في افتتاح المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب بمدينة بارانكيا الكولومبية
افتتح أول أمس، الحسن لشكر، المنسق الدولي للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب، بمدينة بارانكيا الكولومبية، أشغال الدورة الرابعة للمنتدى الدولي للشباب البرلمانيين الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، بكلمة عبّر فيها عن أهمية هذا الموعد الدولي الهام، الذي يشكل محطة نضالية لتجديد الالتزام الجماعي بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وحماية المكتسبات التي تحققت عبر عقود من النضال المشترك. كما أكد أن الوقوف ضد صعود النزعات الشعبوية وتفاقم أزمات الاستبداد في مناطق مختلفة من العالم، يضع على عاتق الشباب التقدمي مسؤولية مضاعفة من أجل صون قيم الحرية والعدالة والمساواة.
وتميزت الجلسة الافتتاحية للمنتدى، بمشاركة وفد عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مكوَّن من الحسن لشكر، النائب البرلماني ومنسق المنتدى الدولي، والسالك الموساوي، المستشار بمجلس المستشارين وعضو المكتب السياسي، ومشيج القرقري، عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الخارجية، وأيوب الهاشمي، المنسق التنفيذي لشبكة “المينا لاتينا” وعضو لجنة العلاقات الخارجية. كما حضرها وزير الداخلية بجمهورية كولومبيا، ورئيس البرلمان اللاتيني، ورئيس اللجنة القانونية للأفارقة بالبرلمان الكولومبي، ورئيسة الاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي (IUSY)، إلى جانب وفود برلمانية وشبابية من القارات الخمس.
وأكد المنتدى على وجاهة مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل سياسي جاد وواقعي وذي مصداقية للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، معتبرًا إياها الأساس الوحيد للتوصل إلى تسوية دائمة تضمن الاستقرار والتنمية في المنطقة.
كما حظيت المبادرات الإستراتيجية للمملكة المغربية باهتمام خاص من طرف الوفود المشاركة، حيث تمت الإشادة بمبادرة المغرب الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى فتح واجهة المحيط الأطلسي أمام دول الساحل الإفريقي وتعزيز اندماجها في الاقتصاد العالمي. وتُعتبر هذه المبادرة نموذجًا عمليًا للتعاون جنوب – جنوب، القائم على تقاسم الفرص وتثمين الموارد المشتركة.
من مراكش إلى بارانكيا، ومن إفريقيا إلى أمريكا اللاتينية، توحدت أصوات الشباب التقدمي حول قناعة راسخة: أن هذا الجيل هو جيل الشجاعة، وجيل التضامن، وجيل الأمل. جيل قادر على مواجهة التحديات العالمية بصوت واحد، والإسهام في بناء عالم أكثر إنسانية، قائم على العدالة والمساواة والكرامة.
كما لم تغب القضايا الكونية الملحّة عن النقاش، وعلى رأسها التغيرات المناخية وما تفرضه من تهديدات وجودية على الشعوب والدول، خصوصًا في الجنوب العالمي. وقد أكد المشاركون على ضرورة تبنّي سياسات عادلة لمواجهة التحديات المناخية، بما يضمن حماية الفئات الأكثر هشاشة ويفتح آفاقًا للتنمية المستدامة.
وجدد المنتدى الموقف الواضح والثابت الداعم للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية تحررية عادلة تتجاوز البعد الإقليمي لتشكّل اختبارًا حقيقيًا للقيم الإنسانية. وقد دعا المشاركون إلى ضرورة إيجاد حل عادل ودائم يضمن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لتحقيق السلم والاستقرار في المنطقة.
ودعا المنتدى إلى تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب كخيار استراتيجي لمواجهة اختلالات النظام الدولي الحالي. فالتحديات المشتركة التي تواجهها إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، تفرض تجاوز المقاربات التقليدية، والانخراط في بناء نظام عالمي أكثر عدلًا وتوازنًا، يقوم على التضامن وتكافؤ الفرص واحترام السيادة الوطنية للشعوب.
نشير إلى أن المنتدى الدولي الرابع للشباب البرلمانيين الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، الذي تحتضنه كولومبيا في الفترة ما بين 22 و26 شتنبر 2025، سيتناول قضايا الديمقراطية، العدالة المناخية، التعاون جنوب – جنوب، ودور الشباب في إعادة صياغة التوازنات الدولية.