زهاء الساعة الثانية والنصف صباحا، التحق (أحمد ه ) ب(جعفر أ) و (عبد لله ن)، حيث تم إشعاره بنجاح العملية عندها توجهوا جميعا إلى منزل الدركي (أحمد ب ا) من أجل المبيت، حيث تم إيقافهم تباعا بعد حجز الشاحنة المحملة برزم المخدرات القوية الكوكايين. وقد راكم الذراع الأيمن لمتزعم الشبكة المتخصصة في النقل والتهريب الدولي للمخدرات (جعفر ا) ، تجربة وخبرة كبيرة في مجال النقل والتهريب الدولي للمخدرات بواسطة الزوارق المطاطية السريعة المحملة بشحنات مهمة من مخدر الشيرا في اتجاه الضفة الإسبانية، قبل أن يقرر الاستقرار بهذا البلد الأوربي. إلا أنه ونظرا لصعوبة العيش هناك، قرر العودة في غضون سنة 2015 من إسبانيا إلى مدينة طنجة للاستقرار بها بصفة نهائية رفقة عائلته الصغيرة، ليقرر حينها العمل من جديد رفقة خاله (أحمد ه) في ميدان التهريب الدولي للمخدرات، وعليه اتخذا بمعية خاله من منطقة بونعايم الساحلية التابعة لإقليم الجديدة، مسرحا لانطلاق عمليات منظمة لتهريب مخدر الشيرا٠
جعفر ا، مالك مركب الصيد الساحلي الذي يتولى قيادته (أحمد.ه) رفقة طاقم بحري تكلف باستقبال شحنة المخدرات القوية «الكوكايين»، في المياه الإقليمية للمملكة من عند أحد السفن التجارية القادمة من إحدى دول أمريكا اللاتينية، قبل أن يتكلف بنقلها بعد ذلك في اتجاه سواحل مدينة الجديدة كمرحلة أولى، حيث تم شحنها في اتجاه الشاطئ المقابل لغابة «بونعايم» بواسطة زوارق مطاطية مزودة بمحرك مائي، ونقلها بعد ذلك برا على متن شاحنة لنقل الخضراوات وهي شحنة المخدرات التي جرى حجزها٠.
ولتنفيذ المخطط المتجلي في التهريب الدولي للمخدرات، قام (جعفر.ا) بالاتصال (بالعربي.ح) ،حيث وبعد لقائه في أحد المقاهي المتواجدة بمدينة طنجة، أفصح له عن رغبته في التحضير لعملية تهريب كمية مهمة من مخدر الشيرا تقدر زنتها بثلاثة أطنان، وأنه يرغب في مساعدته من أجل اقتناء زورقين مطاطيين ومحركين مائيين، جهاز لتحديد المواقع بالإحداثيات GPS، هاتف SATELLITAIRE من نوع THURAYA، بالإضافة إلى تدبر مجموعة من الحمالة للقيام بمهمة تفريغ ونقل وشحن المخدرات على متن هذه الزوارق المطاطية المجهزة. وهو الشيء الذي وافق عليه (العربي.ح) دون أن يبدي أدنى تردد، بعد أن نجح في تدبر هذه الوسائل اللوجستيكية.
بعد جلب المعدات السالفة الذكر، عمل (جعفر.ا) على تخزينها داخل مستودع منزله الكائن بحي البرانس بمدينة طنجة، وهي المعدات التي تم تنفيذ العديد من عمليات التهريب الدولي للمخدرات بواسطتها٠.
أما بخصوص العملية الأخيرة المتعلقة بحجز كمية مهمة من مخدر الكوكايين المقدرة زنتها بحوالي 01 طن و 04 كيلوغرامات على متن الشاحنة، فقد أفاد (العربي.ح) أن دوره ضمن هذه الشبكة الإجرامية ينحصر في التنسيق والمراقبة واستقدام العدد الكافي من الحمالة المكلفين بشحن وتحميل رزم المخدرات على متن القوارب المطاطية في أفق تهريبها نحو الضفة الأوربية، بحيث شارك بمعية عناصر الشبكة التي يتزعمها المسمى (أحمد.ه) في جميع العمليات التي انطلقت من شواطئ مدينة الجديدة .
