الأنشطة المدرسية عنصر مهم في الحياة المدرسية

منذ انتشار وباء كورونا اللعين،تراجعت وثيرة الانشطة المدرسية بشكل كبير، سواء الرياضية او الفنية او الثقافية بسبب تعليمات وزارة التربية الوطنية ووزارة الصحة ،وتجنبا لتفشي الوباء في صفوف التلاميذ والمدرسين على السواء.
ان الانشطة المدرسية جزء محوري في المنهج الدراسي والحياة المدرسية  وعنصر اساسي ومهم لبناء شخصية التلميذ وصقلها وإعدادها للحياة والمستقبل.كما تساهم الأنشطة المدرسية في تنمية الصفات الخلقية الفاضلة كالصبر والاخلاص والاهتمام بالبيئة.
كما تعتبر الانشطة المدرسية خطة مدرسية ووسيلة اثراء المنهج الدراسي وبرنامج مسطر تنظمه المدرسة ،يتكامل مع البرنامج العام الذي يحدد فقراتها  مجلس التدبير بتنسيق مع المجلس التربوي وجمعية الآباء والشركاء الفاعلين في منظومة التربية التعليم.
ان الانشطة المدرسية لها أثر ايجابي على التحصيل الدراسي للتلاميذ والتفاعل الاجتماعي، خاصة الذين يشاركون في تنشيط فقراتها عن قرب، وعن طريق هذه الأنشطة يتمتع التلاميذ بروح القيادة والجدية والمثابرة ويميلون الى الابداع والمشاركة الفعالة.
كما للأنشطة المدرسية أثر على مشاركة التلاميذ في الأعمال التطوعية والشعور بالانتماء للجماعة .ولها كذلك دور في حل مشكلات التلاميذ الاجتماعية والنفسية والتربوية وتساهم في اكتشاف مواهب وقدرات  التلاميذ والتقليل من حدة العنف المدرسي ،ويستطيع معها التلاميذ تفريغ التوتر والمشاعر السلبية بطريقة ايجابية. لذا ينبغي استغلال الانشطة المدرسية في نشر الوعي والتثقيف في المجالات التعليمية والاجتماعية و الصحية والبيئية  بموازاة الانشطة المنهجية داخل المؤسسة التعليمية.
إن الانشطة المدرسية تحقق وظائف أساسية: تربوية ونفسية واجتماعية.
فالوظيفة التربوية تتمثل في إعداد التلميذ للحياة من خلال الدراسة، أما الوظيفة النفسية فتتمثل في تنمية الثقة بالنفس والتخفيف من حدة القلق والاضطرابات النفسية.وبخصوص الوظيفة الاجتماعية ،فتتمثل في اتاحة فرصة المشاركة والتعاون والتعامل مع الآخرين وتقوية العلاقة بين المدرسة والبيت .
الا أن الانشطة المدرسية، لازالت تواجه صعوبات متعددة ابرزها: قلة الإمكانيات المالية والمادية والبشرية..وعدم اقتناع بعض أولياء الأمور بمشاركة أبنائهم في الانشطة المدرسية وتركيز اهتمامهم بالتحصيل الدراسى فقط..وعدم تخصيص ميزانية محترمة ومناسبة للنشاط المدرسي، اضافة الى ضيق الوقت واعتبار بعض الاساتذة الانشطة المدرسية عبئا اضافيا .كما ان نظرة البعض اليها تظل دونية وليست لها قيمة.
ومن الصعوبات كذلك نوعية مدير المؤسسة، فهناك بعض النماذج من المديرين تقلل من اهمية الانشطة المدرسية وتعتبرها مضيعة للوقت .
ولتجاوز هذه الصعوبات ،يجب العمل بما يلي: توفير الامكانات الضرورية لتفعيل الأنشطة المدرسية وتوعية التلاميذ واولياء الامور بأهميتها وأهدافها النبيلة  وربط الانشطة بالبرامج والاهداف التربوية ،اضافة الى التخطيط الجيد والمحكم عوض الارتجالية والعشوائية. فالعديد من المؤسسات التعليمية تبرمج انشطة مدرسية مناسباتية وظرفية عوض أن تكون مندمجة ومستمرة. كما على الجهات المسؤولة عن تدبير قطاع التربية والتعليم الضغط على مديري المؤسسات التعليمية بضرورة إيلاء الاهتمام بالأنشطة المدرسية  ومحاسبة المقصرين منهم في ذلك .

باحث تربوي


الكاتب : خليل البخاري

  

بتاريخ : 28/01/2021