وها أنا
ساقطة في الصمت
لا كمن ينهار
بل كمن يعلو إلى الداخل…
تمثال نحت من وجع الغيم
من شهوة الريح أن تبقى بلا اسم
من فكرة الحجر أن يظلّ واقفا كي لا يرى
لم أبرح مكاني
كأن المكان هو الذي انسلّ مني
وصار يجلس فيّ
ينظرني بعيون الغائبين
ويبتسم بسخرية الشهود
اعتذرت للوقت..للشوق
لا لأن الغد لن يأتي
بل لأني لن أخرج إليه كما كنت:
كنت طريّة كجفن البرق
وصرت وعاء للصمت
أكتم حزني بطريقة
تعجز عن النطق بها المرايا
يا لوركا…
أسألك عن لون الدم حين يغنّي
عن عصفورة خبأت منقارها في الحطب
وظلّت تغرّد من فم النار
ويا سليم
دلّني على كيف يكتب الغياب أسماءنا
على الماء دون أن تغرق
أنا الآن قصيدة ترتّلها الهاوية
بصوت رخيم
ولا أحد يسمع