الدارالبيضاء بدون بوصلة ثقافية.. والمسؤول عن القطاع بالجماعة يلوح بتقديم الاستقالة

لا أحد في العاصمة الاقتصادية يعرف من يخط السياسة الثقافية بهذه المدينة العملاقة، متدخلون كثر ولا أحد مسؤول، تتيه بين المقاطعات هل هي من تضع توجهها أم أن هناك توجها يرسمه مجلس المدينة وتنخرط فيه المقاطعات؟ وهل لمجلس العمالة خطة خاصة به ولا تعني باقي المجالس أم أن الجهة تحدد المعالم الكبرى والجميع ينخرط؟ أم أن هذه المجالس ماهي إلا فرقعات تقوم بتنشيط بئيس وأن المتحكم الحقيقي هو شركة التنمية المحلية «الدارالبيضاء للتنشيط»؟ على اعتبار أن غلة أموال الغرض الفني والثقافي تحوزها هذه الشركة، وهي أيضا من تتكلف بالمهرجانات الكبرى، وتتوصل بأموال مهمة ومهمة جدا، فيما نجد المقاطعات تتعارك مع منح بسيطة للثقافة، وعليها أن تشرك فيها مئات الجمعيات المؤثثة لتراب نفوذها.
ملف منح الجمعيات، كما تابعنا، أظهر بأن مجلس المدينة فشل في وضع معايير واضحة لما يريده من الجمعيات الشريكة معه، وعجز عن مد معظم الجمعيات المؤثثة للمدينة بمنحها، وهي سابقة تأسف لها الجميع، نائب رئيسة مجلس المدينة المسؤول عن قطاع الثقافة والرياضة، لوح بأنه قد يقدم استقالته إذا ما استمرت الأمور على هذا المنوال، وقال في خرجة إعلامية «بيني وبينهم راس العام إما نستمر وإما نحط السويرتات»، تصريح يحمل في كنهه الكثير من الخفايا، أولا لأن هذا المسؤول هو من حزب الرئيسة فما الذي دفعه ليدلي بهذا التصريح /الصيحة؟
بحسب أعضاء داخل المدينة فإن المفوض له في قطاع الثقافة له صراعات حتى مع المصالح التابعة له، ولا ندري من منهما على صواب ومن المخطئ، كل ما نعرفه أن هذا الصراع حرم عشرات الجمعيات من حق تقر لهم به القوانين، وحرم المدينة من تسطير برنامج سنوي للثقافة والفنون، المثير أن المسؤول في تصريحه ذهب بعيدا عندما قال: «خرجوا لي طاكل ولكن لقاوني داير البروطيج»، من «يصارع» هذا العضو الأغلبي ومن خرج له «طاكل»؟، لايمكن للمتتبع إزاء مثل هذه التصريحات التي تأتي من فم عضو بالمكتب المسير ، إلا أن يفهم بأن الأغلبية المسيرة لأكبر مجلس جماعي بالمغرب تعيش على إيقاع الصراعات وبأن التمزق يهدد تحالفها.. وسط هذا يبقى المواطن البيضاوي يعيش على إيقاع الفقر الثقافي والفني رغم الأموال المرصودة لهذا الشق، أكثر من هذا وذاك لحدود الآن لم يظهر المدبرون لشؤون المدينة أي معالم تهم الاستراتيجية الثقافية التي سيعتمدونها خلال ولايتهم، وكان نائب العمدة الذي لوح بالاستقالة، قد أكد في ذات الخرجة الإعلامية، بأن مجلسه لا يفرض على المقاطعات أية خطة ولا تنسيق له حول استراتيجية موحدة، بل إن الاستراتيجية هي ترك الحرية للمقاطعات أن تبرمج ما تشاء، وبأن الجماعة ستشتري بعض العروض الفنية من الفنانين ويتم عرضها في المقاطعات، هذه هي الرؤية إلى حدود الآن، وهي رؤية تشبه رؤية أي «طريطور» لا يهمه إلا تنشيط «الحفلة»، ولم يتم البوح بالخطة التي سيأتي بها برنامج عمل المدينة بخصوص الشق الثقافي والرياضي، وإلى حين ذلك مازال الارتباك جليا ومازال تغول شركة التنمية المحلية «الدارالبيضاء للتنشيط» واضحا وتحكمها باديا للعيان، لأنها لا تستشير حتى مع المجلس في ما قد تقدم عليه من برامج، الأنكى أنها لا تبعث حتى بالدعوات لأعضاء المجلس لحضور الأنشطة التي تعرضها من أمواله!


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 18/04/2023