الدكتور سعيد عفيف: ضرورة إدراج لقاحات جديدة في برنامج التلقيح لتعزيز الوقاية من الأمراض

الرضع والأطفال أكبر المتضررين من الأنفلونزا الموسمية ورصد حالات متعددة للإصابة بمرض النكاف

 

دعا رئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال في القطاع الخاص في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» إلى تعزيز مبادرات التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، مشددا على أن حالات الإصابة بالفيروس هي منتشرة في الأسابيع الأخيرة، وتطال الفئات الهشة صحيا، سواء تعلق الأمر بالنساء الحوامل أو المصابين بأمراض مزمنة أو المسنين.
وأكد الدكتور مولاي سعيد عفيف في تصريح للجريدة، أن الأنفلونزا الموسمية، التي تتشابه أعراضها مع فيروس كوفيد 19 والمتحورات المرتبطة به، تصيب الرضع والأطفال الصغار بشكل جد شرس، مشددا على أن العديد من الحالات تم رصدها خلال الأيام الأخيرة داخل العيادات الطبية وفي مختلف المصالح الاستشفائية الخاصة بالصغار، مبرزا أن هناك حالات كانت جد متقدمة صحيا وتتطلب وضعيتها الاستشفاء.
وشدد الدكتور مولاي سعيد عفيف على عدم الاستهانة بالأنفلونزا الموسمية، موضحا أن كل نقاش يهم الوضعية الوبائية التي تعرفها بلادنا يجب أن ينطلق من الأنفلونزا بتبعاتها الصحية الوخيمة، التي تتوزع أعراضها ما بين السعال والحمى وسيلان الأنف، وقد يتطور الأمر إلى نوبات تطال الجهاز التنفسي، وهي الأعراض التي يجب التعامل معها بكل اهتمام، دون الخوض في النقاش الذي تغلب عليه الأسئلة المرتبطة بفيروس كورونا ومتحوراته.
وأوضح الخبير الصحي ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، أن النقاش حول الأنفلونزا يعود كل موسم برد، مؤكدا على أنها تتطور وتتغير في كل سنة، وتتسبب بكل أسف في ملايين الوفيات عبر العالم، وهو ما يتطلب التعامل معها بكل جدية، مشددا على عامل الوقاية في هذا الإطار، حيث اعتبر أن الوقاية والاهتمام بصحة الأطفال هما أمران ضروريان لتمنيع المجتمع، ولتفادي الكلفة الصحية والمادية الثقيلتين للأمراض، خاصة المزمنة منها، وما يترتب عن ذلك من تبعات على مختلف المستويات.
وأبرز الدكتور عفيف أن من بين ما لاحظه الأطباء في العيادات وجود حالات عديدة للإصابة بمرض النكاف عند الصغار، الذي يتسبب في انتفاخ الغدد اللعابية، خاصة الموجودة ما بين الفك والأذن. وأكد الخبير الطبي أن الحالات التي تم رصدها تخص أطفالا يستفيدون من اللقاحات الممنوحة في المراكز الصحية، خلافا لمن يتلقون اللقاحات في القطاع الخاص، مشددا على أن التلقيح ضد الأمراض المختلفة يعتبر الوصفة الأكثر نجاعة لحماية صغار اليوم وكبار الغد، منوها في هذا الصدد بفعالية البرنامج الوطني للتمنيع الذي تضعه وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، الذي مكّن من القضاء على العديد من الأمراض كشلل الأطفال وغيره، مؤكدا على أهمية تعزيزه وتطويره بالرفع من معدلات تلقيح الطفلات ضد سرطان عنق الرحم، ومن خلال العمل على إدراج لقاحات أخرى جديدة على رأسها اللقاح صد النكاف في مرحلة أولى ثم اللقاح المتعلق بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع ألف في خطوة ثانية، وهو ما يتطلب بالمقابل التعويض الكامل لمصاريف اللقاحات في القطاع الخاص وذلك لتخفيف الثقل المادي عن ميزانية الوزارة حتى تنفتح على لقاحات أخرى جديدة.
وجدير بالذكر أن الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص كانت قد عقدت مؤتمرا دوليا قبل أيام بالدارالبيضاء، عرف مناقشة عدد من المواضيع والقضايا الصحية المرتبطة بصحة الرضع والمواليد الجدد والأطفال، وشملت تقديم عروض تناولت أبرز المستجدات العلمية في مجال التكفل بأمراض السكري عند الصغار، والغدة الدرقية والربو وما يرتبط بالأنفلونزا الموسمية واللقاحات المتعلقة بمختلف الأمراض.


الكاتب :  وحيد مبارك

  

بتاريخ : 24/01/2024