الدكتور سعيد عفيف: التقيد بالتدابير الوقائية سيسمح بصيام وتعبّد آمنين خلال رمضان وسيعبّد الطريق أمام صيف هادئ

نبّه الدكتور مولاي سعيد عفيف إلى أن الجائحة الوبائية لا تزال حاضرة في المغرب وخارجه، مستدّلا على ذلك بما يقع بالصين، محذّرا من التراخي والتهاون والتخلي عن التدابير الوقائية، التي تعتبر الآلية الناجعة إلى جانب التلقيح لمواجهة الفيروس ومتحوراته، تفاديا لأية انتكاسة وبائية قد تقع. وأوضح عضو اللجنة العلمية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19 في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي» أنه وبكل أسف لا يزال حوالي مليوني مواطن مغربي تتراوح أعمارهم ما بين 60 و 74 سنة لم يحصلوا على الجرعة الثالثة المعززة، في حين يقدّر عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 74 سنة فما فوق، الذين لم يحصلوا بدورهم على هذه الجرعة بـ 400 ألف شخص.
أرقام، شدّد الخبير الصحي في تصريحه للجريدة على أنها مقلقة بالنظر إلى أن هؤلاء الأشخاص المتقدمين في السن، والذين يعاني عدد منهم من مرض مزمن أو أكثر، هم عرضة للانتكاسات في أية لحظة، إذا ما ظهر متحور جديد شديد الخطورة، لأن المناعة ضد الفيروس قد استنفدت صلاحيتها الزمنية ولا يمكنهم مقاومة المرض إلا بالحصول على جرعة ثالثة معززة. وأكد رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة أن مصالح الإنعاش والعناية المركزة استقبلت خلال الموجة الوبائية الفارطة حالات كانت نهايتها مؤلمة بعد مفارقتها الحياة لأنها تتعلق بمسنين ومصابين بأمراض مختلفة لم يحصلوا على جرعتهم الثالثة أو لم يتم تلقيحهم بالمرة، مشددا على أن سيناريو من هذا القبيل قد يعود من جديد، وهو ما يتطلب حزما ذاتيا لكل مواطن مع نفسه وحيال وسطه ومجتمعه للحفاظ على صحة وسلامة الجميع.
وأكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، أن استمرار احترام التدابير الاحترازية وتطبيقها إضافة إلى الحرص على الحصول على الجرعة الثالثة المعززة يعتبر السبيل الوحيد الذي بإمكانه أن يسمح بصيام وتعبدّ آمنين خلال شهر رمضان الأبرك، خاصة مع الإقبال على المساجد لا سيما لأداء صلاة التراويح، إذ أن اكتظاظا مماثلا سيكون آمنا إذا ما رافقه تطبيق الإجراءات الحاجزية، مشددا على أن الأمر لا يتعلق بالمساجد فحسب بل كل الفضاءات التي تشهد تجمعات كبيرة. ودعا عضو اللجنة العلمية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19 إلى الوضع السليم للكمامات في الأماكن المغلقة وتهويتها، والاستمرار في احترام التباعد وغسل اليدين وتعقيمهما، مشددا على أنها مكونات الوصفة الناجحة لكي يمر شهر رمضان في أحسن الأحوال، كما أنها ستعبّد الطريق أمام صيف هادئ يمكن خلاله للجميع قضاء العطلة في مختلف الأماكن والمرافق المعتادة، بما يسمح كذلك بإعادة إنعاش الدورة الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما في ظل الأوضاع الحالية.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 18/03/2022