وبخصوص دوره في عملية نقل وتهريب كمية 1004 كيلوغرامات من الكوكايين التي تم إحباطها، فإن دوره يتجلى في الدعم اللوجيستيكي بحيث وفر للمسمى(جعفر.ا) مجموعة من المعدات البحرية من قبيل : الزوارق المطاطية، جهاز تحديد المواقع GPS ، هواتف نقالة تعمل بتقنية التواصل عبر الأقمار الاصطناعية أو ما يصطلح عليها بـ THURAYA، توفير بطاقات التعبئة الخاصة بهذه الهواتف النقالة، هذه المعدات كان يقتنيها من عند المدعو «عبد السلام» هذا الأخير ينشط في مجال بيع مستلزمات الإبحار بمدينة سبتة السليبة كما كان يعمل أيضا في استقدام «الحمالة» بوساطة الحسين، حيث كان يحصل نظير قيامه بهذه المهمة على مبلغ مالي قدره 10.000 درهم. في حين سلم لكل «الحمال» مبلغ مالي قدره 2500.00 درهم.
(سعيد.ص) اقتنى مناصفة مع شريكه المسمى عبد لله الناصري شاحنة، والتي كان سعيد يتولى سياقتها في أغلب الأحيان حيث كان يستغلها في نقل الخضراوات.
وفي غضون سنة 2017، قام (سعيد.ب) في مناسبتين بنقل قاربين مطاطيين فارغين من الهواء ومحركين مائيين على متن الشاحنة ، بإيعاز من (عبد.لله.ن)، من مدينة طنجة إلى منطقة «اثنين شتوكة»، وهي المعدات البحرية التي كان (جعفر.ا) يستغلها في تهريب كميات متفاوتة من مخدر الشيرا انطلاقا من منطقة اثنين شتوكة صوب المياه الدولية.
وقام (سعيد)، وبإيعاز من (عبد لله ن) والمسمى (جعفر.ا) بإرجاع كمية مهمة من مخدر الشيرا تقدر زنتها بحوالي طن تقريبا، رفض أصحابها تسلمها في عرض البحر لكونها من النوع الرديء، بحيث تم نقلها من منطقة اثنين شتوكة صوب مدينة طنجة وبالضبط إلى «فيلا» التي يستغلها «جعفر ا» وذلك مقابل عمولة مالية قدرها 30.000 درهم تسلمها.
المكي، الذي يعمل كحارس إداري بالمرآب الخاص بأملاك الجماعة القروية «اثنين اشتوكة» الموجود على مستوى المنطقة الشاطئية «سيدي بونعايم»، استطاع نسج علاقات واسعة مع مجموعة من رجال الدرك الملكي العاملين بسرية الدرك الملكي لمنطقة «اثنين اشتوكة» ، وذلك بحكم التجربة التي راكمها خلال العشر سنوات التي قضاها في مزاولة عمله كحارس إداري بالجماعة القروية السالفة الذكر، ودرايته الكاملة بخصوصيات المنطقة وكونه العين التي تراقب جل التحركات المشبوهة أو غير الاعتيادية التي تحدث في المنطقة.
في هذا الصدد، وبعد توليه قيادة سرية الدرك الملكي لمنطقة «اثنين اشتوكة» في غضون سنة 2013، قام الدركي (أحمد.ب.إ) رفقة الدركي رئيس مركز الدرك الملكي «سيدي بونعايم» (عصام.ك) بالتقرب منه تدريجيا، مستغلين بذلك سلطتهم وعملهم كدركيين من أجل قيام هذا الأخير بإبلاغهم بجميع التحركات المريبة التي يعرفها شاطئ «سيدي بونعايم» والمتعلقة بالأشخاص الذين يتوافدون عليه من أجل الاصطياف والصيد.
خلال سنة 2016، وبإيعاز من المسمى (أحمد.ب.ا)، قام الدركي المتقاعد المسمى (محمد.ح.د) بالتقرب من المسمى المكي من أجل التعرف عليه أكثر ونسج علاقة ثقة بينهما، حيث أخبره أنه بصدد التحضير للشروع في تنفيذ عمليات تهريب شحنات مهمة من المخدرات انطلاقا من شاطئ «سيدي بونعايم» رفقة (أحمد.ب.ا) ومجموعة من الأشخاص الآخرين من أبرزهم المسمون (أحمد ه)، (جعفر ا) و(عبد لله ن)، حيث وعدوه أنه سيتلقى مبالغ مالية مهمة كمقابل مادي عن تستره ومراقبته الحريصة للمنطقة الشاطئية «سيدي بونعايم»، وهو الأمر الذي وافق عليه رغبة منه في تحسين وضعيته المالية المزرية خاصة وأن والده المسن يعاني من مرض عضال. وقد قام بالتستر عليها والعمل على تأمين المنطقة الشاطئية «سيدي بونعايم» التي تنطلق منها رحلات الزوارق المطاطية المحملة بشحنات المخدرات حيث كان أمينا على العملية التي تمت في أواخر سنة 2016، شارك فيها كل من (محمد.ح.ا)، (جعفر.ا) و(أحمد.ه)، حيث تلقى مبلغ 10.000 درهم، سلمه إياه ( محمد ح ا.)
