الجوق الوطني في ذكرى تأسيسه الستين( 1959- 2019)

 

يعتبر الموسيقار أحمد البيضاوي أحد أهرامات الأغنية والموسيقى المغربيتين، ومن العيار الوازن، نهل من الموسيقى الشرقية، كما كان ملما بأصول الموسيقى، أدى قصائد رائعة لشعراء من المغرب والمشرق والموشحات الأندلسية لابن زيدون، حتى اعتبر ملك القصيدة، كان لا يقبل إلا الأعمال التي تتوفر فيها الجودة، والتي تحترم الأذواق وأصول الموسيقى، ‘لى جانب الغناء واللحن المميز، كانت له أعمال سينيمائية، كما عاش تجربة غنية مع مجموعة أجواق… ،وهكذا وفي سنة 1938 ، وهو في مرحلة الشباب التحق بالجوق الملكي الذي كان يترأسه العازف المصري مرسي بركات، وبعد وفاة هذا الأخير ترأس البيضاوي الجوق سنة 1947، وقبل هذه السنة وفي 1946 كلفه المغفور له محمد الخامس رفقة عباس الخياطي والغالي الخياطي وعبد القادر صالح بتأسيس جوق موسيقي وغنائي مغربي، وتوالت تجربته في هدا الميدان، وحلت سنة 1952 ليؤسس أول جوق إذاعي عصري يحمل اسم جوق راديو المغرب للطرب العصري، التابع للإذاعة المغربية، الذي يكون الجوق الوطني للإذاعة امتدادا له، ليتولى رئاسته.
وفي سنة 1959 ، طلب منه المهدي المنجرة مدير الإذاعة الوطنية تأسيس جوق وطني في ظرف 3 أشهر، وعند تأسيسه ضم أكثر من 40 من أمهر العازفين المغاربة، أدمج فيه مجموعة من العناصر التي تنتمي لمجموعة أجواق من الرباط وفاس.. وأسندت له الرئاسة، والعازفون أعضاء الجوق شكلوا ثوابته، كانوا يختزنون مقومات المهارة، أثثوا مشاهد الأغاني المغربية وأثبتوا مواهبهم الموسيقية، فترة تزامنت مع ازدهار الأغنية المغربية، وزمنها الجميل..، ازدهار استمر لسنوات عدة، أغاني أداها مطربون رواد، وطنية وعاطفية ودينية وقومية واجتماعية..، جوق كان يمثل المغرب في المحافل الدولية، وعمل البيضاوي على تعليم أعضاء الجوق وتدريبهم ومدعما لهم بالإرشادات، ونجح في تكوين جيل جديد في الساحة الفنية، جيل كان بمثابة مدرسة أنغام، كما استفادوا منه من حيث الجدية والصبر والتضحية من أجل الفن، حيث كان لا يقبل إلا الكلام الجميل، والعمل الجيد، وعمل على أن ينقل هذا لأعضاء الجوق.
استمر أحمد البيضاوي على رأس الجوق الوطني من 1959 الى 1964، ليخلفه موسيقار آخر كبيرهو الراحل عبد القادر الراشدي، ليتفرغ لأعمال فنية أخرى، حيث شغل منصب رئيس قسم الموسيقى ومسؤول عن لجنة الألحان والكلمات بالإذاعة الوطنية، الى حين وفاته يوم 30 غشت 1989.
انه لا يسعنا إلا أن نقول .. أنه حقا كان رمز الزمن الجميل .


الكاتب : أورارى علي

  

بتاريخ : 08/07/2019