عبد الرفيع جواهري موسوعة مغربية ، مبدع وشاعر منذ شبابه كاتب عمود اقتحم من خلاله ما لم يجرؤ احد غيره على الاقتراب منه . تعرض لتنمر وزارة الداخلية زمن بوقرفادة وصار له موعدا اسبوعيا مع قراء جريدة الاتحاد الاشتراكي وبعدها الاحداث المغربية حيث الكلام غير المباح بلغة راقية تنهل من لغة الشعب وشكل أحد أعمدة الكتابة الساخرة في الصحافة المغربية.
وولد الشاعر عبد الرفيع الجواهري عام 1944 في مدينة فاس، ونشأ في أجواء الاحتقان والتوتر بين الحركة الوطنية وسلطات الحماية الفرنسية، بل إن ميلاده صادف وجود والده المناضل خلف قضبان السجن، مما طبع حياته بنزعة وطنية قوية.
تابع دراسته في القانون حيث حصل على الإجازة عام 1967، وواصل دراساته العليا في مراكش بحصوله على شهادة الدروس المعمقة . عرف بانشغاله بأكثر من مجال حيث سبق له أن ترأس اتحاد كتاب المغرب خلال التسعينيات من القرن الماضي وهو نائب برلماني سابق عن مدينة مراكش وأحد مؤسسي المنظمة المغربية لحقوق الانسان .
موهبة عبد الرفيع أفرزت شاعرا في عمر مبكر، بل وقصائد ستطبع ذاكرة المغاربة طويلا على نحو قل نظيره… قصيدة “القمر الأحمر” التي نشرها عام 1963، وهو في الـ19 من عمره.
هذه القصيدة التي أعجب بها الملحن عبد السلام عامر، فحفظها، وقال عنها الشاعر نفسه “ذات مرة في منزلي، فاجأ عامر الجميع برغبته في الاشتغال على قصيدة “القمر الأحمر”، فإذا بالشاعر محمد الخمار الكنوني يؤكد له أن القصيدة عميقة وصعبة، لكن عامر بإصراره سيركب التحدي وسيتفوق على نفسه”، وهج الشاعر والشعر والوفي للقيم والمبادئ يجعلنا نطرح السؤال فعلا مادا يفعل شاعر في البرلمان بل مادا يفعل الجواهري في البرلمان وهو الشاعر الذي اعلن ان الكتاب مازال مفتوحا ولم يطوى في قصيدة عن عريس الشهداء …
السلام عليك، فلستَ من الغائبينْ.
السلام، لأنك يا سيدي أولُ الحاضرينْ.
رغم عصف السنينْ
لايزال الخلودْ
آيةً فوق ذاكَ الجبينْ
السلام على قامةٍ ما انحنتْ
عندما ركعتْ جوقةُ الراكعينْ
السلامُ على صرخة علّمتْ قولَ: »لا«
أمَّة الرافضين
السلام على جمرةٍ
مانزال على نارها قابضينْ.
البرلماني صاحب القمر الاحمر
الكاتب : م. الطالبي
بتاريخ : 23/11/2023