يوم السبت 23 يوليوز 2022، ستعيش البيضاء حدثا ثقافيا وفنيا بامتياز، حفل افتتاح عرس المسرح الجامعي للدار البيضاء، مع الدورة 34 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، بشعار: “إعادة خلق المسرح” بالمركب الثقافي مولاي رشيد الدار البيضاء، هذا الحدث الذي ستتواصل فعالياته إلى يوم الخميس 28 يوليوز 2022، وفق معتاده المهرجاني، عروض مسرحية بمسارح الدار البيضاء، ومناقشتها في منتصف الليل بين المهرجانيين، ومحترفات تكوينية للطلبة وعموم المهتمين، وندوة علمية وتوقيع كتب ثم تكريمات.
أصبح العد التاريخي والتوثيقي حاليا لكثيرمن المجالات، يوظف تراتبية زمنية جديدة هي كالتالي: فترة قبل كورونا وفترة زمن كوروناوفترة مرحلة الانفراج وننتظر مرحلة وفترة مابعد كورونا، في هذه التراتبية بدأ التأريخ الجديد للأحداث والوقائع والمناسبات والديناميات وضمنها المسرح الجامعي أو بالأحرى المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، حيث أصبح التأريخ الجديد يصف المرحلة الأولى، التأسيس والانطلاق والإشعاع والانفتاح على شبيبة العالم من سنة 1988 بدءا من الدورة الأولى إلى الدورة 30 لسنة 2018، والمرحلة الثانية مع الدورة 31 و32 حيث كانتا عن بعد.هاتان الدورتان عشناهما ببث إلكتروني واستمر المهرجان رغم الحاجز النفسي والجغرافي الذي خلفته كورونا وسياج التباعد الجسدي الذي فرضته،حيث كان التأقلم المسرحي وكان اللجوء إلى تقنيات البث عن بعد في شتى المجالات وضمنها فعاليات المسرح الجامعي، وتأتي مرحلةثالثة مع الدورة 33 التي كانت عن بعد وعن قرب، وها نحن الآن مع الدورة 34 لسنة 2022، حيث نلج مرحلة أخرى بدورة حضورية بنسبة 95%، وفي نفس الوقت يتم المحافظة على البث عن بعد كمكسب ربحناه وخلق لنا الإشعاع الدولي..
هي دينامية وفعل وتفاعل مارسته الدار البيضاء منذ سنة 1988، إلى الآن دون ملل ولا كلل حيث واصلت رسالة المسرح الجامعي الذي اقترحته كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، من خلال المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء الذي يصل الآن إلى الدورة 34، وعبر هذا العمر عشنا تجربة المسرح والتحولات وأهم تحول ما وصلته الرهانات الحالية.
عن هذه الدينامية وفي زمن كورونا سنة 2021 صرح فابيو أومودي، مدير أكاديمية روما المسرحية و مدير”مهرجان روما تياترو” في مداخلته في ندوة المهرجانات الدولي للمسرح الجامعي، التي بتث عن بعد،”مسرح الجامعة يمر بواحدة من أكبر الأزمات على المستوى الوطني وفي نفس الوقت على المستوى الدولي إذ سئم الناس من مشاهدة عرض من خلال الهاتف الخلوي أو الكمبيوتر». وصرح أنه لا يؤمن بهذا الشكل من المستقبل المسرحي على الإطلاق؛ …إذ نريد أن نجد أنفسنا في المسرح وليس من خلال الهاتف الخلوي أو الكمبيوتر، وهنا أشار فابيو:»أتذكر بسرور أنه يجب علينا نحن الأوروبيين ألا ننسى أبدًا أن المغرب علمنا ما يعنيه أن يكون هناك مهرجان للمسرح الجامعي في كل مدينة. أعتقد أن المغرب كان لديه حتى ما قبل الوباء رقما قياسيا عالميا في المهرجانات المسرحية الجامعية التي كان من دواعي سروري المشاركة فيها لمدة 12 عاما، آمل أن يكون المغرب مرة أخرى الرائد في هذا التطور المسرحي المذهل.
هي شهادات تأتينا من كل القارات عن دينامية نلتقي حولها ونؤسس للبعد الإنساني ويكون المسرح عاصمتنا الدولية وملتقى حوارنا وأفكارنا وأملنا وطموحنا، فأسسنا بذلك لديبلوماسية ثقافية موازية، في حدث نجتمع حوله نعتبره مؤتمرا فوق العادة، تتكسر فيه الحدود الجغرافية والانتماءات والجنسيات والديانات.