أكد البحث الوطني الأخير لصحة الفم والأسنان الذي أجرته وزارة الصحة في المغرب، أن 27 في المئة من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و44 سنة لم يجروا أبدا فحوصات للأسنان، وأن نسبة انتشار الإصابة بالتسوس هي مرتفعة في بلادنا، بحيث تصيب 92 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و44 سنة، و87 من اليافعين الذين يبلغون سن 15سنة، في حين أن هذه النسبة تصل إلى 81 في المئة في صفوف الأطفال في سن 12 سنة، بالمقابل فإن معدل الاستشارة الطبية هو جد ضئيل إذ لا يقبل عدد كبير من المغاربة على زيارة طبيب الأسنان من أجل الفحص إلا في الحالات القصوى.
معطيات تم الكشف عنها بمناسبة إطلاق حملة وطنية للتوعية من أجل أفضل صحة للفم والأسنان، التي أطلقتها الجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان و»كولجيت»، حيث سيتم تنظيم قوافل إلى 5 مدن مغربية من أجل إجراء فحص مجاني للأسنان لحوالي 6 آلاف شخص بمشاركة أطباء مختصين متطوعين. البروفسور إحسان بنيحيى، رئيسة الجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان أكدت بالمناسبة على أن التشخيص المتأخر للتسوس في مرحلة التجويف، إما عن طريق تأخير استشارة المريض الثانوي أو نقص الوسائل أو إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحة، يزيد من عبء التكفل بعلاج المرضى. ودعت المتحدثة إلى تعزيز جميع الجهود التي تبذلها وزارة الصحة في مجال الوقاية من أمراض الفم والأسنان، خاصة أمراض اللثة والتهابات الأسنان، لأنها مرض مزمن لها عوامل خطيرة كثيرة ومتنوعة ويمثلها من بين أمور أخرى، نقص نظافة الفم والأسنان، والنظام الغذائي، وتناول الأدوية والبيئة التي يتطور فيها المواطن.
الحفاظ على صحة الفم والأسنان وتجنب الأمراض التي لها صلة به تتطلب انتظاما في تنظيف الفم واعتماد سبل الوقاية، وهي ثقافة لا تزال ضعيفة في المغرب، إذ تشير التقديرات إلى أن المعدل السنوي في المغرب لاستهلاك معجون الأسنان لا يتجاوز55 مل للشخص الواحد، مقارنة بـ 186 مل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حين أن معدل استهلاك فرشاة الأسنان للشخص الواحد بحساب السنة يمثل 0.4 فرشاة، بينما يوصي أطباء الأسنان بتغييرها كل ثلاثة أشهر، وهو ما يتطلب تحسيس الأسر بالممارسات الجيدة من خلال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين في اليوم على الأقل، واستخدام خيط تنظيف الأسنان، فضلا عن الزيارات المنتظمة لطبيب الأسنان، وهو ما من شأنه أن يساهم في تحسين صحة الفم.
وفي هذا السياق، أكد المدير العام لـ «كولجيت» أن كل مواطن يستحق ابتسامة صحية تعكس صحة جيدة ورفاهية، التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الوقاية المستمرة، مدعومة بتعبئة قوية من جانب السلطات ومهنيي الصحة، والشركات ووسائل الإعلام.