الديربي 133.. سجال كروي بتوابل استثنائية وفرجة يتعدى صيتها حدود الوطن

يتجدد التنافس الكروي الشيق والمثير بين الغريمين البيضاويين، الوداد والرجاء، يوم غد الأحد، بداية من الرابعة عصرا، بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، في ديربي مؤجل عن الجولة السادسة من الدوري الاحترافي.
عداد الديربي يصل هذه السنة إلى محطته الثالثة والثلاثين بعد المائة، وسيدور لأول مرة في غير موعده المعتاد، حيث جرت العادة أن تتم برمجته في الدورة العاشرة أو الثانية عشر من أجل ضمان هامش أكبر من الفرجة والتنافسية، بعد أن يكتسب الفريقان جاهزيتهما بتوالي المباريات.
ويحفل هذا الموعد الكروي الهام بكثير من الإثارة والتشويق، لأن اللاعبين يدخلون مثل هذه المباريات بحافز معنوي مضاعف، خاصة في ظل الحضور الجماهيري الكثيف، والذي لا شك أنه سيترك بصمته على المدرجات من خلال اللوحات التي اعتاد أن يرسمها، ومنحته حضورا متقدما بين الجماهير العالمية.
ورغم أن مدربي الفريقين ما فتئا يعلنان في تصريحاتهما أن هذه المباراة تبقى عادية، وأن التحضير لها لن يلبس أي لبوس استثنائي، فإن تاريخ المواجهات بين الطرفين يحمل غير ذلك، لأن الفوز فيها أن يرفع معنويات اللاعبين كما أن الهزيمة قد تضعفها، ما يفرض على الأطقم التقنية التركيز على الجانب النفسي، الذي يسبق عادة الجانب البدني في مثل هذه المواعيد الكروية ذات الحساسية المفرطة.
وإذا كان الفريق الأحمر يتوفر على امتياز معنوي، بحكم تواجده في مرتبة متقدمة، عقب فوزه في ثلاث مباريات مقابل تعادلين، ومن شأن الفوز أي يعيده إلى الرتبة الأولى، التي تنازل عنها لفريق الفتح، فإن الرجاء لا يتواجد في أفضل حالاته، بعدما رسم صورة سلبية، دفعته إلى التخلي عن مدربه التونسي، فوزي البنزرتي، والاستعانة بمواطنه منذر الكبير، الذي تمكن تحقيق الفوز الأول للفريق، وكان بصعوبة كبيرة في مؤجل الجولة الخامسة على حساب حسنية أكادير، بضربة جزاء خلفت ردود أفعال كثيرة.
وسيدخل الوداد لقاء الغد محروما من خدمات لاعب خط وسط ميدانه، جلال الداودي، الذي تعرض لإصابة قوية في لقاء ريفرز ينايتد النيجيري، برسم إياب الدور التمهيدي الثاني من دوري أبطال إفريقيا، وبديع أووك الذي تلقى البطاقة الحمراء في لقاء الأربعاء أمام اتحاد طنجة، فضلا عن الليبي مؤيد اللافي، الذي لم يتعافى بشكل تام من الإصابة. وهي الغيابات التي سيحاول المدرب الرجاوي منذر الكبير استغلالها جيدا، خاصة جلال الداودي الذي يعد من الركائز الأساسية في خط الوسط، والذي سيترك مكانه لإسماعيل المترجي.
وسيظهر الفريق الأخضر بصفوف مكتملة، حيث يحتمل جدا أن يعود جمال حركاس إلى التشكيل الأساسي، بعدما عانى من إصابة تعرض لها أمام نيجليك النيجري، في دوري أبطال إفريقيا، وغاب عن لقاء الأربعاء أمام الحسنية، رغم أن مصطفى مقدم ظهر بوجه جيد، وقدم أوراق اعتماده بقوة إلى المدرب التونسي، الذي سيكتشف أجواء الديربي البيضاوي لأول مرة.
ورغم أن عموتة قد أكد على أن مباراة الديربي، ورغم طابعها الخاص، تظل مثل أي مباراة أخرى، وسيحضر لها فريقه بشكل عادي، فإن مدرب الرجاء منذر الكبير متلهف لاكتشاف الأجواء، التي تابعها غير ما مرة على شاشة التلفاز. مضيفا أن الفوز في مثل هذه المباريات يحتاج إلى التركيز الذهني، آملا أن يتمكن فريقه من تحقيق الانتصار، وبالتالي تصحيح أوضاعه والتوقيع على انطلاقة جديدة.
يذكر أن الرجاء فاز 36 مرة في هذا الديربي مقابل 33 للوداد، في حين تعادل الفريقان 63 مرة منذ أول مواجهة جمعتهما سنة 1957.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 22/10/2022