لِتطوير التعليم والارتقاء بمخرجاته في المغرب، أطلقت وزارة التربية الوطنية والرياضة والتعليم الأولي برنامج المدرسة الرائدة كإحدى الركائز الأساسية في “خارطة الطريق 2022-2026. في إطار تجاوز التحديات التي ظلت تعاني منها المدرسة العمومية لعقود، وإحداث نقلة نوعية في التعليم العمومي من خلال توفير بيئة تعليمية محفزة و مُجهزة بأحدث التقنيات و اعتماد مناهج تربوية حديثة تُركز على تطوير مهارات المتمدرسين و إكسابهم القدرات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل.
ولمواكبة الانجازات المحققة في مشروع المدرسة الرائدة، انتقلت الجريدة إلى إقليم بنسليمان الذي يقع في الجزء الشمالي من جهة الدار البيضاء سطات ، والذي تبلغ مساحته 400 2 كيلومتر مربع ويضم 15 جماعة، منها اثنتان حضريتان فقط، وبه مساحات خضراء شاسعة، ويعرف تطورا مستمرا في جل المجالات والقطاعات، و من بينها قطاع التعليم الذي يعرف تقدما ملموسا بفضل، ما يعتبره عدد من المتتبعين، تسييرا محكما وتدبيرا تشاركيا تنهجهما المديرية الإقليمية مع مختلف شركاء المنظومة التربوية.
كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحا حين قمت رفقة الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم ببنسليمان، الأستاذ بوشعيب حرفوي، بزيارة للمديرية الإقليمية ببنسليمان، حيث استقبلتنا السيدة المديرة الإقليمية الأستاذة أسماء حيدي بمكتبها رفقة كل من الأستاذ مصطفى النحال رئيس مصلحة الامتحانات والأستاذ عبد العزيز رئيس مصلحة التخطيط . كان اللقاء مناسبة للحديث عن مشروع المدرسة الرائدة و أهدافه، ومدى تقدم انجاز هذا المشروع على أرض الواقع بهذا الإقليم، حيث يعتبر جزءا لا يتجزأ من الجهود الوطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة كونه يساهم في بناء أجيال متعلمة ومؤهلة قادرة على المساهمة في بناء مستقبل أفضل للبلاد.
وأفادت الأستاذة أسماء حيدي المديرة الإقليمية بمديرية بنسليمان بأن المدرسة الرائدة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في التعليم العمومي، تركز على تطبيق مناهج تربوية وبيداغوجية حديثة، وُركز على تطوير مهارات الطلاب وإعدادهم لمواجهة تحديات العصر، مستفيدة من أحدث التقنيات والوسائل التعليمية. وبالنسبة للمدارس الرائدة للسلك الابتدائي فعدد مؤسسات الريادة بمديرية بنسليمان انتقل من 5 مؤسسات في الموسم الدراسي 2023 – 2024 إلى ما مجموعه 31 مؤسسة في الموسم 2024 /2025 وذلك بإضافة 26 مؤسسة جديدة ، ويستفيد من هذا المشروع ما يقارب 14000 تلميذ وتلميذة بالمجال الحضري والقروي، وتتم مواكبة هذه المؤسسات من طرف ستة مفتشين. وصرحت المديرة الإقليمية بأنه تم تكوين ما يناهز 440 أستاذ وأستاذة في مقاربة التدريس طارل و 500 أستاذ وأستاذة في مقاربة التدريس الصريح.
وأوضحت أسماء حيدي، أن المدرسة الرائدة تركز على إشراك المتمدرسين في عملية التعلم وتحفيزهم على التفكير النقدي والإبداعي وحل المشكلات بدلا من الاكتفاء بتلقين المعلومات بشكل سلبي، مع توفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة وكذا التركيز على استخدام التكنولوجيا الحديثة كأداة فعّالة لدعم التعليم وتوفير موارد رقمية متنوعة للأساتذة والمتمدرسين، مما يساهم في إثراء التجربة التعليمية وجعلها أكثر جاذبية. و في هذا الصدد تقول المديرة الإقليمية، أنه تم تأهيل وتجهيز ما يناهز 310 حجرة دراسية (datashow )، وتسليم حواسيب فردية لجميع الأساتذة ومفاتيح»usb» و كذا» les pointeurs» و تجهيزها أيضا ب 620 سبورة جانبية بالإضافة إلى تجهيز جميع القاعات بالمكتبات الصفية .
