الإعلام الإسباني يسلط الضوء على القرار التاريخي للحكومة الإسبانية

حظي الموقف الذي اتخذه رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، بخصوص قضية الوحدة الترابية، باهتمام كبير وغير مسبوق من قبل مختلف وسائل الإعلام الإسبانية، التي منذ البداية أفردت حيزا كبيرا للموضوع، سواء عن طريق المتابعة، التحليل أو الرأي.
وفي هذا الصدد قالت صحيفة «إيل باييس» في مقال تحت عنوان «إسبانيا تنحاز إلى جانب المغرب في نزاع الصحراء»، المغرب يعتبر أن الأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا، والتي استمرت لمدة 10 أشهر، قد انتهت، بعد أن تخلت الحكومة الإسبانية عن موقفها التقليدي المتمثل في الحياد في نزاع الصحراء وانحازت إلى جانب الرباط، عند اعتبار اقتراحه للحكم الذاتي «الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف»…مضيفة أن بيدرو سانشيز سيسافر إلى المغرب كما أكدت ذلك الحكومة الإسبانية.
من جهتها قالت يومية «أ بي سي» إنه منذ إزاحة أرانتشا غونزاليث لايا من منصبها، عمل خلفها، مانويل ألباريس على التأسيس لـ»دبلوماسية متحفظة» مع محادثات مستمرة للتوصل إلى تقارب. وأضافت اليومية الإسبانية أن حكومة بيدرو سانشيز بذلت جهداً مواصلة الإشارة إلى المغرب كحليف رئيس ، لكن دون التعبير عن أي تقدم ملموس. إلى هذا اليوم (الجمعة) عندما أعلنت في بلاغ لها « «ندشن اليوم مرحلة جديدة من العلاقات مع المغرب، تقوم على الاحترام المتبادل، تطبيق الاتفاقات، عدم اللجوء إلى الإجراءات الأحادية، الشفافية والتواصل الدائم» مشيرة إلى « خارطة طريق واضحة وطموحة ، من أجل ضمان الاستقرار، السيادة، الوحدة الترابية وازدهار بلدينا».
من جهتها كتبت يومية «إيل موندو» ، «اتخذت الحكومة منعطفا تاريخيا يوم الجمعة في سياستها الخارجية ، معلنة عن دعمها للحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، وهو الموقف الذي تدافع عنه الرباط.» وأضافت الصحيفة أن «وزير الخارجية الإسباني مانويل ألباريس صرح بأن إسبانيا تعتير أن مبادرة الحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل هذا النزاع، وهي نفس العبارات التي حملها بلاغ الحكومة المغربية».
وأردفت « إيل موندو» قائلة «الخبر أعلنته الرباط وأكدته في ما بعد حكومة بيدرو سانشيز من خلال بيان وظهور لوزير الخارجية ألباريس، مضيفة أن بيدرو سانشيز سيصادق على الاتفاقية في زيارة مقبلة للرباط والتي تؤدي إلى إنهاء للأزمة مع المغرب «.
من جهتها نشرت يويمة» لاراثون» مقالا للباحث «خورخي فيلشيس» انتقد فيه بشدة موقف حزب بوديموس، المشارك في الحكومة والمناصر للميليشيا الانفصالية، حيث ذكر أنه « لا يمكن الاعتماد على بوديموس في السياسة الخارجية. مرجعيته الخارجية هي الأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان، والتي تنكر شرعية المعارضة، وهذا يخلق مشاكل لنا في المحافل الدولية، وخاصة في حلف شمال الأطلسي ومع الولايات المتحدة. تسريب وثائق سرية من البيت الأبيض بشأن مفاوضاته مع بوتين إلى صحيفة إسبانية في فبراير الماضي يحتاج إلى تصحيح شديد حتى تستعيد إسبانيا الثقة»
وأضاف الكاتب «هذه الثقة لا تكتسب من خلال رفض بوديموس للاتفاقية مع المغرب بشأن الحكم الذاتي للصحراء ، والتي ، بلا شك ، تحظى بموافقة الولايات المتحدة.» مضيفا» لقد قرر سانشيز اتخاذ الخطوة مع المغرب دون أخذ بوديموس في الحسبان، في دليل على أن وزراءه بعيدون عن كل شعور بالعقلانية وتقدير للدولة.»


الكاتب :   عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 21/03/2022