البروفيسور بوكيند: الحروق تمثل نسبة 2 % من الحالات التي ترد على المستعجلات و 10 % منها تتطلب الاستشفاء

أكّد ارتفاع حدّة الإصابة بها خلال شهر رمضان والسوائل الحارقة وقنينات الغاز الصغيرة أهمّ مسبّب لها

 

أكد البروفيسور الحسن بوكيند لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن 2 في المئة من مجموع الحالات التي ترد على مصالح المستعجلات تتعلق بحوادث حروق تختلف نوعيتها ودرجة خطورتها، مشيرا إلى أن 10 في المئة منها تتطلب الاحتفاظ بالمصابين بالمؤسسات الصحية من أجل الاستشفاء. وأكد الاختصاصي في جراحة التجميل أن حالات الإصابة بالحروق تتوزع ما بين التي تقع في المنازل والأخرى التي تحدث في الفضاءات المهنية والتي يندرج بعضها ضمن خانة حوادث الشغل، التي تكون بسبب مواد كيماوية أو بفعل التردد العالي للكهرباء وغيرهما من المسببات المختلفة.
وشدّد البروفيسور بوكيند وهو مختص في علاج الحروق على أن هذا النوع من الحوادث المنزلية يجري تسجيله بشكل كبير في رمضان بفعل النشاط المكثف الذي تعرفه المطابخ، وكذا في مناسبة عاشوراء وخلال العطلة الصيفية، مؤكدا أن الحروق المنزلية تنجم أساسا عن السوائل المغلية كالماء والشاي والحليب وغيرها، إضافة إلى تلك التي تكون بسبب النيران ولا سيما جراء استعمال قنينات غاز البوطان من الحجم الصغير. وأوضح المختص في تصريحه للجريدة أن أغلب من يتعرضون لحوادث الحريق المنزلية هم أقلّ من 20 سنة، مبرزا أن السوائل الحارقة تكون سببا رئيسيا في إصابة الرضع والأطفال بالحروق الذين تتراوح أعمارهم ما بين صفر وسبع سنوات، بينما تكون ألسنة اللهب والنيران وفي حالات معيّنة السوائل سببا في إصابة الكبار بالحروق، التي قد تكون خفيفة وعابرة وقد تشكّل خطرا وتمثل تهديدا لحياة المصاب.
وأبرز بوكيند في تصريحه للجريدة أنه يجب التمييز بين حالات الحروق الفردية والجماعية، إذ أن التكفل بالأولى يكون سريعا وناجعا ولا تعترضه إكراهات كثيرة، في حين أن الثانية تتطلب ترتيبات خاصة لأن عدد الضحايا فيها يكون مرتفعا، وهو ما يتطلّب إعداد فضاء مناسب لاستقبال المصابين واستيعاب أعدادهم، والقيام بعملية تدقيق وانتقاء للمرضى وفقا لوضعياتهم، حيث يتم علاج الحالات البسيطة التي يمكن لأصحابها العودة إلى منازلهم، في حين يتم وضع الصعبة في مكان خاص من أجل تحديد من تتطلب وضعيته أسبقية التدخل والتكفل، خاصة الذين يمكن إنقاذ حياتهم. ونبّه المختص إلى أن صغار وكبار السن تكون الحروق عندهم خطيرة، مشيرا إلى أن درجة الخطورة تكون باحتساب مساحة الجسم التي تعرضت للحرق وفقا لقاعدة معيّنة إضافة إلى نوعية الأعضاء وكذا درجة الحريق، إذ في الأولى يكون المكان محمّرا، وفي الثانية تظهر على المكان بتور مملوءة بالماء، وفي المستوى الثالث الأشد خطورة تنتقل المساحة المحترقة من الإصفرار إلى السواد.
وشدد الخبير في علاج الحروق والتجميل على أنه يجب التكفل بالمصاب بشكل سريع تفاديا لتعرضه لمشاكل على مستوى أعضاء أخرى بسبب الحادث كالكلي أو احتراق الرئة بالنسبة للحوادث التي تكون في الفضاءات المغلقة كالملاهي وغيرها، ويستنشق خلالها المصابون غاز ثاني أوكسيد الكاربون، كما هو الحال بالنسبة لبعض الحوادث التي تسجل في الحمّامات المنزلية التي تتم تدفئتها تقليديا باستعمال المجمر والفحم، والتي قد يسقط عليها الشخص بعد فقدانه للوعي فيكون الحادث أكثر خطورة على مستوى الإصابة والمضاعفات. ونبّه البروفيسور بوكيند إلى أن الأشخاص المصابين بمرض الصرع يجب إبعادهم ما أمكن عن المطبخ في المنازل لأنه في حال تعرضهم لنوبة من النوبات يمكن أن يسقطوا أرضا وأن يتعرضوا لحوادث خطيرة في غفلة من الجميع. ونبّه المتحدث إلى أنه يجب فور الإصابة بحريق أيا كانت دوافعه غسل المكان المصاب بالماء البارد ولفّ العضو في ثوب نقي إلى حين عرض الشخص لنفسه على الطبيب، وتفادي مجموعة من التدخلات الأخرى التي يتم اللجوء إليها تلقائيا حين يتم تسجيل حادث حريق والتي قد تؤثر سلبا وتتسبب في مضاعفات أوخم.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 04/04/2023