«بوحمرون» يفتك بأكثر من 100 طفل مغربي ومريض واحد يتسبب في إصابة 18 آخرين بالعدوى
أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أن مرض الحصبة المعروف بـ «بوحمرون» لا علاج له، وبأن التلقيح ضد الفيروس هو الآلية الوحيدة المتوفرة التي تمكّن من تفادي مضاعفات الإصابة به والتي قد تصل إلى حدّ الوفاة، مشددا على أن الأمر يتعلق بمرض فتّاك تسبّب لحد الساعة في وفاة أكثر من 100 طفل بعد ظهور مجموعة من الوبائية في بلادنا، في كل من سوس ماسة والحوز وغيرهما.
وأوضح الدكتور عفيف في تصريحه للجريدة، بأنه من غير المقبول بتاتا استيعاب وفاة أطفال بمرض يتوفر لقاح مضاد له، منوّها بالبرنامج الوطني للتمنيع الذي تتوفر عليه بلادنا والذي يضاهي برامج التلقيح في كبريات الدول حسب تصريحه. وشدد الخبير الطبي على أنه لا يمكن التساهل بتاتا مع الإشاعات المغلوطة التي تروج لعدم مأمونية اللقاحات مؤكدا على أن هذه الخطوة تؤدي إلى مآلات جد مؤلمة، مبرزا في هذا الإطار بأن اللقاح ضد الحصبة نموذجا، يعتبر لقاحا فعالا وناجعا ويتم استعماله منذ عقود دون تسجيل أي مضاعفات جانبية تذكر.
وتوقف رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في لقاء خصّ به «الاتحاد الاشتراكي»، عند العدد التراكمي للإصابات التي جرى تسجيلها منذ 2023 إلى اليوم الذي تجاوز الـ 19 ألف حالة إصابة، وكذا عند الوفيات التي وقعت، والتي أوضح بأنها جاءت نتيجة لتراجع التغطية التلقيحية التي عرفتها فترة الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، مشددا على أنه وإن مرّ الوقت الخاص بالتلقيح فإنه يمكن للأمهات والآباء اصطحاب رضعهم وأطفالهم إلى أقرب مركز صحي للاستفادة من اللقاح الذي يمنح مجانا بمعدل جرعتين لكل طفل واستدراك الأمر.
ونبّه الدكتور عفيف إلى أن مصابا واحدا قد ينقل العدوى لما بين 12 و 18 آخرين، داعيا الآباء إلى مراجعة الدفتر الصحي لأطفالهم للتأكد من حصولهم على اللقاح بشكل كلي أو جزئي أو عدم التلقيح لاستدراك الأمر، مشيرا في هذا الإطار إلى النتائج الإيجابية التي حققتها الحملة الاستدراكية التي قامت بها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية خلال 2013 والتي استفاد منها 11 مليون شخصا تتراوح أعمارهم ما بين 9 أشهر و 19 عاما، والتي مكّنت من عدم تسجيل أي موجة وبائية طيلة 10 سنوات. وأبرز المتحدث أن اللقاح متوفر كذلك في القطاع الخاص ويبلغ ثمنه 150 درهما، ويتم استرجاع الجزء الأكبر من مصاريفه، مؤكدا أن كلفته المادية تبقى هيّنة في مواجهة هذا المرض الفتاك.
وأبرز الاختصاصي في طب الرضع والأطفال بأن الدولة بكافة مكوناتها وعلى رأسها وزارات الصحة والداخلية والتربية الوطنية، تقوم بجهود كبيرة في التحسيس والتوعية بأهمية الانخراط في الحملة الاستدراكية للتلقيح ضد هذا المرض، الذي له عدة أعراض مماثلة لحالة الزكام في مراحل معينة، ومن بينها ارتفاع درجات الحرارة، احمرار الأعين وسيلان الدموع منها، السعال، إلى أن تشرع البتور في الظهور، وهو ما يعني في تلك الحالة بأن العدوى قد انتشرت داخل الجسم، داعيا إلى تعامل الأسر مع هذا الموضوع بكل الجدية الضرورية والانخراط في حملة التلقيح الاستدراكية التي تم الإعلان عنها.