في إطار أنشطتها الثقافية، نظمت مقاطعة الحي المحمدي يوم الخميس 10 غشت بالخزانة البلدية، ندوة صحفية حول الدورة الأولى لمهرجان “ظاهرة المجموعات” التي تحمل هذه السنة شعار “الوفاء لنصف قرن من العطاء”
خلال هذا اللقاء، قام الإعلامي أحمد طانيش بتنشيط الندوة مستهلا مداخلته بكلمات يملؤها الشوق والحنين للحي المحمدي باعتباره واحدا من أبنائه ، قبل أن يعطي الكلمة إلى الكاتب والإعلامي حسن نرايس، الذي قدم تحليلا سوسيولوجيا لمنطقة الحي ولساكنته، حيث أبرز للحضور كيف كانت لهذا الحي البيضاوي الريادة في الجانب الفني والثقافي مقارنة بالأحياء الأخرى.
وفي عرض كلمته، أشار الناقد المغربي أن المكان الذي ترعرع فيه بدرب مولاي الشريف، كانت تسكنه جميع المكونات والأعراق للمجتمع المغربي، وكأن الوطن كله اختزل في زقاق واحد، مضيفا أن هذا الاختلاط في الأجناس والثقافات، أعطى زخما فنيا نتج عنه ظهور مواهب شابة تنتمي إلى أسر فقيرة وبسيطة، لكنها أصبحت فيما بعد، نجوما سطعت في سماء الأغنية الغيوانية، وذلك بفضل إبداعاتها وإنتاجاتها التي تعدت شهرتها الحدود الجغرافية للمملكة.
وبخصوص فكرة تنظيم مهرجان المجموعات، تساءل مدير المهرجان ونائب رئيس مقاطعة الحي المحمدي مروان الراشدي في حديثه ل”لاتحاد الإشتراكي” قائلا: “كيف لمدن مغربية كسلا ومراكش والدار البيضاء، يتم فيها تنظيم مهرجان الأغنية الغيوانية بشكل سنوي، ولا ينظم في تراب الحي المحمدي، الذي يشكل المهد لهذا اللون الغنائي ولأفراد مجموعاته”.
لهذا، يضيف المسؤول “حان الوقت لكي نظهر وفاءنا للتاريخ ونعيد لزمن الأغنية الغيوانية توهجها وبريقها بكل فضاءات الحي المحمدي، كي نحيي الماضي بأصواته ونغماته ورجالاته الذين أبدعوا وتركوا وراءهم تراثا فنيا بديعا للأجيال الحالية والقادمة”.
واستطرد الراشدي حديثه بالقول، أن هذا المهرجان سيعرف إصدار كتاب يوثق للظاهرة الغيوانية، كي يكون مصدر بحث للطلبة في هذا المجال.
وحسب برنامج هذه الدورة التي ستمتد فعاليتها من 11 إلى 14 غشت 2022 بقاعة الميراج والمركب الثقافي بالحي المحمدي، سيتم إحياء سهرات غنائية بمشاركة كل من مجموعة ناس الغيوان، تكادة، لمشاهب، مسناوة، السهام..وبالموازاة مع هذه العروض الفنية، ستحتضن قاعة الخزانةالبلدية للحي المحمدي ندوتين: الأولى حول “ظاهرة المجموعات بين التوثيق والإعلام والبحث الأكاديمي”، والثانية بعنوان “ظاهرة المجموعات من الرواد إلى الاستمرارية”.