وبحسب حيدي، فإن مشروع “المدرسة الرائدة” يعد أحد البرامج الرئيسية ضمن “خارطة الطريق 2022-2026” التي تهدف إلى معالجة التحديات والنهوض بالتعليم العمومي بالاستناد إلى مجموعة من المبادئ و المقاربات التربوية الحديثة، مثل التدريس وفق المستوى المناسب والتدريس الناجع واستخدام التكنولوجيا في التدريس، وعليه وتحقيقا لأهداف المشروع، فإنه على مستوى السلك الإعدادي يستفيد من مشروع الريادة كل من اعدادية الزيايدة، اعدادية بوزنيقة 1 واعدادية 18 نونبر ما مجموعه 1590 تلميذا (ثلثي التلاميذ يستفيدون من الأنشطة الموازية و ثلث التلاميذ يستفيدون من الأنشطة الرياضية )، ويؤطرهم ما مجموعه 67 إطارا تربويا، ومجموع الأطر الإدارية 12 إطارا جميعهم تسلموا الحواسيب المتنقلة، وعشرة مفتشين مواكبين للبرنامج. أكدت المديرة الإقليمية أن نجاح المشروع يقوم على تعبئة شاملة للفاعلين والمتدخلين التربويين ولجمعيات آباء وأمهات التلاميذ.
و أشارت المديرة الاقليمية إلى أن المشروع يسعى إلى تحسين مستوى التحصيل الدراسي للطلاب في المواد الأساسية، مثل اللغة العربية والرياضيات واللغات الأجنبية، وذلك من خلال تطبيق مناهج تربوية حديثة تُركز على الفهم و التطبيق والتحليل بدلا من الحفظ والتلقين، ولأجله تضيف المتحدثة، فقد تم تزويد جميع مؤسسات الريادة بالإقليم بالعدة الرقمية، بحيث أن جميع حجرات الاعداديات الرائدة (41 حجرة) مجهزة بمسلاط وسبورات مغناطيسة ومفتاح الوايفاي، ومزودة بكتيبات طارل والأنشطة الموازية المسلمة خلال الأسدس الأول و9490 كتيب … و ذلك لأجل تحقيق الأهداف المسطرة، ومن بينها تطوير مهارات الأساتذة وتمكينهم من استخدام أحدث استراتيجيات التدريس والتقنيات التعليمية من خلال برامج تدريبية متخصصة ومستمرة، وإنجاح المشروع تطبيقا للتوجيهات الرسمية . و ختمت المديرة الإقليمية، تصريحها بتوجيه الشكر لمختلف المتدخلين وللمصالح الخارجية من داخل القطاع ومن خارجه، على الجهود المبذولة والدعم المتوفر في إطار تشاركي لإنجاح البرنامج «المدرسة الرائدة» وباقي الشركاء من نقابات تعليمية ومفتشين وأطر إدارية وتربوية وجمعيات، على ما بذلوه ويبذلونه إلى جانب المديرية الإقليمية من مجهودات خدمة للمدرسة العمومية ولصالح أبناء وبنات وطننا العزيز .
على سبيل الختم :
مرت الساعات و كأنها دقائق صباح ذاك اليوم «الخميس» بحيث كان اللقاء بالسيدة المديرة الإقليمية رفقة السادة رؤساء المصالح، مناسبة للوقوف على ما تبذله المديرية الإقليمية بنسليمان بجميع أطرها من جهد لأجل الارتقاء بالمنظومة التعليمية وجودتها، والتفاعل الايجابي مع ما تتطلبه المرحلة خدمة للصالح العام، كما كان مناسبة للإشادة بما تقدمه النقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش ) في شخص الكاتب الإقليمي الأستاذ بوشعيب حرفوي من دعم ومساندة لأجل تحقيق أهداف مشروع «المؤسسة الرائدة « والسعي إلى خدمة الشغيلة التعليمية و الوقوف إلى جانبها في جميع المحطات.