الإعداد القبلي، تثبيت المعلومات، التحضير الجيد والأجواء السليمة .. ضمانات اجتياز التلاميذ لمحطات الامتحانات بشكل سليم
تنطلق يومه الأربعاء الامتحانات الإشهادية باجتياز تلاميذ السنة الأولى باكلوريا لمحطة الامتحان الجهوي الموحد في مختلف الشعب، على أن تليها باقي الامتحانات الأخرى، سواء المتعلقة بالامتحان الوطني لنيل شهادة الباكلوريا أو المرتبطة بمحطتي السلك الابتدائي والسلك الثانوي الإعدادي. مرحلة دقيقة وجد حرجة في المسار الحياتي والتعليمي للتلاميذ تطرح عددا من الإشكالات المرتبطة بطريقة التحضير لفترة ما قبل الامتحانات، وكيفية تدبيرها لحظة اجتيازها، مع ما لذلك من انعكاسات، وهو ما يجعل المختصين في الصحة تحديدا، ينصحون باتباع خطوات تساعد على تحقيق التوازن بين التحصيل الدراسي والجانب الصحي، خصوصا وأن الضغط يزداد مع اقتراب موعد الامتحان، مما يؤثر على الجانب النفسي والصحي للمترشحين للامتحانات ويرفع من مستويات التوتر والقلق.
قلق وتوتر، أكد الدكتور الطيب حمضي في تصريح لـ الاتحاد الاشتراكي» على أنه من الطبيعي أن يشعر بهما التلميذ، عندما يكون بصدد الاستعداد لاجتياز امتحان الباكالوريا أو الامتحانات بشكل عام، لكن خصوصا محطة الباكالوريا لأنها تعني الانتقال من مرحلة إلى أخرى، مشيرا إلى أنه ونظرا لارتباط الولوج إلى دراسات معينة بالحصول على معدلات مرتفعة، بكل أسف، فإن هذا الأمر يخلق نوعا من الضغط على التلميذ، لذا فمن الطبيعي أن يحدث هذا القلق والتوتر. وأبرز الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن التوتر ليس دائما بالأمر السلبي، فهو حالة يستعد فيها الجسم لمواجهة حدث معين وبالتالي فإنه يمكن أن يصبح إيجابيا، بمعنى أنه يساعد الشخص على إعداد نفسه وعلى الاستعداد الجيد، بتوظيف جميع الملكات، واستغلال أقصى ما يمكن من القدرات الذهنية والجسدية، منبها في نفس الوقت إلى أن الصعوبة تبرز حين يسيطر التوتر على الإنسان ويصبح فوق قدرته ولا يستطيع التعامل معه، بسبب الخوف من الامتحان نفسه، والتفكير في مدى صعوبته أو سهولته، وهو ما يحيل على شقّ آخر، بحسب الدكتور حمضي، الذي قد يتعلّق بعدم ثقة التلميذ في قدراته الذاتية يوم الامتحان، كما قد ينجم التوتر أيضا، وفقا له، بسبب الانشغال بنظرة الآخرين في حالة الحصول على نتائج غير مرضية، وقد يرخي هذا الشعور أيضا بظلاله على الأسرة، التي يستحسن أن تساعد على التخفيف من وطأة الضغط.
ووجّه الخبير الصحي عددا من النصائح إلى التلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات وإلى أسرهم، داعيا إلى تفادي المقارنات، مشددا على أنه لا يصح للأسرة أن تقارن بين ابنها المتقدم للامتحان مع الآخرين، وبأنه يجب على التلميذ نفسه أن يتفادى ذلك، فلكل قدراته الخاصة، مؤكدا على أن هذه العملية تكون سببا في زيادة الضغط. وإلى جانب ذلك أكد الدكتور حمضي على أنه يتعين على التلميذ ألا يبقى منعزلا، وأن يحافظ على علاقته مع أصدقائه كلما أمكن، والمراجعة بشكل جماعي، مشيرا إلى أن الامتحانات لا يتم الاستعداد لها في آخر اللحظات، بل يجب أن يكون التحضير قبل موعدها بفترة معقولة، والقيام بتلخيصات للدروس، مع ضرورة تمتع التلميذ بفترات راحة، تتخللها أنشطة رياضية وغيرها، حتى يتمكن من مواكبة مرحلة التحضيرات كاملة.
ونبّه الباحث في السياسات والنظم الصحية في تصريحه للجريدة إلى أن أول نقطة تتعلق بالتحضير الجيد للامتحانات، ترتبط بالنوم الجيد، إذ يجب على التلميذ المقبل على الامتحان أن يخلد للنوم على الساعة العاشرة ليلا أو الحادية عشر على أقصى تقدير، وأن يحصل على فترة نوم تتراوح بين سبع وثماني ساعات، مؤكدا على أنه في جميع الأحوال ينبغي ألا تقل ساعات النوم عن سبع ساعات، موضحا أن النوم قبل منتصف الليل يساعد الجسم على استعادة قوته وحيويته، كما أنه في هذه الفترة تترسخ المعلومات في الذاكرة، أما السهر لساعات طوال فهو يؤدي إلى نتائج عكسية. وأوصى الدكتور حمضي كذلك بتفادي استخدام الشاشات الالكترونية بصفة نهائية كالحواسيب والهواتف قبل النوم، في المقابل يمكنه أن يراجع بطاقات التلخيصات، لأن الذاكرة في هذا الوقت تعمل على ترسيخ هذه المعلومات.
أما في الشق المرتبط بالتغذية فقد نصح الدكتور حمضي باللجوء إلى الأغذية الغنية بالنشويات مثل الأرز والبطاطس، والبروتينات مثل البيض والدجاج، بالإضافة إلى الأملاح المعدنية… مع الإكثار من شرب الماء لأن السوائل هي الأخرى تساعد الدماغ على التركيز، فضلا عن ممارسة الرياضة التي تساعد الجسم على التخلص من الضغط. وأوضح المتحدث أن اللجوء إلى المكملات الغذائية يبقى دون فائدة ما دام التلميذ يتناول وجبات تتضمن الخضر والفواكه، لأنها تغنيه عن تناولها، منبها كذلك إلى عدم اللجوء إلى المنشطات التي تستعمل لتقوية الذاكرة، لأنها قد تسبب له الإرهاق، وكذا تفادي المنبهات مثل «القهوة» والشاي بكميات كبيرة، لأنه قد يكون لهما تأثير سلبي على درجة التركيز.
(*) صحفي متدرب