الدكتور فوزي الصقلي يسلط الضوء على فعاليات مهرجان الثقافة الصوفية بفاس .. الدورة السابعة عشرة ترفع تحت شعار: «شعرية العيش.. الفنون في أبعادها الصوفية»

 

تنطلق فعاليات مهرجان الثقافة الصوفية بمدينة فاس تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 18 إلى 25 أكتوبر الجاري، تحت شعار: «شعرية العيش.. الفنون في أبعادها الصوفية».
ومن المنتظر أن تعرف العاصمة الروحية للمملكة توافد جمهور غفير من عشاق الثقافة الصوفية من مختلف المدن المغربية وعدد من الدول الأوروبية، للاستمتاع بأصوات كبار المنشدين المغاربة والأجانب.
وسيشارك في هذه الدورة ثلة من الفنانين، في مقدمتهم الفنان مروان حاجي صاحب الصوت الدافئ، والفنانة الصاعدة نهى القلعي.
وفي تصريح خصّ به جريدة الاتحاد الاشتراكي، أكد الدكتور فوزي الصقلي، رئيس المهرجان وعضو أكاديمية المملكة المغربية، أن كلمة «بويطيقيا» في المرجعية الإغريقية تحيل على الإلهام الخلّاق الذي يُلقي بظلاله التأويلية على سديمية اللامرئي، سواء تعلق الأمر بمجال الفن أو الفكر أو الحياة.
وأضاف أن المصطلح، في خصوصيته الصوفية، يعبر عن تفاصيل الوعي الروحي لحالة الرؤية الباطنية، بما يحقق لحظة الارتقاء بالشيء من منزلة التخفي إلى منزلة الاكتشاف، في تفاعلٍ وتكافلٍ تنجلي بهما أنوار التجلي وآفاقها المنفتحة على جمال النفس.
وفي هذا السياق، تحتفي فاس بإنشاد مادحيها، مجددة إخلاصها ووفاءها للإنصات إلى إيقاعات النداءات الروحية القادمة من عمق ذاكرتها الخصبة، كما من مستقبلها الواعد بأكثر من هبةٍ ورواء. وبين الماضي والمستقبل، تستمر أنوار الحاضر في إضاءة المسالك الرمزية التي تستقطب إلى رحابها الأرواح المسكونة بفتنة الوجود المشترك في أرضية المرئي واللامرئي، بأبعادها الأندلسية والكونية، على محجة عشقٍ صوفي لا ينضب معينه الجمالي.
وأشار الدكتور الصقلي إلى أن المهرجان سيعرف تنظيم عدد من المحاضرات ذات البعد الصوفي، إلى جانب معارض تشكيلية، من بينها معرض الفنانة نجوى عجور.
أما السهرة الافتتاحية فستتميز بعرض موسيقي تحت عنوان «الحضرة»، بمشاركة الفنان نور الدين الطاهري، المختص في الغناء الصوفي والطرب الأندلسي، إلى جانب الصوت الرقراق للفنانة نهى القلعي. كما سيستمتع الجمهور بموسيقى الفلامنكو مع الفنان الإسباني كورو بيتانا ومجموعة من الفنانين القادمين من قرطاجنة.
وأضاف رئيس المهرجان أن هذه الدورة ستعرف مشاركة عدد من الفرق الصوفية المغربية، من بينها فرقة حمادشة، وفرقة المديح للزاوية البودشيشية، والزاوية الصقلية العريقة، والزاوية الشرقاوية، والزاوية الوزانية. كما يستضيف المهرجان الفنانة فرنسواز أطلان في وصلات أندلسية، والفنانة السنغالية سيني كمارا ذات الصوت الرخيم، إلى جانب فرقة القوافي الهندية.
واختتم الدكتور فوزي الصقلي تصريحه قائلاً إن الجمهور سيعيش طيلة أسبوع كامل أجواءً روحانيةً ربانيةً، وسيتذوق مقطوعات أندلسية مع رائد الموسيقى الأندلسية محمد بريول، بمصاحبة الفنان مروان حاجي صاحب المواويل العذبة والصوت الرخيم.
ومن أبرز محطات المهرجان أيضاً عرض مسرحية «الهدهد والاثنا عشر طائراً»، المستوحاة من التحفة الصوفية لفريد الدين العطار، والتي قام الدكتور فوزي الصقلي بترجمتها إلى الدارجة المغربية.
وتُقام العروض الفنية بحديقة جنان السبيل ذات الأشجار الباسقة والزهور المتنوعة، وبفضاء باب المكينة التاريخي، فيما تحتضن قصر العمالة بالبطحاء المحاضرات والندوات العلمية.


الكاتب : محمد بوهلال

  

بتاريخ : 16/10/2025