الأوروبيون مهمشون بعد الضربات الأميركية على إيران

 

بددت الضربات الأميركية على مواقع نووية في إيران آمال الأوروبيين في أداء دور المحرك في المفاوضات مع طهران، مؤكدة أن موقعهم يقتصر على «شركاء صغار» أو «مواكبين» للولايات المتحدة.
وأجرى وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع محادثات مكثفة مع إيران تكللت باجتماع الجمعة في جنيف مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت أن فرنسا ستعمل مع حلفاءها الأوروبيين على «تسريع وتيرة المفاوضات» حول الملف النووي الإيراني من أجل «الخروج من الحرب وتفادي مخاطر أكبر»، بعد اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان.
وبعد ساعات قليلة، نفذت الولايات المتحدة خلال الليل ضربات على ثلاثة مواقع في صلب البرنامج النووي الإيراني، واضعة حدا لأي مسار دبلوماسي في الوقت الحاضر.
وقال ديفيد خلفة المؤسس المشارك لمركز «أتلانتيك ميدل إيست فوروم» للدراسات إن «الإيرانيين استخدموا الأوروبيين لكسبت الوقت، هذا واضح للغاية، لأن المفاوضات الأخيرة انتهت بفشل، باعتراف الأوروبيين أنفسهم».
وتابع أن «دور الأوروبيين سيقتصر على الحد الأدنى» متوقعا أن تنحصر مساهمتهم بـ»دور المواكبين، الناقلين للموقف الأميركي».
من جانبه، اعتبر كليمان تيرم الباحث المشارك في معهد الدراسات الإيرانية التابع لجامعة السوربون أنه ليس هناك «أي تغيير» جوهري.
وتابع «نحن في استمرارية ذلك، الأوروبيون يلعبون دور +الشريك الأصغر+ للولايات المتحدة».
لكن الواقع أن الأوروبيين كانوا من أطلق العملية الدبلوماسية بشأن البرنامج النووي الإيراني قبل حوالى عشرين عاما، وكانوا في صدارتها.
غير أن الورقة الوحيدة المتبقية لهم باعتراف دبلوماسيين أوروبيين أنفسهم، هي إمكانية تفعيل «آلية الزناد» التي نص عليها الاتفاق النووي مع إيران المبرم في 2015 والذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018.
وتسمح هذه الآلية بإعادة فرض عقوبات دولية على إيران، ما يمنح الأوروبيين وسيلة ضغط عليها.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأحد إيران «للعودة إلى طاولة المفاوضات».
كما طلب ماكرون من نظيره الإيراني مسعود بزشكيان «استئناف المحادثات الدبلوماسية» في اتصال هاتفي أجراه معه، وفق قصر الإليزيه.
وطرح ماكرون الجمعة إمكان العودة إلى التفاوض «في المسائل الجوهرية بما يشمل النووي من أجل المضي نحو صفر تخصيب»، وهو مطلب أساسي لواشنطن فيما كان اتفاق 2015 يسمح بتخصيب بنسبة 3,67%.


بتاريخ : 24/06/2025