لم يعد التحكيم المغربي مجرد مشكل عابر، بل تحوّل إلى كارثة حقيقية تُفشل كل محاولات تطوير كرة القدم الوطنية. بالأخطاء المتكررة، والقرارات المثيرة للسخرية، وسوء توظيف تقنية الـVAR جعلت البطولة الاحترافية تفقد هيبتها وتتحول في نظر الكثيرين إلى مشرحة لمشكل الحكم والحكام تُدار خارج المستطيل الأخضر.
خاصة وان ما يقع اليوم لا يمكن تبريره بـ”الخطأ البشري”. حين تتكرر نفس الأخطاء بنفس السيناريو وتصب في مصلحة فرق بعينها، يصبح الحديث عن “الصدفة” مجرد استهزاء بعقول الجماهير. إن التحكيم الرديء يسرق مجهود اللاعبين، ويُحبط المدربين، ويقتل شغف الملايين من المشجعين.
بل الأدهى من ذلك هو غياب الشفافية والمحاسبة. فنادراً ما تعترف مديرية التحكيم بالأخطاء الفادحة، ونادراً ما نسمع عن معاقبة الحكام الذين يعبثون بالمباريات. والنتيجة: نفس الوجوه تواصل قيادة المباريات بنفس الرداءة، والجماهير تواصل فقدان الثقة في من يديرون المنافسة.
إلا ان الحل ليس صعباً، لكنه يحتاج إلى إرادة قوية من تكوين حقيقي وعصري للحكام، واستعمال صارم للتقنيات الحديثة، ومحاسبة علنية لكل حكم يسيء لمبدأ العدالة، وحماية الحكام النزهاء من ضغط الأندية والجماهير. بدون ذلك، سيظل التحكيم جرحاً ينزف في جسد الكرة المغربية، ويجعل كل إنجازات الأندية والمنتخبات عرضة للشك والتقليل.
لقد آن الأوان لكي تفهم الجامعة أن التحكيم العادل هو العمود الفقري لأي بطولة محترمة. بدون إصلاح جذري، سنبقى ندور في نفس الحلقة المفرغة، ونواصل قتل متعة كرة القدم المغربية بأيدينا.
التحكيم المغربي.. عائق يقتل متعة الكرة الوطنية

الكاتب : م الناسي
بتاريخ : 25/09/2025