سارعت السلطات الإقليمية بكل من الفقيه بن صالح، سيدي بنور وإقليم خريبكة إلى إصدار قرار عاملي بإغلاق أسواق المواشي بمجموع تراب هذه الأقاليم لمدة أسبوعين، كإجراء وقائي لمواجهة الحمى القلاعية.
ويأتي هذا القرار بناء على مراسلة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بجهة بني ملال خنيفرة وجهة الدار البيضاء سطات، للحد من انتقال عدوى الفيروس إلى قطيع المواشي و الأبقار.
قرار إغلاق أسواق المواشي بمجموع تراب الأقاليم بدأ تنفيذه نهاية الأسبوع الماضي و يشمل جميع أسواق بيع وشراء الأبقار، والماعز و المواشي بجميع الأسواق الأسبوعية بهذه الأقاليم . وسيستمر لمدة خمسة عشر يوما، انطلاقا من تاريخ إصدار القرار العاملي، وذلك لاتخاذ التدابير الاحترازية والوقائية، للحد من انشار هذا الوباء، الذي خلف عدة إصابات في قطيع الأغنام والأبقار.
وشمل قرار الإغلاق بإقليم سيدي بنور ، بالإضافة إلى سوق ثلاثاء سيدي بنور، أكبر أسواق البهائم بالمغرب،أسواق اثنين الغربية وأربعاء أولاد عمران وأربعاء العونات و خميس الزمامرة وجمعة امطل وجمعة بني هلال وسبت أولاد بوساكن وسبت الوالدية و سبت المعاريف وحد العونات، من أجل الحد من انتشار فيروس الحمى القلاعية في المناطق المجاورة.
وذكر بلاغ المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أن المصالح البيطرية اكتشفت أنه ظهرت بأربع ضيعات بإقليمي الفقيه بن صالح وخريبكة، وضيعة بإقليم سيدي بنور، إضافة إلى ضيعة معزولة بإقليم طنجة، لافتا إلى أن المكتب يسهر على تتبع الحالة الصحية للقطيع الوطني عن كثب، وتنفيذ جميع التدابير الصحية الوقائية في حينها بتنسيق مع السلطات المحلية.
وأوضح البلاغ أن هذه التدابير تشمل إتلاف الأبقار المصابة بالضيعات المعنية وكذا الحيوانات الأخرى الحساسة (الأغنام والماعز) للمرض بالضيعات المعنية كإجراء احترازي؛ فضلا عن تنظيف وتطهير الضيعات المصابة بمواد مطهرة؛ والحرص على احترام تدابير السلامة البيولوجية لدخول وخروج الأشخاص والمعدات من الضيعات المعنية، وتعزيز المراقبة الصحية بالمناطق المصابة وعلى الصعيد الوطني؛ وكذا تلقيح الأبقار حول البؤر المصابة بالمرض.
وشدد القرار العاملي على ضرورة التزام الأشخاص الذين يلجون البؤرة وإلى الأماكن التي تأوي الحيوانات الحساسة باحترام تدابير السلامة البيولوجية، بالإضافة إلى منع خروج منتجات حيوانات البؤرة كاللحوم ومشتقاتها والحليب ومشتقاته والمواد المعدة لتغذية الحيوانات وأي مادة أخرى قابلة لنقل الفيروس.
وخلّفَ انتشار المرض الفتاك تذمرا كبيرا في صفوف الكسابة، الذين تكبدوا خسائر فادحة، نتيجة إعدام قطعانهم، مطالبين بتدخل الجهات الوصية لدعمهم وتخفيف معاناتهم، خاصة أن أغلبهم يسددون قروضا للبنوك.
للإشارة، فإن الحمى القلاعية مرض فيروسي سريع الانتشار، و يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير، كما أنه يصيب الحيوانات البرية كالغزلان، ويمكنه إصابة الحيوانات ذات الخف كالجمال، أما الخيول فلديها مناعة ضد هذا المرض،وهناك نحو سبع سلالات مختلفة مناعيا من الفيروس المسبب للمرض، وكل سلالة تصيب فصيلة أو عدة فصائل مختلفة من الحيوانات، وتختلف شدة أعراض المرض تبعا لنوع السلالة الفيروسية المسببة له.
ومن أسباب انتشار المرض، الحيوانات المريضة حيث يوجد الفيروس فى الحليب والبول والبراز والسيلانات الفموية و العلف الملوث بالفيروس وأيضا من خلال الغذاء والمياه الملوثة . كما يساعد في انتشاره الاستنشاق، حيث يمكن أن ينتقل بواسطة ذرات الغبار فى الهواء فى المناطق الموبوءة وأيضا من خلال قوائم الحيوانات الملوثة التى تضعها فى الطين.
و يكون الفيروس فقاعة مائية أولية خلال 24 إلى 48 ساعة فى مكان دخوله الجسم ، بعدها ترتفع درجة حرارة الحيوان المصاب فترة تتراوح بين 24 و 36 ساعة، وفى هذه الفترة يكون الحيوان ناقلاً العدوى بدرجة كبيرة، حيث يفرز الفيروس فى اللعاب واللبن والبراز ثم تتورم شفتا الحيوان المصاب وكذلك يسيل اللعاب بشدة من فم الحيوانات المصابة ليصل إلى الأرض على هيئة خطوط فضية طويلة ثم تنتشر الفقاعات في الفم والبلعوم واللثة، وعادة ما تنفجر وتترك قرحا مؤلمة ملتهبة، لدرجة أنها تمنع الحيوان من تناول العلائق، و تسبب فقد الشهية،كما تظهر الفقاعات نفسها على القوائم، التي تتقرح وتلتهب فتظهر الحويصلات بين الأظلاف مما يسبب للحيوانات المصابة بهذا المرض العرج أوصعوبة في المشي والحركة.