أسدل الستار، يوم الأحد 25 من فبراير ، عن الدورة العادية لمختلف تنظيمات الجامعة الوطنية للتخييم، والتى انطلقت من 23 فبراير إلى 25 منه بمركز مولاي رشيد للشباب والطفولة ضمن جدول عمل دقيق تداول فيه، حسب الاختصاص، كل من المكتب التنفيذي واجتماع الأقطاب، والمجلس الإداري، كما كانت روح القيادي المدني والرئيس السابق للجامعة حاضرة بتسمية الدورة حيث حملت الدورة اسم المرحوم المصطفى نشيط في إطار ثقافة العرفان التي دشنتها الجامعة منذ تجديد هياكلها وللتكريم المعنوي على الأقل لنخبها التي أعطت الكثير للطفولة والشباب والمرأة والتربية عامة .
وانطلقت فعاليات هذا اللقاء الوطني لهياكل الجامعة الوطنية للتخييم بالتئام أعضاء المكتب التنفيذي وضمن جدولة أعماله والاطلاع على التقريرين المادي والأدبي و اغناؤه بالنقاش المسؤول الديمقراطي، وقد تميزت المداولات بانتصار خطاب البدائل وتضاؤل خطاب الأزمة غير المنتج مما أغنى النقاش العام بمداخلات غنية تزاوج بين التشخيص والاقتراح وثقافة المبادرات البناءة.
المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي، زكت الثقة التي تم نسجها بشفافية بين الأعضاء وانتصرت للحكامة والعمل الجماعي، وتضمين التقرير العام مجمل التوصيات والاقتراحات التي أغنت نقاش لقاء الأقطاب الموضوعاتية في سياق الفعاليات التنظيمية ذاتها في محطة مثمرة ومنتجة لفكر تربوي وتنظيمي جديدين لمغرب تربوي يعيش إبدالا جديدا ، بنيويا ومدنيا وتصورا.
وكان المجلس المديري للجامعة الوطنية للتخييم بصفته أعلى هيئة تقريرية، على موعد مع الدورة العادية، ضمن الرؤية ذاتها التي ترسخ ثقافة الإشراك الحقيقي وصناعة القرار من القواعد، واحترام وظيفة الأجهزة المدنية.
واللقاء كان مناسبة لصياغة معالم ومبادئ مشروع برنامج العمل السنوي باستثمار تقارير المكتب التنفيذي ومداولات الأقطاب الموضوعاتية حيث برزت مجموعة من المشاريع والمبادرات التي أنتجت معالم عامة لمشروع عمل متوافق عليه.
وللإشارة فهذه الفعاليات التنظيمية انفتحت على نخب وقيادات الجامعة الوطنية للتخييم مما أعطى طابعا إبداعيا وعمقا وطنيا عند صياغة التصورات واقتراح الأنشطة ومجالات العمل.
وفي هذا الصدد يذكر أن هذه الفعاليات التنظيمية المؤسساتية دشنت بكلمة افتتاحية لمحمد كليوين رئيس الجامعة الوطنية للتخييم الذي أنعش الذاكرة المدنية بالعبر الوطنية الكبرى التي تم استلهامها كمجتمع مدني ومؤسسات عمومية وسلطات منتخبة والمجتمع عامة من الملحمة الوطنية التي أنجزها المجتمع المدني عقب زلزال الحوز، حاثا على التحول من ثقافة الانتظارات إلى مقاربة المبادرة التي تؤطرها الجدية وروح المسؤولية والحكامة والتجديد لقطع الطريق على الاسترزاق باسم المجتمع المدني مذكرا بمأساة الجديدة واللبس الذي وقع فيه المجتمع من التضليل الإعلامي غير المهني.
وفي تصريح له للجريدة على هامش الدورة أكد أن الأزمات في المغرب دائما ما تنتج المبادرات المبتكرة، معتبرا أن ما أفرزه زلزال الحوز هو مرجعية جديدة للعمل المدني بعد التوجيهات الملكية السامية والرؤية العمومية في تدبير قطاع الشباب والطفولة والمرأة والثقافة والتربية عامة.
واختتم تصريحه معبرا عن اعتزازه بالدعم الملكي للدينامية المدنية التضامنية وللهبة الشعبية العفوية اللتين أشاد بهما جلالة الملك وفي الكلمة الافتتاحية ذاتها أكد أن التضامن الذي تعزز بالعفوية وانخراط المجتمع المدني في تدبير الأزمة، زكى دور المجتمع المدني، منوها بما وصفهم بأبطال ملحمة زلزال الحوز من سلطات عمومية ومحلية وإقليمية وجهوية ومركزية وقطاعات عمومية وسلطات منتخبة والمجتمع المدني أعدوا الدليل أن الشراكة الحقيقية هي التي يكون شعارها المركزي الوطن أولا وأخيرا.
ونسجل أن الجامعة الوطنية للتخييم تراهن ضمن الديمقراطية الداخلية، والشروط الموضوعية على صناعة نخب جديدة تليق بمغرب جديد، في أفق وضع آليات لتوسيع قاعدة القرار أكثر، وتنويع مصادر الأفكار الجديدة والبرامج الأفقية، مع الرهان أيضا بلا هوادة على خيار الحكامة والشفافية، ومبدأ ربط المسؤولية بالأداء والقطع مع منطق تمركز القرار، وكلها حسبه محفزات لتفعيل مجالس ومؤسسات الجامعة لتمرير ثقافة التدبير بالمؤشرات والتعاقد الداخلي وفق دفتر للتحملات، والخروج من الدائرة الضيقة للتدبير الجمعوي المحدودة الفاعلية والموسمية الحركية، مؤكدا في السياق في التصريح ذاته « تعلمنا درسا مهما من ملحمة زلزال الحوز، تعلمنا أن الشراكة بناء على ميثاق الثقة و» تمغرابيت» منتجة وفعالة بين الدولة بجميع مرافقها العمومية والسلطات المنتخبة والنسيج المدني».
الجامعة الوطنية للتخييم تسدل الستار عن الدورة العادية لمختلف تنظيماتها
الكاتب : محمد قمار
بتاريخ : 28/02/2024