هبه الحسين إعلامية سعودية من بين النشيطات على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، لها جمهور  غفير يتابع تدويناتها ومواقفها ويتفاعل معها بشكل إيجابي، إعلامية وممثلة مثقفة حاصلة على الماجستير في الإعلام (إذاعة وتلفزيون) وبكالوريوس في الأدب الإنجليزي، مذيعه ومقدمة برامج تلفزيونيه صحية وكوميدية، سفيرة الإعلام في جمعية زهرة لسرطان الثدي. في الحوار الذي أجرته  معها جريدة «الاتحاد الإشتراكي» تجيب الإعلامية السعودية هبة الحسين عن أسئلتنا بتلقائية بعيدا عن لغة الخشب، وتكسر هذه الصورة النمطية المصاحبة للمرأة السعودية بشكل خاص والخليجية بشكلـ  عام.

– اشتغلت في مجال التمثيل من خلال ما هو توثيقي، لماذا الاهتمام بهذا المجال دون غيره، حدثينا عن هذه التجربة؟
-عندما يكون الإنسان موهوبا يستطيع القيام بجميع الأدوار سواء التمثيلية أو الأعمال المرتبطة  بالإعلام ، وأنا تلمست منذ الصغر أن لدي موهبة التي كبرت معي وصقلتها وفضلت أن أتقاسمها مع جمهوري.
– كيف كان رد فعل العائلة خاصة وأنت فتاة؟
– كان الفضل في هذا المسار لعائلتي، فوالدي حاصل على الدكتوراه في التاريخ الإسلامي، وهو أيضا  شاعر وكاتب، كما أن والدتي امرأة مثقفة وعصامية، فعندما أردت أن أتخصص في الإعلام، لم يقف أي  أحد ضد رغبتي واختياري، لأنهم يعلمون أنني أعشق الأضواء منذ الصغر، لذلك  شجعوني، لكن تحت مبادئ معينه واتفاقات بيننا.

– استغرقت خمس سنوات في المجال الإعلامي كمقدمة لبرامج خاصة بالصحة، لكن هذا المسار سرعان ما وضعت له حدا من خلال تقديم استقالتك، ما هي الدوافع وراء ذلك، هل من ضغوطات، أم من أجل ركوب مغامرة جديدة في مجال آخر؟
– ولله الحمد نجحت في مجال التقديم التلفزيوني وحققت إنجازات وتم تكريمي كثيرا بحكم أنني بدأت في مجالي وأنا صغيرة السن، وواصلت العمل في هذا  الحقل، وبرغبة مني أردت أن أجرب وأطرق باب المغامرة من خلال تقديم برامج حواريه التي وجدت فيها نفسي أكثر.

– ما هو حضور المرأة السعودية بشكل خاص والخليجية بشكل عام في المجال الإعلامي بكل تلاوينه؟
– دعني أحدثك أولا وأؤكد لك أن المرأة كانت سابقاً  مقيدة نوعاً ما في مجال الإعلام، ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت المرأة السعودية تحقق إنجازات كبيرة في الإعلام والظهور وأيضا، وجود شخصيات رائعة في مجال السوشل ميديا التي تحقق إنجازات واهدافا رائعة.

– الآخر ينظر إلى المجتمع السعودي والخليجي إلى كونه مجتمعا محافظا، وتأثير ذلك السلبي على حرية المرأة وحقوقها، أنت كإعلامية وناشطة في مواقع التواصل الاجتماعي وكامرأة سعودية، إلى أي حد توافقين هذا الرأي؟
– المحافظه موجودة إلى وقتنا هذا، لكن الإبداع ليس له حدود، ولكن تحت رقابات معينه وأسس واضحة، كون المرأة توجد في بلاد الحرمين.

– هل هبة الحسين لها رخصة سياقة وتقود سيارتها؟
– نعم لدي رخصة قيادة، لكن دولية، وإلى حدود اليوم لم أقتن سيارة، لكن قريباً جداً سيارتي ستكون «مجنونة» لأني أحب السرعة.

– ألا تفكرين في خوض الاستحقاقات الانتخابية؟
– إن شاء الله تعالى، ولم لا، إن سمحت لي الفرصة بذلك، حتى أحقق الهدف الذي أتمناه.

– ماهي المواضيع التي تستأثر باهتمامك في تدويناتك، وما مدى تفاعل الجمهور معها؟
– أنا عفوية جداً سواء في السوشل ميديا أو في لقاءاتي أو أثناء تقديم البرامج، هذه طبيعتي وشخصيتي، أحب أن أكون كما أنا دون تصنع أو أي شيء من هذا القبيل.

