الجمع العام يزيد الانقسام داخل أسرة المغرب الفاسي

على طول الطريق المؤدية إلى الفندق، الذي تم تحديده لاحتضان الجمع العام العادي للمغرب الفاسي، مساء السبت الماضي، اصطفت مجموعة من الجماهير حاملة شعارات ولافتات تحتج على المكتب المسير، وتطالب برحيله، وترك المجال لوجوه قادرة على تحقيق حلم الصعود. على طول هذه الطريق يرابض رجال الأمن بسياراتهم تحسبا من أي طارئ، وبجانبهم مجموعة من عناصر الخاص. داخل بهو الفندق تقابلت عناصر من المعارضة مع مؤيدي الرئيس، يسكنهم نفس السؤال. كيف سيتم تدبير أشغال هذا الجمع العام؟
فبعد فشل كل المحاولات والمساعي من أجل تذويب جليد الخلافات، خاصة من طرف نائب الرئيس الدكتور خالد كسوس والرئيس أحمد المرنيسي والناطق الرسمي خالد بنوحود، حيث كان التشبث ببقاء المدرب طارق السكتيوي حائلا دون توحيد صفوف المنخرطين، حيث عم نقاش ساخن قاعة الفندق حول هذه النقطة بالذات، الأمر الذي أخر الجمع العام لأكثر من ساعة.
وبعد أن دخل قاعة الجمع ممثل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وممثل الشباب والرياضة وممثل العصبة وبعض المنخرطين الموالين للرئيس، وبعد أن كانت الاستعدادات لانطلاق الأشغال، تدارك الطرف المعارض الأمر، بعدما تيقن من أن الجمع العام، وفي حالة تأجيله بسبب عدم توفر النصاب القانوني، سينعقد بمن حضر، تقاطر المنخرطون على القاعة، وتحقق النصاب، بحضور 27 منخرطا من أصل 30.
وبعد ان رحيب الرئيس في كلمة له بالحضور، تطرق لإنجازات الفريق سواء على مستوى البطولة أو كأس العرش أو منافسات كأس الاتحاد الإفريقي. واستعرض لمجموعة من النقط، خاصة المتعلقة بتسريح اللاعبين ومنح المجالس والجامعة، قبل أن يتم المرور إلى تلاوة التقرير الأدبي من طرف عزيز لعمول، حيث ذكر بأهم محطات الفريق خلال الموسم الماضي، بدءا منذ الاستعدادات إلى آخر مقابلاته الرسمية، حيث أخفق في تحقيق الصعود، لكنه ظفر بكأس العرش، كما تطرق للانتدابات والمشاكل التي رافقت الفريق في موسه الرياضي.
وفي الوقت الذي طلب من الجمع العام التصويت على التقرير الأدبي، خاصة بعد رفض الكاتب العام التصويت عليه، اندلعت الاحتجاجات من جديد داخل القاعة، حيث ارتفع السؤوال عاليا عن سبب امتناع الكاتب العام عن التصويت على التقرير الأدبي، وخاصة وأنه يبقى بقوة القانون احد المساهمين في صياغته وإعداده.
وبعد أن التصويت للمرة الأولى ضد التقرير الأدبي ب 13 – 12 ، طالب الرئيس بإعادة التصويت من جديد، مؤكدا أن بعض الأسماء غادرت القاعة، ليتم التصويت من جديد وهذه المرة صودق على التقرير رغم اعتراض ممثل الجامعة.
وبعد مشاحنات وسب وقذف وأخذ ورد، توقفت أشغال الجمع العام بطلب من الرئيس لمدة 15 دقيقة من أجل تهدئة الأجواء، تم استئناف الأشغال بتلاوة التقرير المالي، الذي جاء معززا بالأرقام، ومن خلال المناقشة أثيرت العديد من الملاحظات جعلت التصويت يصب في خانة المعارضة من جديد، لتنطلق الملاسنات والخلافات، التي أنهاها الرئيس بتلاوة برقية الولاء، مع الاحتفاظ لنفسه بصلاحية تجديد الثلث، رغم مطالبة المعارضة باللجوء للقرعة، لكن الرئيس أكد على أن القانون يسمح له بذلك.
وكان تيار المعارضة يراهن على تحويل العام إلى استثنائي، بعد رفض المصادقة على التقريرين، وهو ما لم يتم، ليبقى الجميع منتظرا قرار الجامعة بهذا الشان.
وتشير آخر الأخبار الواردة علينا إلى توقع عقد اجتماع بين الرئيس أحمد المرنيسي والدكتور خالد كسوس وشخص ثالث من الأعيان الوزنين بالمدينة من أجل تقريب وجهات نظر الفرقاء، وإنهاء الصراع والعمل على توحيد الصفوف.
يذكر أن تداريب المغرب الفاسي ستنطلق، حسب ما صرح به الرئيس، ستجري تحت إشراف المدرب طارق السكيتوي لمدة أسبوعين بفاس، بمعدل حصتين في اليوم، موزعة بين غاية عين الشقف وملعب الحسن الثاني، قبل أن يتوجه الفريق إلى مدينة إيفران من أجل خوض تجمع تدريبي، ستتخلله مقابلات حبية للوقوف على جاهزية اللاعبين، خاصة الذين تم جلبهم للفريق، وعددهم أربعة لاعبين إضافة لحارس، ثم العودة لمدينة فاس حيث سيجري الفريق مقابلتين حبيتين في انتظار انطلاق البطولة.


الكاتب : خ. الطويل

  

بتاريخ : 11/07/2017