في خطوة جريئة تعكس التزامها العميق بالممارسات البيئية المستدامة، دخلت الخطوط الملكية المغربية مرحلة جديدة من التحول الأخضر، لتصبح أول شركة مغربية تعتمد أسطول سيارات كهربائية بالكامل. هذا القرار الطموح لم يكن وليد اللحظة، بل هو جزء من استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى تقليل البصمة الكربونية وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
في سياق هذا التحول، استلمت المجموعة ما يقارب 200 سيارة كهربائية موزعة بين الطرازين المدمج والنفعي، في إطار عقد كراء طويل الأمد مع شركة «ليدر لوكاسيون»، فرع مجموعة «أوطو هول». وقد شمل توزيع هذه السيارات مقر الشركة الرئيسي بالدار البيضاء، إلى جانب 13 مطارًا رئيسيًا عبر المملكة، بما في ذلك مراكش، طنجة، فاس، أكادير، والداخلة. هذا الانتشار الواسع للسيارات الكهربائية يضمن تغطية فعالة لعمليات الشركة في مختلف المواقع الاستراتيجية.
التأثير البيئي لهذا الانتقال لم يكن بسيطًا؛ فقد تمكنت المجموعة من تقليل انبعاثات الكربون بما يعادل 400 طن سنويًا. هذا الإنجاز لا يعكس فقط مدى التزام الشركة بمسؤوليتها البيئية، بل يؤكد أيضًا توجهها نحو نموذج اقتصادي أكثر استدامة، حيث أن خفض التكاليف التشغيلية بات ممكنًا عبر تقليل استهلاك الوقود والصيانة التقليدية للمركبات الحرارية.
الرئيس المدير العام للمجموعة، حميد عدو، أكد على أهمية هذه الخطوة قائلاً: «نحن سعداء اليوم ببلورة أحد أهدافنا الرئيسية في إطار نهجنا الإرادي لمكافحة الاحتباس الحراري. ويندرج هذا الإجراء الهام تماشياً مع التزاماتنا بتنفيذ مبادئ المسؤولية الاجتماعية والبيئية للمؤسسات، وهو نفس النهج الذي سنواصل السير عليه بتعزيز جهودنا حتى نصل إلى إزالة الكربون بحلول العام 2050».
ولضمان نجاح هذه المبادرة، قامت الخطوط الملكية المغربية بتوفير البنية التحتية الداعمة، حيث تم تركيب 70 نقطة شحن كهربائي في مختلف المواقع التابعة لها، بعضها يعتمد على الطاقة الشمسية. كما تم اعتماد حلول مبتكرة لشحن السيارات الكهربائية بين المدن، ما يوفر مرونة تشغيلية أكبر ويضمن إدارة مثلى لتكاليف الشحن.
ولا تقتصر جهود الشركة على هذا التحول، بل تنسجم مع سلسلة من المبادرات المستدامة التي تم إطلاقها سابقًا، من بينها توليد الكهرباء باستخدام الألواح الشمسية، تقليل استهلاك الطاقة، وفرز النفايات وإعادة تدويرها. كما أن الخطوط الملكية المغربية حققت ريادة إفريقية في عدة مجالات بيئية، حيث كانت أول شركة طيران إفريقية تسير رحلة خالية من الكربون وأول شركة تتزود بوقود الطيران المستدام (SAF). علاوة على ذلك، حصلت الشركة على شهادة تصنيف RSE من قبل الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ما يعزز مكانتها كشركة رائدة في مجال المسؤولية الاجتماعية والبيئية.
وفي خطوة أخرى تعكس التزامها بالمعايير البيئية الصارمة، تمكنت بنايتان تابعتان للشركة، إحداهما مستودع صناعي، من الحصول على علامة «LEED» للمباني الخضراء بمستوى «GOLD»، لتكون بذلك أولى البنايات في إفريقيا التي تحقق هذا الإنجاز.