الإدارة تختار الصمت وخروجها الإعلامي يعتمد الانتقائية : حبل الإقالة يشتد حول عنق المدرب والمكتب المسير يرفع درجة الاحتقان داخل البيت الرجاوي

 

للمرة الرابعة على التوالي يفشل فريق الرجاء البيضاوي في تحقيق الانتصار في الدوري الاحترافي، بعدما اكتفى بأربعة تعادلات، فجرت غضب المناصرين، ولفت حبل الإقالة حول عنق المدرب «العالمي» البلجيكي «مارك فيلموت، الذي عجز عن إرضاء شغف المناصرين، وضاعف حجم الخوف داخلهم، بفعل الأداء المتواضع الذي يقدمه النسور في مبارياتهم، إذ لم يصلوا بعد حد الإقناع، رغم التعزيزات المهمة، التي تم القيام بها خلال فترة الانتقالات الشتوية.
وحمل المناصرون، الرئيس أنيس محفوظ، ومكتبه المسير، مسؤولية ما يقع، خاصة وأنه أقدم على خطوة متسرعة جدا، بمجرد انتخابه رئيسا للفريق، حيث تخلى عن المدرب التونسي لسعد الشابي، الذي حقق معه النسور لقبين غاليين، في عز الأزمة، وتعاقد مع المدرب البلجيكي، الذي فشل في ترك بصمته، وحول الفريق إلى حفنة من اللاعبين يركضون فوق أرضية الملعب من دون هوية ولا شخصية.
والغريب أن المكتب المسير اختار سياسة الصمت، وقليلا ما يتفاعل مع ما يقع من أحداث، حيث أظهر «جبنا» مبالغا فيه، وخوفا من «ظله»، فغابت القرارات الحاسمة، وكثرت الأخطاء، التي يمكن أن تكلف الفريق ماليا، أبرزها صفقة انتقال الحافيظي إلى الحزم السعودي، وتأخر التوصل بقيمتها، والتي أصبحت رهينة «مزاج» إدارة الفريق السعودي، الذي يحتل حاليا الرتبة الأخيرة في جدول الدوري، والمهدد بخطر النزول، وأيضا عدم تقديم الحافيظي العطاء المأمول منه، وإلحاقه بكرسي الاحتياط، عوامل قد تؤخر التوصل بقيمة الصفقة في الوقت الحالي، الذي ما أحوج الرجاء فيه إلى المال. وأيضا فك الارتباط مع محمود بنحليب، الذي لجأ إلى غرفة النزاعات لاستخلاص مستحقاته، والإجبار على فسخ عقدي لاعبين جديدين من أجل الحصول على أهلية الوافدين الجدد، إضافة إلى خطأ عدم تأهيل المدرب في مباراته الإفريقية الأولى أمام أمازولو الجنوب إفريقي، وقيادة الفريق من طرف مدرب الحراس، سعيد الدغاي، وغيرها من الأخطاء الأخرى. فضلا عما تعرفه الإدارة من اختراق، نتج عنه تسريب العديد من الوثائق، في وقت يرفض فيه أعضاء المكتب المسير، بمن فيهم الناطق الرسمي، الذي تحول إلى ساكت رسمي، وتحاشيهم الحديث إلى رجال الإعلام، وفي أحسن الأحوال التعامل بانتقائية معهم، حيث يتم اختيار المنابر التي تضمن نسبة مشاهدة عالية، أما الجرائد الورقية، فقد أكل عليها الدهر بنظرهم.
وتعيب الجماهير الغاضبة على المكتب المسير الحالي عدم الإنصات إليها، حيث طالبته قبل مدة، وفي وقت كانت فيه البطولة متوقفة، بفك الارتباط مع المدرب «العالمي» والتعاقد مع بديل يمكن أن يعيد للفريق هويته وشخصيته وهيبته، ويستغل فترة التوقف لبناء الفريق من جديد، لكنه صم آذانه، وادعى أن المدرب لم يحظى بالوقت الكافي، وأنه مع التعزيزات سيقود الرجاء نحو الانتصارات.
تبرير كان يبدو منطقيا، لو أن هذا المدرب يتوفر على سيرة ذاتية غنية، وحقق في محطاته السابقة ما يشفع له بتدريب الرجاء، لكن والحال أن مروره كان عابرا بكل الفرق والمنتخبات التي أشرف عليها، يدخل مبررات المكتب المسير في خانة الخوف، لأن العقد قد يحمل مفاجآت ضارة للرجاء، رغم أن الرئيس قال سابقا إن الشرط الجزائي لفك الارتباط لن يكلف كثيرا.
وارتفعت حدة الغضب الرجاوي عقب التعادل بمركب الفوسفاط، وفقدان نقطتين في سباق البحث عن اللقب، حيث طالب المنخرطون بإقالة المدرب فيلموتس بشكل عاجل، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ووصلت حدة الغضب إلى أعضاء داخل المكتب المسير، لكن غالبيته فضلت التريث إلى ما بعد مباراة وفاق سطيف، لأن الرجاء لا يتوفر على مدرب مساعد، يحمل فكرا رجاويا، وقادر على سد الفراغ في حال اتخذ قرار من هذا القبيل، ليتأجل الحسم إلى ما بعد رحلة الجزائر.
وأغضب أداء لاعبي الرجاء أمام أولمبيك خريبكة الفصائل المساندة، التي أصدرت بلاغا جديدا هاجمت فيه المكتب المسير، وحملت المنخرطين مسؤولية اختيار الرئيس الحالي ومكتبه المسير.
واعتبر بلاغ الألتراس الرجاوي أن الإبقاء على فيلموتس هو تصعيد من طرف المكتب المسير، قبل أن يدعو إلى ضرورة خلق هيكلة تقنية يشرف عليها مدير رياضي وفق مشروع رياضي متكامل.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 17/02/2022