لا يخلو الحديث هذه الأيام عن نتائج البكالوريا، فهناك من شرع بالفعل في الاستعداد لخوض مباريات الولوج للجامعات والكليات والمعاهد المختلفة، سواء تعلق الأمر بتلك ذات الاستقطاب المفتوح أو المحدود، على أمل الحصول على مقعد في التخصص الذي يحلم به، في حين أن هناك تلاميذ آخرين مازالت آمالهم معلقة يترقبون صدور نتائج الدورة الاستدراكية التي ستحدد مصيرهم الأكاديمي.
مرحلة جد دقيقة ترخي بتبعاتها المختلفة على التلاميذ الذين يتطلعون للانتقال إلى مسار جديد من التعليم العالي، لما بعد الباكلوريا، والذي تختلف صيغه وأشكاله، علما بأنه مهما كانت الطرق متنوعة فإنها جميعها تقود إلى النجاح إذا ما كانت مرفقة بالعزيمة والإصرار، فلا وجود لطريق واحد صحيح، وكل فرد يمكنه أن يمتلك ما لا يملكه آخرون من قدرات وإمكانيات، وهو ما يجب على الجميع إدراكه، وفقا لنصائح الكثير من المختصين في التوجيه التربوي، بغض النظر عن النتيجة التي حصدها هذا الشخص أو ذاك خلال هذه السنة، وعليهم أن يتذكروا بأن الأمر يتعلق بنقطة بداية لما هو قادم، وبأن الحياة تجارب وبأنه يتم خوضها للتعرف والتعلم والانفتاح على آفاق جديدة.
ولا تقتصر خيارات ما بعد الباكلوريا على الجامعات والكليات والمعاهد فحسب، داخل المغرب وخارجه، حسب الإمكانيات المادية المتوفرة لكل تلميذ ولكل أسرة، بل تتنوع وتنضاف إليها كذلك مؤسسات التكوين المهني التي تهدف إلى تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة والتدريب العملي للالتحاق المباشر بسوق العمل، إضافة إلى التكوين العسكري وشبه العسكري الذي يهدف إلى إعداد شباب مؤهلين للخدمة في القطاع العسكري، إلى جانب مجالات أخرى مختلفة متنوعة ومتعددة، يبقى التوجيه الصحيح هو الكفيل بمساعدة التلاميذ على تحديد اختيارات دقيقة وصائبة بشأنها، التي قد تجنّبهم هدر الزمن وتقيهم من خوض تجارب قد لا تكون ناجحة بسبب غياب المصاحبة التربوية الضروري، حتى لا يضلوا الطريق؟
توجيه يبقى ضروريا، لأنه إذا لم تكن الرؤية واضحة ولا الهدف محدد، فقد تترب عن ذلك الكثير من المشاكل والصعوبات، وهو ما يتطلب الاستعانة بآراء المختصين في مصالح الإرشاد والتوجيه لاختيار مسار أكاديمي ومهني بما يتناسب مع مهارات وقدرات كل شخص، ويتوافق مع ميولاته وشغفه، إلى جانب وجود فرص متاحة تتطلب بعض الجهد في البحث والسؤال، للظفر بمقعد في إحدى الجامعات الأجنبية للدراسة أو التدريب أو حتى اكتساب الخبرات اللازمة، وهو ما يجب على الجميع استحضاره في هذه المرحلة الدقيقة من العمر.
* صحافية متدربة