تعيش الجالية المغربية في الديار الإيطالية على إيقاع الترقب والخوف وتتبع الوضع الوبائي، وما ستسفر عنه الأيام القادمة، بعد ظهور فيروس كورونا المستجد المعروف بـ «كوفيد 19»، في مدينة كودونيو بجهة لومبارديا، على بعد 60 كيلومترا من ميلانو، والتي تعرف حضورا مهما للمغاربة فيها، عقب التأكد من إصابة مواطن إيطالي بالداء، ووضع حوالي 250 شخصا في الحجر الصحي تحت المراقبة الطبية، ما أسفر عنه اتخاذ السلطات الإيطالية لقرار بإيقاف العمل بكل المرافق العمومية، بعد اكتشاف حالات إصابة أخرى، وحث المواطنين على البقاء في منازلهم وتفادي التنقل، من أجل تطويق العدوى؟
وأغلقت السلطات الإيطالية 11 منطقة في شمال البلاد، ومنعت الدخول إليها والخروج منها إلا بتصاريح، بعد وفاة شخصين اثنين، وإصابة العشرات بفيروس كورونا المستجد، كما تم تعليق كرنفال البندقية ومجموعة من التظاهرات الرياضية إلى جانب تعليق الدراسة، في خطوة احترازية من أجل وقف انتشار الداء القاتل، الذي تسبب إلى غاية صباح أمس الأحد في وفاة أكثر من 2400 شخص عبر العالم، أغلبهم في ووهان الصينية، هذا في الوقت الذي أكد فيه خبراء في الصحة أنه وخلافا لما كان يوصى به، بوضع الحالات المشكوك في إصابتها في الحجر الصحي لمدة 14 يوما للتأكد من وجود المرض من عدمه، فإن مواطنا صينيا لم تظهر عليه الأعراض إلا بعد انصرام مدة 27 يوما، وهو ما يحتم الرفع من مدة الحجر الصحي للوصول إلى خلاصة أكيدة بشأن حضور المرض من عدمه، حتى لا ترتفع معدلات انتشاره.
التدابير الوقائية بالديار الإيطالية، شملت كذلك بلدية ميلينيانو، التي أكد فاعلون مغاربة، على تسجيل أول حالة وفاة فيها بالفيروس، هذا في الوقت الذي اتخذ فيه رئيس البلدية قرارا بإلغاء السوق الأسبوعي الذي كان من المفترض أن ينظم أمس الأحد بالمنطقة كإجراء احترازي، لم يقف عند حدود هذه المنطقة وإنما امتد ليشمل العديد من البلدات، التي باتت تعيش وضعية شلل على مستوى مرافقها باستثناء الصيدليات، في الوقت الذي تم فيه وضع عدد كبير من الأشخاص في العزل الصحي.
وجدير بالذكر أن أول إصابة في كودونيا طالت باحثا إيطاليا يعمل في إحدى الشركات الدولية الذي تم إيداعه بوحدة العناية المركزة في المستشفى بعد تدهور وضعه الصحي، وطالت العدوى زوجته الحامل في شهرها الثامن، وصديقه، إلى جانب ثلاثة مسنين كانوا يترددون على حانة يملكها والد صديقه. في حين سًجّلت البؤرة الثانية في بلدة فو يوغانيو في منطقة فينيتو، مسقط رأس أول إيطالي وأوروبي يتوفى جراء الفيروس، وهو عامل بناء يبلغ 78 سنة.
وأمام هذا الوضع، فإن مغاربة إيطاليا ومعهم المغاربة في وطننا، باتوا يضعون أيديهم على قلوبهم ، خوفا من تفشي دائرة الفيروس في هذا البلد الأوروبي الذي يعرف حضورا كبيرا للمواطنين المغاربة، حيث أصبح الوضع فيه خلال اليومين الأخيرين، محط اهتمام وتتبع وطرح لجملة من الأسئلة، من أجل زرع الاطمئنان في النفوس.