الاعتداءات الجسدية والنفسية تلاحق مهنيي وزارة الصحة داخل المستشفيات العمومية

 

تواصلت حالات الاعتداءات على أطر وزارة الصحة، من أطباء ممرضين وتقنيين، خلال الأيام الأخيرة، وتنامت حدّتها ضدا عن بلاغات وزارة الصحة وتصريحات أناس الدكالي، التي شددت على مؤازرة المهنيين ورفض كل أشكال الاعتداء عليهم مع التأكيد على متابعة المعتدين. ففي وجدة تعرّض طبيب مقيم بمصلحة جراحة الأطفال بالمستشفى الجامعي محمد السادس يوم الأربعاء 9 ماي 2018، لاعتداء من طرف مهني آخر للصحة، خلافا لما هو متداول وبات متعايشا معه، ويتعلّق الأمر بتقني للأشعة، وفقا لبلاغ نقابي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، في غياب رواية المشتكى به.
وبسيدي قاسم، وعلى مستوى المركز الصحي مع وحدة مستعجلات القرب بمشرع بلقصيري، تعرضت طبيبة لاعتداءين من شخصين مختلفين خلال نفس اليوم 9 ماي، بعد أن تعرّضت من طرف الأول لوابل من السب والشتم ومحاولة الاعتداء الجسدي عليها، الذي كان من الممكن أن يطالها لو لم تحتم بأحد المكاتب وربطها الاتصال برجال الأمن، قبل أن تفاجأ بعد ذلك باعتداء من طرف شخص آخر في وقت لاحق قام بتهشيم زجاج بعض نوافذ المركز الصحي وهدّدها بالتصفية الجسدية، وفقا لما أكده بلاغ نقابي في الموضوع.
وبمستشفى مولاي يوسف بالدارالبيضاء، تعرّضت نهاية الأسبوع الفارط، تقنية للأشعة لاعتداء وإصابات على مستوى الوجه، تسبّب لها فيها بعض المرتفقين لهذه المؤسسة الصحية، إلى جانب تعريض تقني آخر بنفس المستشفى لكسور على مستوى اليد، وهو ما دفع الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية، إلى التنديد بتكرار هذه الحوادث العنيفة التي تطال الأطر التمريضية بالمستشفيات والمراكز الصحية ودور الولادة بالمدن والبوادي والمناطق النائية، ونبّهت إلى الظروف الصعبة التي يشتغلون فيها، وتجعلهم يتحملون فيها ما تم وصفه بـ «فشل المنظومة الصحية في توفير الخدمات والرعاية الصحية للمواطنين».
وانتقد حبيب كروم، رئيس الجمعية في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، تكرار وتنامي ظاهرة العنف التي يتعرض لها مهنيو الصحة، مشيرا إلى أن ما يطال الممرضين وتقنيي الصحة هو نتاج لعدم إدراك المعتدين/المواطنين، لأدوار ومهام هذه الفئة من مهنيي الصحة، وتحميلهم مسؤوليات هي أكبر منهم وتبعات اختلالات لا يد لهم فيها، تتجاوز صلاحياتهم وطاقاتهم البشرية. ودعا كروم وزارة الصحة إلى اتخاذ إجراءات واضحة وصارمة لحماية الأطر الصحية أثناء مزاولة مهامهم، وإلى الرفع من أعداد الموارد البشرية بالنظر إلى أن الخصاص يكون دافعا رئيسيا لارتكاب الكثير من الاعتداءات.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 24/05/2018