فيما أمن العملية الثانية أواخر سنة 2017، شارك فيها كل من (أحمد.ه)، (جعفر الأيوبي)، (محمد.ح.ا) حيث تسلم المكي بعد نجاح عملية تهريب مهمة لشحنة من المخدرات مبلغ مالي قدره 10.000 درهم كمقابل مادي من طرف المسمى (محمد.ح.ا).
أما العملية الثالثة والرابعة، فتمت خلال شهر يوليوز من سنة 2018 والتي تمت بمشاركة نفس الأشخاص بالإضافة إلى الدركي المسمى (عصام.ك) والتي تلقى مقابلهما مبلغين ماليين قدرهما 10.000 درهم عن كل عملية، سلمهما إياه المسمى (عصام.ك)
وسائل اتصال جد متطورة ولوجستيك
كبير لتنفيذ العملية الأخيرة
اعتبارا من الكمية القياسية المحجوزة من مخدر «الكوكايين العالي التركيز» والمقدرة بحوالي 30 رزمة من مخدر الكوكايين المقدرة زنتها بحوالي 01 طن وأربعة كيلوغرامات ، وكذا الوسائل اللوجستيكية من الزوارق المطاطية، وجهاز تحديد المواقع البحرية GPS، قنينتين من غاز الأوكسجين كبيرتي الحجم المخصصتين لملء القوارب المطاطية، جهاز قياس ضغط الهواء، وكذا من خلال التدابير الاحترازية والإجراءات الأمنية التي ينهجها أعضاء هذه الشبكة في التواصل والتنسيق فيما بينهم خلال تنفيذ عمليات التهريب الدولي للمخدرات من خلال استعمال الهواتف النقالة التي تعمل بواسطة تقنية الأقمار الاصطناعية أو ما يصطلح عليها بـ «THURAYA»، كتقنية للتواصل في أعالي البحار مع السفن التجارية الدولية المحملة بالكوكايين والقادمة من دول أمريكا اللاتينية، أن الأمر يتعلق بمافيا دولية متكونة من عناصر من جنسيات مغربية وأجنبية محكمة التنظيم ومعقد الأساليب تمتد أنشطتها عبر أمريكا اللاتينية وإفريقيا وأوربا راكمت العديد من عمليات التهريب الدولي للمخدرات انطلاقا من السواحل المغربية في اتجاه أوروبا.
شبكة متطورة جذورها في المغرب وفروعها موزعة بين اسبانيا وكولومبيا
هذه الشبكة، استغلت الموقع الجغرافي للمغرب القريب من أوروبا وحولت نشاطها من تهريب مخدر الشيرا إلى تهريب الكوكايين انطلاقا من دول أمريكا اللاتينية في اتجاه السواحل المطلة على مدينة الداخلة، جاعلة من التراب الوطني معبرا وقاعدة خلفية لتهريب شحنات مهمة من مخدر الكوكايين في اتجاه أوروبا. وعلى هذا النهج، فإن شحنة المخدرات المحجوزة في هذه القضية، تم تهريبها بحرا من إحدى دول أمريكا اللاتينية بواسطة سفينة تجارية، قبل أن يتم تفريغها في عرض المياه الإقليمية للمملكة، ونقلها بعد ذلك على متن باخرة للصيد الساحلي في اتجاه سواحل مدينة الجديدة كمرحلة أولى، ثم شحنها في اتجاه الشاطئ المقابل لغابة «بونعايم» بواسطة زوارق مطاطية، ونقلها بعد ذلك برا على متن شاحنة لنقل الخضروات، في أفق تهريبها نحو أوروبا. ولإنجاح عملياتها الإجرامية، فإن هذه الشبكة انقسمت إلى مجموعتين متماسكتين ومنسجمتين يحرك خيوطها العقل المدبر (أحمد.ه).
