الدعوة إلى تعزيز التربية على المساواة واللاعنف داخل الأسرة والنظام التعليمي

دعت دراسة استقصائية دولية حول « الرجال والمساواة بين الجنسين» المنجزة في جهة الرباط- سلا- القنيطرة التي تم تقديمها يوم الثلاثاء الماضي بالرباط ، إلى تعزيز التربية على المساواة واللاعنف داخل الأسرة والنظام التعليمي.
وطالبت الدراسة المنجزة عام 2016 في إطار برنامج « رجال ونساء من أجل المساواة بين الجنسين»، الذي ينفذه المكتب الإقليمي للدول العربية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في توصياتها بالقضاء على الصور النمطية المتحيزة ضد المرأة التي تتعلق بالأدوار الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للرجال والنساء في المناهج والمقررات الدراسية، وإعداد برامج تربوية معززة لثقافة المساواة.
ودعت الدراسة أيضا إلى إطلاق حملات ومبادرات داخل المدارس من أجل توعية الأولاد والبنات منذ نعومة الأظافر بشأن تقاسم الأعمال المنزلية وتوفير الرعاية، ودمج وحدات في المسار الدراسي والجامعي ترمي إلى تعزيز معارف الشباب بالمساواة بين الجنسين، وتشجيعهم على تملك نظرة نقدية حول المعايير الاجتماعية التي تعزز الممارسات غير المتساوية بين الجنسين، وتنفيذ وتكثيف برامج الوقاية من العنف المبني على النوع الاجتماعي لفائدة الشباب والشابات وأرباب العمل والمعلمين داخل المدارس وفي أماكن العمل.
ودعت الدراسة أيضا إلى النهوض بتعزيز القدرات القيادية للنساء وولوجهن إلى العمل اللائق بموازاة مع أنشطة التوعية الموجهة للرجال لدعم النساء والفتيات في مكان العمل وولوجهن إلى المناصب القيادية.
من جهة أخرى، أكدت الدراسة على ضرورة تشجيع المناقشات العامة من أجل إعلام وتوعية الرجال والنساء بالقوانين القائمة والإصلاحات التشريعية الجارية بغية حملهم على استيعاب أن هذه التغيرات ضرورية وعلى إدراك الفوائد التي يمكن للرجال والنساء تحصيلها منها، وتكثيف تدابير الوقاية المجتمعية للقضاء على المعايير التي تشجع العنف ودعوة المسؤولين إلى منع العنف ضد المرأة وتحميل الرجال الذين يلجؤون للعنف المسؤولية.
وركزت التوصيات على دور وسائل الإعلام في مكافحة الصور النمطية وإعادة النظر في الأدوار التقليدية للرجال وذلك بنشر صور إيجابية عن رجال يلتزمون بدورهم كآباء وأزواج يتقاسمون عبء الحياة اليومية مع زوجاتهم، مشددة على أهمية ضمان نشر واسع للمنتوجات الأدبية والفنية التي تشمل رسائل لفائدة المساواة بين الجنسين ولصالح الذكورية الإيجابية وإقامة شراكة مع المنتجين الفنيين من أجل تطوير محتوى إعلامي يحمل في ثناياه قيم المساواة. وتقترح هذه الدراسة، التي أعدت بدعم مالي من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي، قراءة مقارنة لحياة الرجال باعتبارهم أبناء وأزواجا وآباء داخل البيت وفي العمل وفي الحياة العامة والخاصة بغية استجلاء كيفية تمثلهم لوضعهم كرجال ومواقفهم وأفعالهم لصالح المساواة بين الجنسين .
وتتكون وحدات الملاحظة، التي تم اعتمادها في إطار هذه الدراسة الاستقصائية، من الأسر المعيشية التي تضم على الأقل شخصا يتراوح سنه ما بين 18 و 59 سنة. وأجريت الدراسة على عينة من 2889 أسرة معيشية، تمثل الجهة الكبرى للرباط- سلا- القنيطرة موزعة على 80 جماعة حضرية ( كبرى ومتوسطة وصغرى) وقروية تنتمي إلى أقاليم وعمالات الرباط وسلا والقنيطرة والصخيرات وتمارة والخميسات وسيدي قاسم وسيدي سليمان .


بتاريخ : 02/03/2018