الباحث كمال الكوطي يعزز الخزانة العربية بترجمة كتاب «الموضوع الرباعي» للفيلسوف غرهام هارمن

 

يُنتظر أن تتعزز الخزانة المغربية، العربية عموما، خلال الأيام القليلة المقبلة، بترجمة الباحث الأستاذ كمال الكوطي، لكتاب «الموضوع الرباعي – ميتافيزيقا الأشياء بعد هيدجر» لمؤلفه الفيلسوف الأمريكي «غرهام هرمان»، والذي يوجد حاليا في المرحلة الأخيرة من عملية الطبع، بمطبعة بلال بفاس، وهو العمل الثالث للمترجم، والباحث في فلسفة العلوم، الأستاذ كمال الكوطي، بعد ترجمته لكتابي «رحلة قصيرة في عالم الكوانتا» لإتيان كلاين و»من الكينونة إلى الصيرورة» لإليا برجوجين، والجميل المتميز في العمل الجديد هو أن الفيلسوف «غرهام هرمان» هو من كتب مقدمة الترجمة العربية.
وأعرب الفيلسوف «غرهام هارمن»، في مقدمة الترجمة العربية، عن سروره بأن رأى أحد كتبه مترجمة إلى اللغة العربية، وهو الذي بدأ حياته المهنية بستة عشر عاما كأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، مبرزا أن الكتاب كتبه بالكامل في شقته بحي الزمالك بالعاصمة المصرية، خلال صيف 2009، حيث تم نشره في الأصل للمتلقي الفرنسي، على الرغم من ظهوره بالإنجليزية، دون أن يفوته القول بأن هذا الكتاب قد يكون أشهر كتبه وأقصرها، وأكثرها وضوحا، وبما أنه أول كتبه التي توضع بيد القارئ العربي، فقد حرص على تعزيز مقدمته بملخص موجز لمبادئ الأنطولوجيا الممركزة حول الموضوع، وهو الاسم العام المعبر عن الموقف الفلسفي لغرهام هارمن.
وجاء اختيار غرهام هارمن لـ «الموضوع الرباعي» بالنظر لما تمثله فلسفة «مارتن هيدجر» الأكثر تأثيرا في القرن العشرين، كنقطة انطلاق الأنطولوجيا -الممركزة-حول-الموضوع، علما «أن «هيدجر» نشأ في التقليد الظاهراتي، الذي يرى أن الفلسفة يلزمها الاهتمام بالواقع كما يظهر، وليس النظر إليه من خلال نظريات تخص ما يتخفى وراء هذا الظهور، بيد أن «هيدجر» قام بقلب هذا المبدأ، وذلك رغم إعجابه بالظواهر، ويشير إلى أنه في الغالب الأعم، لا نتعامل مع الأشياء كمظاهر حاضرة حضورا واضحا في الوعي، فبدل ذلك نعتمد عليها، أي على الأشياء، ونسلم بها»، إلى أن يحدث خلل أو عطب بشكل يثير انتباهنا الواعي إليها.
وبعد تفكيكه لفلسفة «مارتن هيدجر»، رأى غرهام هارمن، في مقدمة كتابه، كيف «أن منهج الأنطولوجيا الممركزة حول الموضوع قد اتسع ليشمل تخصصات عديدة، حيث تعد الهندسة المعمارية حاليا أبرزها، لذا ليس من الغريب تعيينه في معهد جنوب كاليفورنيا للهندسة المعمارية، وذلك عقب مغادرته الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 2016، بعد سنوات عديدة من التأثير الذي مارسه «دلوز» على الهندسة المعمارية، والتحامل الناتج لصالح أشكال الاستمرار السلسة والتدرجات المحكمة، عندما سعى العديد من المهندسين المعماريين إلى طريقة جديدة لتوظيف القطائع والبنيات الخفية»، وهو ما جعل من الأنطولوجيا الممركزة حول الموضوع أداة هامة لتحقيق مسعاهم ذاك.
وفي ذات المقدمة، أبرز الفيلسوف غرهام هارمن أن «الموضوع الرباعي كان له الكثير من التأثير الواضح في مجال الفنون، والنظرية الأدبية بل وحتى في مجال دراسات التسويق والإدارة، وبما أن كل مجال من مجالات البحث معني بالعلاقة ما بين الموضوعات الفردية، وبصفاتها والشبكات الموسعة التي تتفاعل من خلالها، فإنه من المحتمل أن تكون الأنطولوجيا الممركزة حول الموضوع محل اهتمام الباحثين بخصوص تقريبا كل المواضيع في العالم، مع نشر النسخة العربية من «الموضوع الرباعي»»، مختتما غرهام هارمن مقدمته بدعوة القراء في العالم العربي إلى الانضمام لهذا المشروع الجماعي الجديد.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 22/11/2021