يتزعم المجموعة الأولى ابن أخت العقل المدبر لهذه الشبكة الإجرامية، وهو (جعفر.ا) الذي راكم تجربة وخبرة كبيرة في ميدان النقل والتهريب الدولي للمخدرات بواسطة بواخر الصيد الساحلي، بحيث سبق له أن نفذ العديد من العمليات في اتجاه الضفة الأوربية سواء من المحيط الأطلسي أو البحر الأبيض المتوسط، ويعتبر المنسق والمشرف على جميع عمليات التهريب الدولي للمخدرات، وكذا المسؤول على الوسائل اللوجستيكية. وقد كان يكلف (العربي.ح) باقتناء القوارب المطاطية أو ما يصطلح عليها في صفوف المهربين ب «الكومة» من مدينة سبتة، قبل أن يعمد إلى تهريبها برا إلى التراب الوطني عن طريق دسها وسط البضائع المهربة خاصة الملابس والأثواب، كما كان يتكلف أيضا باقتناء أجهزة تحديد المواقع البحرية GPS، الهواتف النقالة التي تعمل بتقنية التواصل عبر الأقمار الاصطناعية THURAYA، وكذا جلب بطاقات التعبئة الهاتفية الخاصة بها، كما كان يكلف أيضا المسمى (جعفر.ا) بإحضار «الحمالة» المكلفين بشحن رزم المخدرات وكذا الإشراف والمراقبة عليهم خلال عملية تنفيذ عمليات التهريب الدولي للمخدرات، وخلال التحضير لعمليات التهريب الدولي لها عبر البحر، كان المسمى (العربي.ح) يتكلف أيضا بنقل المعدات والوسائل اللوجستيكية من مدينة طنجة إلى أماكن انطلاق الزوارق المطاطية السريعة من شواطئ «سيدي بونعايم» بالجديدة، وهي المعدات والوسائل اللوجستيكية التي كان سائق الشاحنة المسمى (سعيد.ص) ومرافقه (سعيد.ب) يتكلفان بإرجاعها بعد تنفيذ عمليات التهريب.
أما المجموعة الثانية، فالعقل المدبر لهذه الشبكة الإجرامية يبقى هو (أحمد.ه) وخلال نشاطه في ميدان تهريب مخدر الشيرا، انطلاقا من منطقة مولاي بوسلهام في فترات سابقة نسج علاقات مشبوهة مع الدركي (محمد ح ا) الذي كان يعمل حينها كدركي بكوكبة الدراجين التابعة للدرك الملكي على مستوى محطة أداء مولاي بوسلهام، بحيث سهل له مرور مجموعة من شحنات المخدرات مقابل مبالغ مالية مهمة، وبعد حصوله على التقاعد، استقطبه من أجل العمل لفائدته كوسيط لدى عناصر الدرك الملكي. وفي هذا الصدد، نجح هذا الأخير في استقطاب الدركي المسمى (أحمد.ا.ب) الذي سبق له أن عمل بمعيته بسرية مولاي بوسلهام في فترة ما، قبل أن ينتقل للعمل كقائد فرقة باثنين اشتوكة، إقليم الجديدة، ثم إلى السرية الدرك الملكي بنفس المدينة.
بعد أن توطدت العلاقة بين العقل المدبر للشبكة الإجرامية أحمد ه مع الدركي (أحمد.ا.ب)، و(عصام.ك). وبتواطؤ من هذين الأخيرين سهلا له مرور مجموعة من شحنات المخدرات انطلاقا من شواطئ مدينة الجديدة، مقابل مبالغ مالية مهمة، كان آخرها الشحنة التي تم حجزها في قضية الكوكايين، بحيث أشرف عليها الدركي المسمى (أحمد.ا.ب). وبالموازاة مع ذلك، نجح (أحمد.ه) من جهة أخرى في استقطاب ضابط سامي بالحرية الملكية وهو المسمى (حسن.ا.م)، الذي تواطأ معه أيضا وسهل له تمرير وتهريب شحنات مهمة من مخدر الشيرا، انطلاقا من شواطئ مدينة الجديدة، كان آخرها الشحنة المحجوزة من مخدر الكوكايين والمقدرة زنتها بحوالي 1004 كيلوغرامات.
وبالتالي، فإن الأشخاص يشكلون شبكة إجرامية محكمة التنظيم تنشط في مجال التهريب الدولي للمخدرات بشكل منهجي، تتوزع فيها الأدوار ضمن إطار منظم وفق الدور المنوط بكل عنصر منها، مما أثمر عن إنجاز عدة عمليات تهريب ناجحة للمخدرات عبر الشواطئ المتاخمة لمدينة الجديدة.وتستعمل هذه الشبكة مجموعة من الوسائل اللوجستيكية الحديثة في تنفيذ عملياتها، ولها علاقات مع كارتيلات المخدرات القوية في أمريكا اللاتينية، تحاول استغلال الموقع الجغرافي للمملكة بحكم قربه من القارة الأوربية لجعله محطة عبور آمنة لشحنات مهمة من مخدر الكوكايين.
