أكد الدكتور مصدق مرابط، وهو طبيب عام مهتم بالشأن الصحي، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن شهر رمضان الأبرك يجب أن يشكّل فرصة للاعتناء أكثر بالصحة العامة واتخاذ عدد من الاحتياطات والتدابير اللازمة لصيام آمن، التي تختلف بحسب وضعيات الصائم، خاصة إذا كان من كبار السن، أو مصابا بمرض مزمن، أو تعلّق الأمر بالمرأة الحامل.
وأوضح الدكتور مصدق بأن الأشخاص الذين لا يعانون من أي مرض، يُنصحون هم أيضا بزيارة طبيب الأسرة، من أجل الخضوع لفحص سريري والقيام ببعض الفحوص البيولوجية، ومراقبة الضغط الدموي، ومستوى السكري في الدم، ونفس الأمر بالنسبة للدهنيات والكوليسترول، وكذا الوظيفة الكلوية، رغم عدم إحساسهم بأي عارض صحي، لأن هناك العديد من الأمراض الصامتة التي لا يتم الانتباه إليها، مشددا على أن هذه الخطوة تعتبر مستحبة وقائيا، لاتخاذ الترتيبات الضرورية في حال وجود عارض صحي ما.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض مزمن، فقد أكد المتحدث على أنه يتعين عليهم قبل حلول الشهر الفضيل بحوالي أسبوع على الأقل، مراقبة وضعية مرضهم عند الطبيب المعالج، الذي على ضوء الفحوصات السريرية والبيولوجية، يمكنه الترخيص بالإفطار إذا كان المرض المزمن غير متوازن، أو في حال كان الصيام سيفاقم من حدة المرض، أما إذا كان المرض متوازنا، فإن الطبيب سيرخص بالصيام مع ضرورة التقيد بالنصائح المقدمة، خاصة ما يتعلق بكيفية استعمال الأدوية، والتدابير التي يجب اتخاذها لصيام شهر رمضان المبارك في ظروف حسنة.
ولأن مرض السكري يعرف تفشيا واسعا وبشكل صامت، والذي يعتبر أحد أبرز الأمراض المزمنة الذي تكون له تداعيات متعددة، فقد أبرز الدكتور مرابط بأن المصابين بمرض السكري من نوع 2 المتوازن، بدون مضاعفات كلوية، شرايينية أو قلبية، يمكنهم الصيام مع متابعة الأدوية المخفّضة للسكري في الدم التي يأخذونها عادة، مع الحرص على عدم الإجهاد والنوم لمدة كافية، أما الأشخاص المصابين بالسكري من نوع 2، الذين يستعملون حقن الأنسولين 3 مرات في اليوم، فهؤلاء يصعب عليهم الصيام وغالبا ما ينصحهم الطبيب المعالج بعدم الإقدام على هذه الخطوة، كما أن الأشخاص المصابين بالسكري من نوع 1، ينصحهم كذلك الطبيب بعدم الصيام، في حين أن المصابين بارتفاع في الضغط الدموي المستعصي، ورغم متابعتهم لعدة أدوية مخفضة للضغط الدموي، فغالبا ما يمنعهم الطبيب من الصيام، كما يجيز للمصابين بضعف كلوي، قلبي، شراييني، دماغي، بالإفطار.
وفي السياق ذاته، ولأن العديد من الأسر ترغب في تشجيع أطفالها على اكتشاف شهر رمضان من خلال الصيام، فقد أوضح الدكتور مصدق بأن خطوة الاستئناس بهاته الأجواء يجب أن بنيتهم الصحية وقدرتهم على تحمل الصيام، أما في حال ما إذا كانوا يعانون من مرض مزمن، فيجب استشارة الطبيب المعالج الذي سيقرر إمكانية ذلك من عدمه، مع متابعة النصائح اللازمة خاصة التي تتعلق بمحاربة الاجتفاف في الفترات التي تعرف ارتفاعا في درجات الحرارة.
الدكتور مصدق مرابط لـ «الاتحاد الاشتراكي»: المصابون بأمراض مزمنة يجب عليهم التقيد بمجموعة من الشروط من أجل صيام آمن

الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 03/03/2025