البلاغي محمد العمري يكتب عن: «سؤال السميائيات المناضلة في أعمال سعيد بنكراد» لإدريس جبري

“سؤال السميائيات المناضلة”، تأليف إدريس جبري كتابٌ جديد، رهانٌ جديد.
لَـبِـنَـةٌ جديدة، ومسارٌ جديد في توسيع خريطة البلاغة العامة.
مسار اقتحمه الصديق الأستاذ إدريس جبري من البداية: حين اختار العلاقة بين البلاغة العامة والفلسفة في بحثه للدكتوراه، ثم في قراءاته لأعمال لاحقة التبست فيها البلاغة بالفلسفة صراحة، دون وفاء أصحابها بشرط تلك الملابسة. الكتاب قراءة نقدية مؤسسة.
في هذا الإطار العام يدخل هذا الكتاب الجديد الذي يجمع بين البحث في بنية الخطاب في اتصال بوظيفته الحضارية. هذا البعد النضالي ليس معطى متيسرا لكل باحث؛ إنما ينجزه “العلماء العاملون”، كما سماهم القدماء.
وهذه مناسبة لأحيي أيضا صديقنا معا، الأستاذ سعيد بنكراد. هذا العالم المعتكف بخشوع في محراب المعرفة المؤسَّسة إبستمولوجيا، المفعَّلة عقليا وحضاريا، لا يشغله عنها شاغل. يمكن القول بأنه “مجذوب” السميائيات.
كما أحيي مجموعة البلاغة الجديدة وتحليل الخطاب على تماسكها الخارق للعادة، وجديتها على طول المدى، وفتحها آفاقا معرفية وحجاحية وأدبية وتاريخية، لا غَناء عنها في سبيل تشييد بلاغة عامة قادرة على حماية تخومها، والدفاع إبستيمولوحيا عن هويتها.
لا تهنوا، ولا تلتفتوا إلى الوراء إلا لقياس المسافة الشاسعة التي قطعتموها في سبيل تشييد مدرسة، وتكسير قاعدة سيئة في المجال العربي.

 


بتاريخ : 06/05/2025