وفي الوقت الذي كانت فيه جنحية الجديدة تناقش الملف مع المعتقلين، كان عبد الحق الخيام لايزال قابضا على الجمر في ملف كبير جدا، وذي امتدادات كثيرة ومتشعبة. فلم يكن ذكر المياه الإقليمية الداخلة يمر عليه مر الكرام .فالأمر يتعلق بقضية مهمة تتعلق بنقطة تفريغ لمخدر الكوكايين من طرف كارتيلات كولومبيا، فطار فريق من البسيج لوضع اليد على مكامن الداء، وماهي إلا أيام قليلة على إحالة ملف الشبكة من طرف قاضي التحقيق على الغرفة الجنسية، حتى أعلن رسميا عن سقوط رؤوس من كارتيلات كولومبيا وإسبانيا، وهو ما أسقط عددا آخر من المعتقلين من بينهم هذه المرة أجانب ليصل عدد المعتقلين في قضية كوكايين الجديدة إلى 17 مشتبها بهم، ضمنهم منتميان إلى البحرية الملكية وثلاثة دركيين وإسبانيان وثلاثة متهمين من كولومبيا، فيما تعدت الرقعة الجغرافية لنشاط أفراد الشبكة الدولية لنقل المخدرات والاتجار فيها، الجديدة والبيضاء، لتصل إلى بوجدور والداخلة.
وكشفت تحقيقات فرقة مكافحة الجريمة المنظمة بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية، مجمل مسارات التهريب والطرق التي اعتمدها مدبرو عملياته، والتواطؤ بين مختلف المتهمين، سواء المغاربة أو الأجانب. وعرت الأبحاث عن كارتيل للكوكايين ينشط بين كولومبيا وإسبانيا، ويتخذ من المغرب محطة عبور المخدرات القوية نحو أوربا.
وتنقلت عناصر المكتب المركزي بين المدن سالفة الذكر، كما حجزت أشرطة كاميرات مراقبة، تؤكد، بالملموس، تواطؤ عنصري البحرية الملكية المعتقلين بسجن عكاشة، مع زعيم العمليات المنظمة داخل التراب المغربي.
وبناء على معلومات ثمينة وفرتها مديرية مراقبة التراب الوطني حول صاحب الشحنة، الذي لم يكن سوى( أملاح ف) وبمساهمة (عبد السلام) ومساعدهما (العرابي )التي تمكنت فرقة مكافحة الجريمة من اعتقاله بمدينة طنجة، حيث كان بمثابة صيد ثمين، حيث بدلالة منه تم الايقاع بالأجانب (بارونا) و(ارياس) و(مارتنيز) الكولومبيين الجنسية و(اوتيرو) و(خافيير) الاسبانيين الجنسية، ليتم التوصل إلى ان أحمد هو من تكفل بنقل المخدرات من سواحل مدينة الداخلة إلى سواحل مدينة الجديدة ،حيث تم اعتقاله هو الآخر.
وصرح (العرابي) أنه تعرف على (أملاح.ف) قبل ثلاث سنوات من تاريخ اعتقاله، حيث كان قد كلفه ببناء منزله. وبعد إتمام هذه المهمة، كلفه بمهمة جديدة تتعلق باستقبال ضيوفه الأجانب والحجز لفائدتهم بواسطة بطاقته الوطنية، حتى لا تنكشف هويتهم ليفصح له مشغله بعدها أنه يقوم بتصدير كميات من مخدر الشيرا على متن زوارق مطاطية، انطلاقا من السواحل الشمالية للمملكة في اتجاه الديار الاسبانية. فأصبح يعمل لفائدته وينفذ اوامره خصوصا بعد أن وضع رهن إشارته سيارتين، وسجل باسمه مجموعة من السيارات الفارهة، التي كان يستعملها في تنقلاته وتنقلات عائلته، كما كان يسحب لفائدته مبالغ مالية مهمة من الأبناك بمدينة طنجة. وعندما كسب ثقته، أصبح يرافقه خلال سفرياته إلى الخارج ومن بينها مرافقته إلى كل من الإمارات العربية المتحدة وتركيا واسبانيا وغيرها، كما كان يرافقه إلى عدد من المدن المغربية من اجل ملاقاة بعض تجار المخدرات ومن بينهم احمد. وفي 2017 رافقه إلى مدينة مراكش، حيث التقى بارياس وكولومبي آخر يدعى جينيور ،موضحا أنه كان يتكلف بتلبية حاجيات ارياس عندما كان يقيم في مدينة طنجة.
