإيطالي في المغرب الفاسي، وتونسي في نهضة بركان ،وبرتغالي في فريق الدفاع الحسني الجديد، وكرواتي في المغرب التطواني.
يطرح الاعتماد على مدرب من خارج المغرب، سؤالا عريضا يرتبط بوضعية المدرب المغربي الذي يعيش عطالة بالرغم من كل الديبلومات التي يتوفر عليها وكل الدورات التكوينية التي خضع لها وأشرفت عليها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من خلال إدارتها التقنية الوطنية.
كما يطرح السؤال كيف تثق الجامعة في الأطر المغربية وتعتمدها في الإشراف على المنتخبات الوطنية ونستحضر هنا مثلا وليد الركراكي مع المنتخب الوطني الأول،طارق السكتيوي مع المنتخب الأولمبي،وقبلهما الحسين عموتة،جمال السلامي وآخرين في منتخبات الفئات الصغرى من فئة الشبان،الفتيان والصغار.
كما تضع نفس الجامعة برامج ثابتة ومستمرة تهم تكوين الأطر والمدربين، وتنظم لأجل ذلك دورات بالتنسيق مع الاتحادين الدولي والإفريقي لكرة القدم وتشهد هذه الدورات التكوينية تخرج المئات من المدربين المغاربة معظمهم أو غاليتهم مارسوا كلاعبين سابقين في المستوى العالي ويجرون خلفهم بالتالي خبرة مهمة جدا في المجال.
وإذا كانت استراتيجية الجامعة تتمركز في وضع الثقة في المدرب المغربي ومنحه الفرصة للتعبير عن إمكانياته،فهناك أندية وللأسف ترى في المدرب الأجنبي الأفضل لها اعتمادا على مبدأ الخبرة التي يتوفر عليها، في نظر مسؤولي الأندية، والتجارب الدولية التي يتمتع بها هؤلاء المدربون. بل ويعتقد المسؤولون بأن المدرب المغربي قد لا يكون بمقدوره قيادة فريق بقاعدة جماهيرية واسعة ومؤثرة كما هو الحال مثلا في الوداد والرجاء البيضاويين، خاصة مع الضغط الجماهيري الذي بات يشكل القوة التي تحدد في غالبية الأحيان مسار النادي وتوجهات المشرفين عليه.
إضافة إلى كل ذلك، يرى متتبعون أن استقدام مدرب أجنبي أصبح وسيلة لدى بعض الأندية لتزيين الواجهة وللرفع من البريستيج وصور الفريق، وغالبا ما يلجأ بعض رؤساء الأندية للمدرب الأجنبي لكسب نقط إضافية من الشعبية ومن القبول لدى الجمهور.
ويبقى السؤال مطروحا حول دور ممثلي المدربين المغاربة، من ودادية ونقابة، وكيف يسكت الجميع عن الدفاع عن المدرب المغربي، وكيف يرضون أن يستمر بكل ديبلوماته وشواهده في العيش عاطلا عن العمل بدون أن تمنح له الفرصة في أخذ التجربة، بل ويحرم حتى من فرصة العمل كمدرب مساعد وعضو في أي طاقم تقني كما حدث في نهضة بركان حيث صدم المدرب التونسي الجميع وقرر إقالة مساعديه المغاربة الذي اشتغلوا رفقته في الموسم الماضي،وعوضهم قبل انطلاق بطولة الموسم الجديد بمساعدين تونسيين.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 20/08/2024