الدكتور سعيد عفيف لـ «الاتحاد الاشتراكي»: الفيروس يمكن أن يكون قاتلا لمن لا يتوفرون على مناعة طبيعية أو لقاحية رغم عدم ضراوته

أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن الوضعية الوبائية المرتبطة بجائحة كوفيد 19 قد عرفت عدة متغيرات في بلادنا مؤخرا، إذ شهدت الأيام الأخيرة ارتفاعا واضحا في أعداد الإصابات ونفس الأمر بالنسبة للوفيات، وإن كانت الأرقام لم تصل إلى ما تم تسجيله في ذروة انتشار الفيروس ومتحوراته.
وأوضح عضو اللجنة العلمية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19، أن قراءة تحليلية للأرقام المتعلقة بالوضع الوبائي ما بين 14 و 22 من الشهر الجاري، يتبيّن على أنه كنا نسجّل في الأول وبشكل عام عدد إصابات يومية يقدر بما بين 1632 و 1568 و 1677 و 1700 ثم 1900 حالة، بعد ذلك انتقلنا يوم 21 يونيو إلى تسجيل 3 آلاف و 59 حالة، وأول أمس الأربعاء تم تسجيل 3141 حالة. أما على مستوى الوفيات فقد جرى تسجيل 5 حالات ما بين 14 و 21 يونيو، في حين أنه يوم الأربعاء الأخير أي 22 يونيو لوحده تم تسجيل 5 وفيات.
وأبرز رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أنه وفقا للمعطيات التي أعلنت عنها وزارة الصحة فإن الأشخاص الذين فارقوا الحياة بسبب مضاعفات الفيروس، أغلبهم إما كانوا من الأشخاص الذين فضلوا عدم تلقيح أنفسهم بالمطلق أو أنهم من الذين لم يكملوا عدد الجرعات التي كان عليهم الحصول عليها. وأشار المتحدث إلى أن الفيروس وإن كان لا يتميز بالضراوة إلا أنه يمكن أن يكون قاتلا بالنسبة لمن لا يتوفرون على مناعة طبيعية أو على مناعة لقاحية، خاصة المسنين والذين يعانون من أمراض مزمنة. ونبّه الدكتور عفيف إلى أن عدد الأشخاص المصابين بالفيروس والمتواجدين بمصالح الإنعاش والعناية المركزة انتقل من أقل من 10 مرضى قبل شهر إلى 49 حالة إلى غاية أول أمس الأربعاء، مؤكدا على أن نسبة ملء أسرّة الإنعاش ارتفعت من 0.2 في المئة قبل شهر إلى 1 في المئة اليوم، وهو ما يجب الانتباه إليه لأن الاستمرار التصاعدي في انتشار الفيروس سيرفع بالضرورة من المتوافدين على هذه المصالح، الأمر الذي يجب تلافيه للعديد من الاعتبارات ولتفادي السيناريوهات التي عشناها في مراحل سابقة من مواجهة الفيروس.وشدّد الخبير الصحي في التصريح الذي خصّ به «الاتحاد الاشتراكي»، على أن من بين المعطيات التي يجب الانتباه إليها تلك المتعلقة بانتشار الفيروس، مبرزا أن نسبة إيجابية اختبارات الكشف عن المرض قد ارتفعت هي الأخرى، ففي الوقت الذي كان يتم فيه تسجيل حالة مؤكدة من بين 100 اختبار للكشف، أصبحنا نقف اليوم عند 24 حالة مرضية في كل 100 اختبار، وهو ما يبرز الانتشار السريع للفيروس، موضحا على أن المتحور 2Ba المتفرع عن أوميكرون كان هو السائد، لكنه اليوم أصبح يمثل 38 في المئة، في حين أضحى المتفرع المتحور عن أوميكرون الأكثر انتشارا هو Ba5 وذلك بنسبة 52 في المئة.
ودعا رئيس الجمعية المغربية للعلوم الصحية أمام هذا الوضع، إلى التقيد الصارم بالتدابير الوقائية وعدم الاستخفاف بأهميتها، وعلى رأسها وضع الكمامات بشكل سليم في الفضاءات المغلقة والحرص على التباعد الجسدي، والإقبال على الحصول على جرعات اللقاح الثلاثة، سواء من خلال استكمال عددها لمن سبق وأن حصلوا على جرعة أو جرعتين، أو التلقيح لأول مرة بالنسبة للأشخاص الذين تخلّفوا عن ذلك، لأنه ليست هناك من وسيلة للحماية من المضاعفات الوخيمة للفيروس باستثناء اللقاح.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 24/06/2022