وعندما تم الكشف والحجز عن المخدرات، التي ضبطت بالجديدة، أمره مشغله بتسليم ثلاثة أجانب لشخص يجهله، ومغادرة الشقة على وجه السرعة، وهو ما تم. وقد كان مشغله يسلمه مبلغ 3000 و5000 درهم يوميا.
وأفاد أرياس الذي تم اعتقاله، أنه تعرف على خيامي الذي عرض عليه العمل مع (أملاح.ف) الذي سبق وأن التقى به في المغرب رفقة صديقه الكولومبي اليكس، والذي تربطه علاقات قوية بمجموعة من كبار تجار المخدرات الكولومبية بكارتيلات كولومبيا، حيث أخبرهما أنه متخصص في مخدر الشيرا بينما أصبح يريد تغيير نشاطه إلى مخدر الكوكايين من أجل إعادة ترويجه بإسبانيا، حيث تم الاتفاق بينهم على أن تتم العمليات انطلاقا من امريكا اللاتينية، حيث سيتكلف هو وصديقه بتوفير كميات من الكوكايين من تجار امريكا نحو اوروبا الجنوبية والسهر على ايصالها إلى شواطئ المملكة، في حين سيتكلف فري باستقبالها وبتهريبها
توزيع الأدوار بين الكولومبيين والاسبان والمغاربة لإنجاح تهريب شحنة الكوكايين
وفي حين سيتكلف (أملاح.ف) باستقبالها وبتهريبها نحو أوروبا ،اتصل مرافقه بأحد كبار مهربي الكوكايين ويدعى خوليو الذي تعهد بتوفير كمية من الكوكايين تتراوح ما بين 700 و800 كيلوغرام من المخدر المذكور، والتي سيتم نقلها عبر طائرة وانهم ظلوا ينتظرون أكثر من ستة أشهر لإتمام العملية لكن دون جدوى. وخلال شهر نوفمبر 2017 غادر مرافقه المغرب في حين ظل هو برفقة (أملاح ف) من أجل مشاركته في عملية تهريب المخدرات. وخلال نهاية دجنبر، أحضر عبد الرحيم مارتينيز واندرياس اللذين سيشاركان في عملية تهريب مخدر الكوكايين، وأن اندرياس هو من سيتولى قيادة الطائرة المحملة بالكوكايين إلى الجنوب المغربي، وظل بمدينة طنجة إلى حين ألقي عليه القبض بإحدى شققها، حيث كان ينتظر نجاح العملية٠
وأفاد (بارونا) أنه دخل إلى المغرب بطريقة غير شرعية بإيعاز من سالزار زعيم إحدى شبكات تهريب المخدرات القوية، الذي كلفه بالتوجه إلى اسبانيا في انتظار وصول شحنة كوكايين من كولومبيا إلى اسبانيا، عبر المغرب الذي يتم استعماله كقاعدة خلفية للتهريب. وبعد أن التقى أشخاص متعددين ومن جنسيات مختلفة بعرض السواحل المغربية وعلى رأسهم كارلوس وخافيير، تمكنت من التزود بالبنزين فيما كان أحد المغاربة يجري اتصالات مع صاحب الشحنة لينطلقا بعد ذلك في اتجاه سواحل الداخلة في انتظار تسلم الشحنة، إلا أنه أخبر فيما بعد أن الزورق الذي كان ينتظر تسلم الشحنة، أصيب بعطب، فتوجه إلى مدينة طنجة برفقة كل من أرياس ومارتنيز
تهييئ مطار الإقلاع وهبوط الطائرات بالداخلة
وأفاد مارتينيز أنه التقى واندرياس الذي كان قد تلقى تدريبا في الطيران خاصة مراقبة الطائرات التقنية وتزويدها بالبنزين، وأخبره أنه سيقوم بنقل كمية كبيرة من الكوكايين إلى المغرب نهاية 2018 وأنه في حاجة إلى من يساعده ،وشرح له العملية برمتها قبل أن يطلب منه الانتقال إلى المغرب بطريقة غير شرعية من أجل تهييئ المطار الذي ستحط به الطائرة ومراقبة مخزون الكيروزين وحسن سير العملية، تفاديا لأي مشاكل ووعده بستين مليون سنتيم عند نجاح العملية، مؤكدا أنه فعلا دخل إلى المغرب بطريقة غير شرعية، وعند وصوله إلى المغرب وجد في انتظاره عبد الرحيم الذي نقله إلى شقة بطنجة، وجد بها واندرياس. وبعد قضائهما خمسة أيام، تم نقلهم إلى بوجدور والتوقيع بشخصين ينحدرون من الأقاليم الجنوبية وتوجهوا إلى المعاينة، المكان المعد كمدرج لتوقف الطائرة التي تنقل الكوكايين إلى المغرب وأنهما قاما بمعاينة المكان الذي كان على شكل دائري مساحته حوالي 4000 متر التي تم تعبئتها وأصبحت صالحة لهبوط وصعود الطائرات وتم اقتناء معدات لصيانة الطائرات ومحركين كهربائيي الشحن بطاريات الطائرة وتزويدها بمادة الكيروزين ثم رجال إلى مدينة طنجة. وفي اليوم الموالي، سافر مرافقه إلى كولومبيا، فيما بقي هو برفقة المتهمين أرياس وبارونا إلى أن تم إيقافهما بمدينة طنجة.
