الأنشطة الربيعية: الانتظارات والرهانات

في سياق التحولات الكبرى التي تعرفها منظومة التتخييم، تكتسي الأنشطة الربيعية التربوية هذا العام طابعًا استثنائيًا، باعتبارها رهانًا استراتيجيًا لبناء جيل متمكن من أدوات العصر، ومتشبع بقيم المواطنة والمسؤولية.
في هذا السياق من 5 إلى 10 ماي المقبل، تستعد الساحة التربوية الوطنية لاحتضان فعاليات الأنشطة الربيعية تحت شعار: «المخيمات التربوية: فضاء للتميز وبناء الأجيال». فعاليات يراهن عليها القطاع الوصي والجامعة الوطنية للتخييم والجمعيات الشريكة لإحداث دينامية نوعية، تجمع بين التكوين والتخييم والترفيه المؤطر، ضمن رؤية تؤسس لجيل جديد من الفاعلين المجتمعيين.
  رؤية متجددة لتوسيع العدالة المجالية
وفي هذا الصدد أكد محمد كليوين، رئيس الجامعة الوطنية للتخييم في تصريح بالمناسبة، أن هذه الأنشطة لم تعد مجرد محطة موسمية، بل تحولت إلى ورش استراتيجي يهدف إلى ترسيخ العدالة المجالية في التخييم والتكوين، وتمكين الشباب من مهارات حياتية وقيم وطنية تؤهلهم للانخراط الإيجابي في بناء المستقبل. وشدد محمد كليوين على أن المخيمات التربوية تشكل اليوم منصات حقيقية لصقل الطاقات الشابة، وإعادة صياغة الهوية الوطنية على أسس الانفتاح والابتكار، مؤكدًا أن النجاح يتطلب منظومة تخييمية مبدعة، تواكب التحولات المجتمعية بروح جماعية وإرادة صلبة.
   هندسة تكوينية تستجيب للتحولات
وفي السياق ذاته كشف محمد موافق، رئيس مصلحة المخيمات، أن الدورات التكوينية لهذا الموسم تم إعدادها وفق تشخيص دقيق لاحتياجات الجمعيات التربوية، مع التركيز على تداريب الدرجة الأولى لتجديد النخب التربوية وتعزيز قدراتها، موضحا أن الرؤية التكوينية الجديدة تقوم على اعتماد مصوغات حديثة وأساليب بيداغوجية تفاعلية، تمزج بين التكوين النظري والتطبيق العملي، لضمان نقل مباشر للمعارف إلى فضاءات التنشيط التربوي وتحقيق مردودية ميدانية عالية.
مجتمع مدني شريك ومحاور
ولتعزيز تفاعل المجتمع المدني مع قطاع التخييم، أبرز محمد كليوين أن الأنشطة الربيعية تشكل أرضية خصبة لتقوية وتوسيع شراكات فعالة مع الجمعيات والفاعلين المحليين، عبر آليات عمل جماعية تستند إلى الشفافية والتكامل، على مستوى التقييم، أوضح أن البرنامج يعتمد مؤشرات كمية ونوعية دقيقة، مع إجراء تقويم مرحلي ونصف موسمي لضمان التجويد المستمر ومعالجة نقاط الضعف في حينها.
نحو تثبيت الأنشطة الربيعية كرافعة تربوية
وبخصوص الآفاق المستقبلية، أكد محمد كليوين على أن الرهان الأكبر هو إدماج الأنشطة الربيعية ضمن السياسات التربوية الكبرى، وتوسيع أدوار ووظائف المخيمات لتشمل تكوينات جديدة، وفق مقاربة شاملة تدمج التربية الصحية عامة والإنجابية خاصة والتربية الجنسية أيضا، بما يتلاءم مع احتياجات الأجيال الجديدة، مشددا على ضرورة تعزيز الشراكات المحلية والجهوية لبناء بيئة تربوية مستدامة تدعم النمو الشخصي والاجتماعي للأطفال والشباب، وترسخ قيم المواطنة والتميز.


الكاتب : محمد قمار

  

بتاريخ : 28/04/2025