– ماذا عن مجال التمثيل، هل هناك تطور في هذا المجال وهل متاح للمبدعين تناول المواضيع الجريئة؟
– مجال التمثيل يستهويني كما ذكرت سابقاً، ولكن الكوميديا على الخصوص هي التي  أجد فيها نفسي أكثر من الدراما، ويوجد هناك تطور، خصوصا بعد فتح دور السينما في المملكة، وإن شاء لله إلى الأمام.

– إلى أي حد هناك مساحة كافية لحرية التعبير لتناول القضايا ومعالجتها إعلاميا وفنيا؟
– ولله الحمد التطور ملحوظ جداً، وهذا واقع ملموس، هناك مساحة كافيه للتعبير ولكن حرية التعبير لها ضوابطها كما هو معروف، وموافقة لرؤية سنة 2030.

– ماذا أضافت لك هذه التجربة الخاصة بمجالي الإعلام والتمثيل؟
– أضافت لي الشيء الكثير، سواء في مجال التجربة والخبرة التي راكمتها في هذا الباب وكذلك ربط علاقات قوية، كل ذلك ساهم في تطوير شخصيتي  .

–  لك حضور قوي في مواقع التواصل الإجتماعي، هل الأمر يعود لكونك امرأة، وبالتالي كان هذا التعاطف معك من طرف الجمهور الافتراضي، أم ذلك يعود إلى طبيعة تدويناتك؟
– اعذرني، فأنا لست الوحيدة  النشيطة في مواقع  التواصل الاجتماعي، بل يوجد هناك  نساء كثيرات في المجال، وكل واحدة  مهتمة بتخصص معين، لكن أنا أيضا في مجالي، خصوصا في المملكة العربية السعودية قمت بإنجازات ملحوظه سواء على الصعيد الشخصي أو غيره، وأيضا الحضور اللافت وفي مجال الثقافه والقرب من الجمهور والعفوية التي لها دور أساسي، بالإضافة إلى اختيار مواضيع تلامس الواقع والمجتمع.

– هل سبق أن تعرضت لمضايقات على خلفية تدويناتك ؟
– نعم تعرضت لذلك سواء بالسوء أو غيره، لكن في نفس الوقت كان هناك الدعم  والمساندة..، والإنسان يتعلم دائماً من نجاحاته و أخطائه.

– هل تفكرين في ولوج عالم التمثيل بشكل احترافي؟
– إن شاء لله قريباً، وهذا  كان حلمي، خاصة وأن موهبتي في هذا المجال تفتقت منذ الطفولة.

– أنت كشابة منفتحة، في حالة فكرت في الزواج هل سيكون زواجا محافظا يعني تختاره العائلة أم ستختارين زوجك عن حب؟
– الانفتاح ليس له دور في الزواج والارتباط، لكن بكل تأكيد أتمنى معرفة الشخص عن قرب قبل الارتباط.

– هل هبة الحسين ليس لديها أي عقلية شوفينية، بمعنى ممكن أن يكون زوجها من جنسية أخرى؟
– نعم، أنا لست عنصرية بأي شكل من الأشكال، كل الناس خير وبركة، وبالتالي يبقى الزواج «قسمة نصيب».

– ماهي رسالتك إلى المرأة  السعودية والخليجية والعربية؟
– نصيحتي واضحة  أقول لهم عشن حاضركن، واجهن مخاوفكن، تقبلن واقعكن، اشغلن أنفسكن بما هو مفيد لكن، اصنعن الابتسامة، كن قويات بأنفسكن لا بأحد غير لله.

– كيف استقبلت المرأة السعودية بشكل عام والشابة السعودية بشكل خاص عملية السماح للمرأة بالقيادة، وماذا يعني ذلك لكن؟
– هذا القرار تاريخي ويشكل نقلة نوعيه وقوية ورائعة في حياتنا، كان الكثير في حاجة إلى هذا القرار الجريء، في البداية كان البعض متخوفا، ولكن الحمدلله الأمور تسير على مايرام.

– عرفت المملكة انفتاحا مؤخرا، حيث تم استقبال العديد من الفنانين العرب والأجانب مما ترك استحسانا، ماهي قراءتك للموضوع؟
– ياللروعة، هذه الخطوة جميلة جدا، إذ كنا نتمنى دائما أن تقف أسماء فنية قوية على مسارح المملكة وتقدم إبداعاتها وهوما تحقق، فالجمهوركان متشوقا في كل حفلة، وكان التنظيم رائعا في أكثر الحفلات ولله الحمد.