وأكد أوتيرو أنه التقى صديقه ادريان الذي اقترح عليه مشاركته في عملية تهريب شحنة من مخدر الكوكايين من شواطئ الداخلة، باستعمال زورق مطاطي ويتكلف بنقلها إلى جزر الكناري برفقة شخصين من مدينة استبونا في اتجاه جزر الكناري قبل التوجه إلى سواحل الداخلة مقابل حصوله على مبلغ مالي مهم بعد نجاح العملية، فوافق على طلبه. وبعد التنسيق لهذه العملية، توجه إلى سواحل استبونا ،حيث وجد في انتظاره كارلوس الذي شاركه في عدة عمليات تهريب المخدرات وبمعيته شخصان آخران، وانطلق على متن زورق شبح في اتجاه المغرب من أجل دخوله بطريقة غير شرعية. وقد كان كارلوس يجري اتصالات هاتفية مع آخرين يوجدون على البر، إلا أن توقف محرك زورق يريد التوجه نحو مدينة طنجة برا، ومنها عاد إلى مدينة صغيرة قرب أكادير، حيث تم تزويدهم بمركب مطاطي. وأبحر رفقة كارلوس وبرات وبارونا إلى جزر الكناري، حيث تم تزويد المركب المطاطي بالبنزين، وانطلقوا إلى سواحل الداخلة، حيث مكثوا لمدة يومين إلى حين قرب نفاد البنزين، حيث لم يتوصلوا بكمية المخدرات، كما تعرض المركب لعطب، حيث تعذر إتمام العملية، وعادوا إلى طنجة على متن سيارة ليتم إيقافهم في شقة.
الكوكايين يصل بحرا وليس جوا
وأضاف برات، أنه اتصل بصديقه سفيان الذي يصدر المخدرات من المغرب إلى اسبانيا، وطلب منه أن يشاركه بحكم تجربته في مجال تهريب المخدرات وحنكته في قيادة الزوارق الشبح، حيث قدم إلى المغرب والتقى العديد من الأشخاص الذين يعملون في شبكة فكري، كما التقى هذا الأخير، وطلب منه مشاركتهم في نقل شحنة من الكوكايين ،سيتم نقلها من كولومبيا إلى اسبانيا عبر المغرب مقابل 80 مليون ، وقد تم تسليمه شقة وهاتفا نقالا و1000 اورو مصروف للجيب إلا أن مشاكل معارضتهم حال دون إتمام العملية، فتم إلقاء القبض عليه بمدينة طنجة.
وأفاد (أحمد) قائد المركب الذي أقل مخدر الكوكايين من الداخلة إلى سواحل الجديدة، أنه اشتغل لفائدة العديد من الأشخاص، وقام بنقل آلاف الكيلوغرامات من مخدر الشيرا منذ 2012 إلى لحظة اعتقاله . وقد قام بعمليات تسليم المخدرات إلى أكثر من جهة في عرض سواحل الجديدة وأكادير مقابل مبالغ مالية. وعن شحنة الكوكايين، أفاد بشأنها أنه فعلا من تسلمها في عرض المياه الإقليمية لساحل الداخلة من قارب صغير عبارة عن 30 رزمانة، وسلمها في عرض سواحل الجديدة إلى مشغل جعفر وعاد إلى ميناء الجديدة إلى حين اعتقاله.
