الدكتور سعيد عفيف: المغرب منكبّ على تجويد المنظومة وتخفيف العبء المادي لكسب تحدي الصحة العامة

خبراء مغاربيون حلّوا ضيوفا على المؤتمر الطبي للجمعية المغربية للعلوم الطبية المنعقد بالدارالبيضاء

 

 

اختتمت، أول أمس السبت في الدارالبيضاء، فعاليات المؤتمر الطبي الوطني في دورته 38 الذي شهد، بالموازاة معه، تنظيم الدورة الثانية من اللقاء المغربي الليبي، والذي عرف مشاركة فاعلين صحيين من المغرب ومن تونس وموريتانيا وليبيا.
حدث علمي جرى تنظيمه تحت الرعاية الملكية السامية، وناقش المشاركون فيه على مدى يومين مواضيع صحية آنية، لها صلة بالبروتوكولات العلاجية والرقمنة والعلاجات الأولية، فضلا عن برمجة عروض تناولت التدابير الواجب اتخاذها في مواجهة الأنفلونزا الموسمية ما بعد الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، وكيفيات الحد من انتشار سرطان الثدي وكذا سرطان عنق الرحم، بالإضافة إلى ورشات تمحورت حول مواضيع صحية مختلفة وأخرى تتعلق بالشق التكويني في المجال الطبي.
المؤتمر الذي نظمته الجمعية الوطنية للعلوم الطبية، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف أنه انعقد في سياق ظرفية استثنائية وتاريخية على حد سواء، تتميز بدخول أحد ركائز الورش الملكي الرائد للحماية الاجتماعية حيز التنفيذ منذ فاتح دجنبر 2022، ويتعلق الأمر بقرار تعميم التغطية الصحية تفعيلا لحق دستوري أساسي، بشكل يضمن ولوجا عادلا ومتكافئا للخدمات الصحية أمام جميع المواطنات والمواطنين على قدم المساواة، إضافة إلى هيكلة شاملة لقطاع الصحة، على مستوى المنظومة في شموليتها، سواء تعلق الأمر بالقوانين أو البنيات أوالموارد البشرية. وشدّد رئيس الجمعية المنظمة للمؤتمر على أن الأطباء من مختلف المواقع يحرصون على الانخراط فيهما معا بكل وطنية وبمنتهى المسؤولية لإنجاحهما بشكل يضمن من تحقيق الأهداف الإيجابية المرجوّة منهما، مبرزا أنه بالموازاة مع المؤتمر انعقدت فعاليات اللقاء المغربي الليبي في دورته الثانية، وهو ما يترجم، بحسب المتحدث، حجم العلاقة الطيبة التي تربط البلدين والشعبين، مشيرا إلى أن القطاع الصحي يشكّل أحد مجالات تعزيزها وفضاء لتبادل الخبرات وتقاسم التجارب، منوها في نفس الوقت بمشاركة ممثلي جمعيتين علميتين بكل من تونس وموريتانيا.
وأوضح الدكتور عفيف أن الحدث العلمي الذي شهدته مدينة الدارالبيضاء سلّط الضوء على مواضيع علمية لها راهنيتها وأهميتها، ناقشها خبراء في مجالات طبية عدّة، كما شكّل برنامجه فرصة للتكوين المستمر كذلك، حيث تم تخصيص حيّز أساسي لمحور البروتوكولات العلاجية، مؤكدا أن هذا الموضوع يصبّ في خدمة صحة المواطن سواء في الشق المرتبط بالأدوية أو العلاجات أو تقليص العبء المادي، إضافة إلى محور الرقمنة في بعدها المتقدم، وهو الورش الذي يهدف، وفقا للدكتور عفيف، إلى رقمنة الملفات الطبية للمرضى من أجل تبسيط المساطر على مستوى التكفل والتعويض عن المصاريف وضمان الاطلاع على تفاصيلها من طرف الطبيب أو الأطباء المعالجين والتنسيق بخصوصها دون أن تحول قيود المجال أو التنقل أو السفر وغيرها دون ذلك، مما سيتيح التوفر على صورة واضحة عن طبيعة الأمراض المزمنة ونسب انتشارها وبالتالي تحديد الحاجيات لاعتماد سياسة وقائية ناجعة. وبخصوص المحور الثالث الأساسي في أجندة المؤتمر، أشار رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية إلى أنه تعلّق بموضوع العلاجات الأولية، مشيرا إلى دروس الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، وإلى مكانة اللقاحات التي سمحت بالعودة إلى حياة شبه طبيعية، مشددا على أن ما بعد الجائحة أضحت للجميع رؤية مغايرة لقطاع الصحة ولمفهوم السيادة الصحية والدوائية.


الكاتب :   وحيد مبارك

  

بتاريخ : 16/01/2023