وتم الاهتداء إلى ضيعة ببوجدور، في سياق البحث مع أحد المشتبه بهم من جنسية كولومبية، الذي أوقف إثر الأبحاث مع المجموعة الأولى التي جرى تقديمها للمحاكمة بابتدائية الجديدة.
وأسفرت عملية التفتيش داخل الضيعة عن حجز معدات وآليات لها علاقة بالمسالك الجوية للتهريب الدولي للكوكايين، وهي عبارة عن ثلاثة أطنان و100 لتر من محروقات الطائرات (كيروزين)، وثلاث مضخات محروقات كبيرة الحجم، ومحركين، وخمسة مولدات كهربائية، وقطع غيار خاصة بالمضخات، وأسلاك كهربائية، و46 برميلا تحتوي على 2700 لتر من البنزين، علاوة على معدات ميكانيكية.
ومكنت الأبحاث والتحريات المنجزة إثر تفكيك الشبكة الإجرامية العابرة للحدود الوطنية والتي تنشط في مجال الاتجار الدولي في مخدر الكوكايين، المكتب المركزي للأبحاث القضائية، من تحديد ضيعة فلاحية بضواحي بوجدور، كان أفراد الشبكة يستخدمونها قاعدة خلفية لتسهيل عمليات تخزين وتهريب مخدر الكوكايين.
وكانت عناصر هذه الشبكة التي تنشط في أمريكا اللاتينية والمغرب وأوروبا قد عملت على تهريب هذه الكمية من مخدر الكوكايين بحرا من إحدى دول أمريكا اللاتينية بواسطة سفينة تجارية، ليتم نقلها بعد ذلك على متن باخرة للصيد الساحلي في اتجاه سواحل مدينة الجديدة كمرحلة أولى قبل أن يتم تفريغها في عرض المياه الإقليمية لأزمور وتحديدا شاطئ «سيدي بونعايم» بواسطة زوارق مطاطية، ونقلها بعد ذلك برا على متن شاحنة لنقل الخضروات
ابتدائية الجديدة، وبعد أن وقفت على جميع حيثيات الملف واستمعت إلى دفوعات الدفاع وملابسات النيابة العامة، أصدرت حكمها القاضي بأمانة أيوب وأحمد من أجل المنسوب إليهما والحكم على كل واحد منهما لثماني سنوات وسعيد ص وسعيد ب من أجل حيازة المخدرات ونقلها والحياة الغير المبررة للمواد المخدرة والمشاركة في استيرادها وتصديرها والحكم على الأول بست سنوات والثاني بخمس سنوات والحكم على العربي وعبد لله بست سنوات لكل واحد منهما ومؤاخدة الدركي (محمد.ح) والمكي والحكم على الأول بأربع سنوات والثاني بسنتين وإتلاف الكمية المحجوزة ومصادرة باقي المحجوزات.
الاستئنافية،أيدت الحكم المستأنف مع تعديله، وذلك برفع العقوبة الجنسية في مواجهة أحمد وجعفر إلى عشرسنوات
وأدانت ابتدائية الجديدة مجموعة من أعضاء شبكة دولية تنشط في مجال الاتجار في مخدر الكوكايين، حيث قضت بالسجن النافذ 7 سنوات في حق 3 كولومبيين وإسبانيين ومغربي لكل واحد منهم، فيما قضت بالسجن 4 سنوات نافذة في حق مغربي آخر، مع أداء غرامة مالية لفائدة مصالح الجمارك تقدر بـ 3 ملايير و280 مليون سنتيم. وهو الحكم الذي رفعته استئنافية الجديدة إلى عشر سنوات في حق الأجانب الخمسة ومغربيين.
وبرأت المحكمة الابتدائية رجل سلطة من درجة خليفة قائد، كانت عناصر بسيج قد ضبطت بحوزته معدات لوجيستيكية ضمنها هواتف “ثريا” وبراميل “كيروزين” للطائرات بمستودع ببوجدور، و7 خراطيش حية لبندقية صيد وسلاح ذي طبيعة عسكرية .لكن توبع من اجل المشاركة في الإعداد اللوجيستيكي لهبوط طائرة كولومبية متخصصة في التهريب بناء على شهادة كولومبيين، أفادوا أنه ليس الشخص الذي وضعوا معه ترتيبات هبوط طائرة، كما لم تتم إدانة شخص آخر وحكم بالبراءة إلا أن الجلسة الاستئنافية أدانتهم بخمس سنوات حبسا نافذا.